رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إرهاب المستوطنين.. كيف يحمى الاحتلال جيوش الهجوم على قوافل المساعدات؟

المستوطنين الإسرائيليين
المستوطنين الإسرائيليين

تزايدت حدة هجوم المستوطنين الإسرائيليين على قوافل المساعدات الإغاثية المخصصة للمدنيين الفلسطينيين داخل قطاع غزة، الذين يعانون أوضاعًا إنسانية مأساوية نتيجة استمرار الحرب الإسرائيلية هناك.

وهاجم عشرات المستوطنين، خلال شهر مايو الجارى، عددًا من قوافل المساعدات الإنسانية، لا سيما الأردنية، التى كانت فى طريقها إلى قطاع غزة.

واعتدى المستوطنون الإسرائيليون، الأسبوع الماضى، على قافلتى مساعدات إنسانية أردنية، الأولى تشمل ٣١ شاحنة كانت متجهة نحو معبر إيرز، والثانية تضم ٤٨ شاحنة وكانت متوجهة نحو معبر كرم أبوسالم، وكانتا تحملان غذاء ودقيقًا ومساعدات أخرى إلى القطاع.

وانتشرت مقاطع فيديو للحظات اعتداء المستوطنين على قوافل المساعدات، تحت حماية عناصر شرطة الاحتلال الإسرائيلى. واعتبرت التقديرات أن عناصر الشرطة الإسرائيلية يوفرون الظروف الملائمة، بل الحماية اللازمة، للمستوطنين المهاجمين للمساعدات دون محاولة منعهم.

الأمر ذاته أكدته صحيفة «الجارديان» البريطانية، حيث كشفت عن أن عناصر الأمن الإسرائيلى يوفرون معلومات عن موعد تحرك الشاحنات ومسارها للمستوطنين من أجل مهاجمتها.

وأكدت المصادر، التى تحدثت إلى «الجارديان»، أن أفرادًا من قوات الأمن الإسرائيلية يبلغون الناشطين اليمينيين المتطرفين والمستوطنين بمعلومات عن موقع الشاحنات، ما يمكنهم من منع وتخريب القوافل.

وقال متحدث باسم المجموعة الناشطة الإسرائيلية الرئيسية التى تقف وراء الاعتداءات إن المستوطنين الذين يعترضون الإمدادات الإنسانية الحيوية إلى القطاع يتلقون معلومات حول موقع شاحنات المساعدات من أفراد الشرطة والجيش الإسرائيليين.

ويتم التنسيق من خلال رسائل من مجموعات الدردشة الداخلية عبر الإنترنت، حيث أوضحت راشيل تويتو، المتحدثة باسم جماعة «تساف ٩» الإسرائيلية، أن المجموعة كانت تعترض طريق الشاحنات أثناء مرورها بدعوى أن «حماس» تستولى على المساعدات بمجرد وصولها غزة.

وأضافت: «عندما يكون من المفترض أن يقوم شرطى أو جندى بمهمة حماية الإسرائيليين، وبدلًا من ذلك يتم إرساله لحماية قوافل المساعدات الإنسانية- مع العلم بأنها ستنتهى فى أيدى حماس- فلا يمكننا أن نلومهم أو نلوم المدنيين الذين يلاحظون الشاحنات التى تمر عبر بلداتهم لتقديم المساعدات».

وحول ما إذا كانت هناك معلومات استخبارية للمجموعات التى تحاول منع تلك المساعدات، أكدت: «نعم، بعض معلوماتنا تأتى من أفراد فى القوات الإسرائيلية»، مضيفة: «لم تكن مجموعتنا هى التى أحرقت الشاحنات فى الحادث الأخير، بينما هناك مجموعات أخرى كانت مسئولة عن هجوم الحرق المتعمد».

وحسب «الجارديان»، قال مستوطنون إسرائيليون إنهم يمنعون شاحنات المساعدات بدعوى منعها من وصول الإمدادات إلى «حماس»، متهمين الحكومة الإسرائيلية بتقديم ما وصفوه بـ«الهدايا» للحركة الفلسطينية.

من جانبهم، وصف سائقو الشاحنات الفلسطينيون الذين يقومون بتوصيل المساعدات إلى غزة الاعتداء على الشاحنات التى يقودونها بـ«الهمجية»، مؤكدين أن الجنود الإسرائيليين الذين كانوا يرافقون القافلة لم يفعلوا شيئًا للتدخل أو لحمايتهم.

وقال يزيد الزعبى، سائق شاحنة فلسطينى تعرض لهجوم من قبل المستوطنين الإسرائيليين، الأسبوع الماضى، عند حاجز ترقوميا: «هناك تعاون كامل بين المستوطنين والجيش الإسرائيلى، نحن مصدومون ومتفاجئون بأن الجيش الإسرائيلى لم يقدم لنا أى نوع من الحماية رغم أنه كان حاضرًا ويشاهد ما يحدث، بل كان يدعم المستوطنين».

وأكد تقرير أذاعته هيئة البث الإسرائيلية «كان»، الأسبوع الماضى، أن قوات الأمن الإسرائيلية تدعم إرهاب المستوطنين ضد المساعدات الإغاثية المخصصة للفلسطينيين فى غزة. وقال تقرير «كان» إن جنديين من قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية رفضا أمرًا بإجلاء المستوطنين المعتدين على شاحنات المساعدات الأسبوع الماضى.

وكذلك، أعلن الجيش الإسرائيلى عن أن أحد الجنديين حُكم عليه بالسجن لمدة ٢٠ يومًا، حيث قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلى: «رفضت مقاتلة احتياطية تنفيذ مهمة حفظ النظام فى منطقة تم تعريفها على أنها منطقة عسكرية مغلقة، ونتيجة لذلك تم تقديمها إلى إجراءات تأديبية».

وتابع: «أُدين المقاتل بجريمة رفض الأمر.. وهذا حادث لا يتوافق مع ما هو متوقع من جنود الجيش الإسرائيلى أثناء قيامهم بمهمتهم».