رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صُناع وأبطال "صدفة" فى ندوة "الدستور": ناقشنا قضايا مجتمعية جادة فى قالب شعبى

جانب من الندوة
جانب من الندوة

حقق مسلسل صدفة نجاحًا كبيرًا، وحقق نسب مشاهدة عالية وردود أفعال إيجابية بعد عرضه خلال الموسم الدرامى الرمضانى الماضى، ودارت الأحداث حول المُعلمة «صدفة»، التى تجد نفسها متورطة فى زيجة لا تعلم عنها شيئًا، فتبدأ السعى لمعرفة كيف تورطت فى هذه الزيجة، كما تحاول التواصل مع أسرتها والتقرب منها. 

وفى ندوة «الدستور»، تحدث صناع العمل عن كواليس التصوير، وتحضيرات كل فنان للشخصية التى جسدها، وأبرز الصعوبات التى واجهتهم وكيف تغلبوا عليها، والذكريات التى لا تنسى أثناء التصوير، كما تحدثوا عن الرسائل التى تضمنها العمل، وكيف تمكن من الوصول إلى مختلف الفئات عبر تناوله قضايا مجتمعية تهم شرائح كبيرة من الجمهور.

 مسلسل «صدفة» بطولة: ريهام حجاج، خالد الصاوى، سلوى خطاب، رحاب الجمل، عصام السقا، رشدى الشامى، فراس سعيد، نور إيهاب، ميار الغيطى، عمرو صحصاح، تامر يسرى، عبير منير، سليم الترك، رباب ممتاز، وتأليف أيمن سلامة، وإخراج سامح عبدالعزيز.

ريهام حجاج: العمل وصل لمختلف فئات المجتمع حتى الأطفال.. و«التيمة الشعبية» تحدٍ كبير

أعربت الفنانة ريهام حجاج عن سعادتها بتقديم مسلسل «صدفة»، الذى وجدته حالة مميزة مليئة بالتفاصيل الحياتية التى تهم فئة كبيرة من المجتمع.

وأوضحت «ريهام»: «أكثر الأمور التى دفعتنى للمشاركة فى العمل السيناريو القوى الذى كتبه المؤلف أيمن سلامة، ولأنه سيصل إلى فئة جديدة من الجمهور بالنسبة لى».

وتابعت: «هناك أكثر من عائلة أكدت لى أن الأطفال يحرصون على مشاهدة مسلسلى، وهذا أمر أسعدنى للغاية، لأنه يوضح أن المسلسل استطاع الوصول لمختلف فئات المجتمع؛ الشباب والبنات والكبار وحتى الأطفال».

وعن تعاونها مع مؤلف العمل ومخرجه قالت: «هذا هو التعاون الرابع مع المؤلف أيمن سلامة، فقد قدمنا من قبل عدة أعمال مهمة وناجحة، مثل مسلسل (جميلة) الذى دائمًا ما يتحدث معى الجمهور حوله حتى الآن، ويطالبون بجزء جديد منه، كما قدمنا مسلسل (يوتيرن) و(لما كنا صغيرين)، والحمد لله كل هذه الأعمال نجحت وجعلتنا متحمسين دائمًا لتكرار التعاون وتقديم الجديد.. بيننا تناغم كبير».

وأضافت: «أما عن المخرج سامح عبدالعزيز، فهو واحد من المخرجين الكبار فى مصر، والجمهور يحب أعماله، وهذا هو التعاون الثالث بيننا، بعد (جميلة) و(يوتيرن)، وعلاقتنا أصبحت عميقة كأفراد أسرة، ونتمنى أن نكرر التعاون من جديد حتى لو فى السينما».

 تجربتى مع المخرج والمؤلف فى "صدفة" كانت ممتعة لأبعد الحدود

ورأت أنها عندما تجتمع مع «سلامة» و«عبدالعزيز»، يحدث التكامل، وكل تعاون مختلف عن الآخر، قائلة: «الشخصيات جميعها مختلفة تمامًا عن بعضها، وتجربتى معهما فى "صدفة" كانت ممتعة لأبعد الحدود، كما أن جميع العاملين فى المسلسل كانوا مميزين ولديهم طاقات تمثيلية كبيرة للغاية».

وقالت: «حرصت على البحث عن شكل درامى جديد أقدمه لكل الناس، وليس لفئة معينة، لكى أستطيع أن أصل لقلوب الجمهور، وقد فكرت فى الاتجاه للتيمة الشعبية، رغم أنها تحدٍ كبير لأن الأعمال الشعبية تتسع للذكور أكثر من الإناث.. أى قماشته محدودة بالنسبة للبطولة النسائية، لأن مجتمعنا يتقبل القوة والشجاعة من الرجل أكثر من المرأة، خاصة فى المناطق الشعبية، فالقصة مهمة ولا تخدش حياء المشاهدين، وتحقق معادلة الحارة الشعبية، لكن بشكل جديد تمامًا».

وأكدت، «تجربة (صدفة) مختلفة واهتمت بمواضيع تخص الشباب وقضاياهم، ووصلنا لنوعية كبيرة من الجمهور، والحمد لله حققنا نجاحًا كبيرًا».

لم أسمع أى ناقد أو مشاهد طبيعى فى الشارع تحدث بشكل سلبى عن العمل

وأشارت إلى أن الهجوم الذى حصل للمسلسل كان بداية من يوم 26 رمضان، وكان مفتعلًا، وتقوده جهات معينة، موضحة: «الهجوم غير مفهوم، وللعلم أنا عندى عيون أتابع بها ردود الأفعال الحقيقية، والعمل حقق مشاهدات ضخمة».

وأضافت: «لم أسمع أى ناقد أو مشاهد طبيعى فى الشارع تحدث بشكل سلبى عن العمل، وهو ما يعتبر مؤشرًا إيجابيًا بالنسبة لى يوضح مدى نجاح العمل، بل على العكس رأيت ردود أفعال إيجابية للغاية من قِبل الجمهور بفئات عمرية مختلفة، خاصة من الشباب والأطفال، ورأيت كم الحب الكبير لشخصية (صدفة)».

كل من شارك فى العمل يحركه طموح كبير والتجربة الشبابية متميزة

وحول التجربة الشبابية فى العمل، قالت: «كل من شارك فى العمل يحركه طموح كبير، ويتمنى أن يتفوق ويتميز.. وحرصنا على أن يكون البوستر الدعائى شاملًا، ويضم الشباب المشاركين فى العمل. وقد أحببت البوستر جدًا، والعمل فى الأساس يركز على مناقشة حكايات الشباب، ومن الطبيعى أن يقدمه الشباب أيضًا».

وعن تحضيراتها للشخصية، أوضحت: «ذهبت للأماكن الشعبية متخفية لأشاهد طريقة تعامل سكان تلك المناطق، وحاولت أن أُظهر شكلًا مألوفًا لطريقة تعامل الشارع وما فيه من أمور مختلفة».

وأشارت إلى أنها لاحظت وجود إشادات كبيرة من خارج مصر: «ردود أفعال لم أتوقعها جاءتنى من خارج مصر، فهناك مئات الرسائل التى وصلتنى من كل الدول العربية، خاصة لبنان والمغرب وتونس وعمان، وهذا أمر جعلنى فى غاية السعادة، وأعطى لى حافزًا كبيرًا لتقديم ما هو أفضل خلال الفترة المقبلة».

وأكدت أن الشباب المشاركين فى العمل لاحظوا مدى إعجاب الجمهور بالمسلسل: «أصبحوا مشهورين فى الشارع، والبعض يطلب منهم توصيل رسالة لـ"ميس صدفة"، وهذا دليل على نجاحنا، ولفتت إلى أن العمل جرى تصويره فى مدرسة حقيقية، وجرت الإشارة إلى هذا الأمر فى تتر المسلسل».

الجمهور أصبح واعيًا ولم يعد بإمكان أحد تشويه النجاح

وقالت: «الجمهور أصبح واعيًا، ولم يعد بإمكان أحد تشويه النجاح، فيمكننا رصد نسب المشاهدة وردود الأفعال الحقيقية على العمل، مضيفة أعتقد أن العمل تناول قضايا التعليم بشكل جديد. رأيت أشكالًا عديدة من المدرسين، وحاولنا إبراز ذلك فى المسلسل. نحن لم ننفصل عن الواقع بل العكس حاولنا أن نظهر الحقيقة وما يوجد فى الشارع من مشكلات خلال أحداث العمل التى وصلت للجمهور من خلال أحداث المسلسل».

وتابعت: «الفن ليست مهمته أن يبحث عن علاج لمشكلات المجتمع؛ بل تسليط الضوء على ما يحدث فى الحياة اليومية».

وذكرت أن هناك دراما تجعل الخير ينتصر فى النهاية، لكن هذا ليس دور الفن، وقالت: «قدمنا فى صدفة مشكلة الآباء الذين يتركون أبناءهم. وأظهرنا تأثير ذلك على المجتمع، كما قدمنا شخصية ومهنة المدرسة، وهذا مثال موجود فى المجتمع، وليس من المنطقى أن تخرج هذه الشخصية بطريقة واعية بعدما تأثرت بمجتمعها».

وتابعت: «الفن يظهر حجم الوعى لدى الجمهور. وأتذكر أننى قابلت ذات مرة طبيبًا من أكبر المتخصصين فى أمراض النساء، وتحدث معى حول أن عددًا كبيرًا من النساء اللواتى يتعامل معهن أصبحن يتحدثن معه حول الخوف من أن يحدث معهن ما حدث فى مسلسلى السابق (جميلة)، وهذا يظهر أهمية الفن ودوره التوعوى، فطرح المشكلة يجعل المشاهد يفكر».

ورأت أن هناك مسئولية يحملها الممثل تجاه المجتمع: «الأمر بالنسبة لى ينقسم لجزأين، الأول تقمص الشخصية، والثانى ريهام نفسها».

وأوضحت: «لا بد من أن أختار موضوعًا هادفًا ومفيدًا للمجتمع، وثانيًا أود، كريهام، أن أكون قدوة للناس، خاصة أن هناك من يتأثر بى.. كما أحب المشاركة فى الأعمال الخيرية». وقالت إنها بجانب التمثيل تخوض تجربة الإنتاج، وقدمت «حدوتة منسية»، وكانت ردود الأفعال طيبة.

 لم ابتعد والسينما نفسها كانت تمر بوعكة خلال السنوات الماضية

وذكرت أنها لم تبتعد عن السينما كما يُقال: «السينما نفسها كانت تمر بوعكة خلال السنوات الماضية، وهى الآن فى مرحلة التعافى، وبعدها سيكون هناك فنانون كثر سيعودون إلى السينما، وأنا منهم، وأتمنى تقديم عمل سينمائى مع أيمن سلامة وسامح عبدالعزيز».

وعن المسرح فى حياتها، قالت: «كنت سعيدة بالتعاون مع الفنان محمد سعد، الذى أعتبره واحدًا من المقربين، وخضت التجربة معه فى مسرحية (وش السعد)، وقدمنا عروضًا مميزة وكنت مستمتعة للغاية بهذا العمل».

وأكدت وجود مشكلة فى السيناريوهات فى مصر: «باعتبارى أشارك فى إنتاج أعمال فنية، أرى أن هناك الكثير من السيناريوهات بعيدة عن الواقع؛ فهناك ورق جيد لكن تطبيقه على أرض الواقع مستحيل، فمثلًا هناك سيناريو يجرى تصوير أول حلقتين منه فى أكثر من ٥٠ لوكيشن مختلفًا، وهذا مستحيل، لذا لا بد أن يكون كاتب السيناريو قادرًا على صناعة دراما يمكن تنفيذها».

أيمن سلامة: الفن يثير الجدل حول قضايا المجتمع والحل لصُناع القرار

قال السيناريست أيمن سلامة إن التعاون مع ريهام حجاج للمرة الرابعة كان بمثابة تحدٍ كبير لاستكمال حالة النجاح التى حققها الثنائى فى الأعمال السابقة، لافتًا إلى أن تكرار العمل سويًا سببه التفاهم العميق بينهما.

وأضاف: «أشعر بارتياح كبير للعمل معها، فهى شخصية طيبة ومستمعة جيدة وتتفهم كلامى ولدينا ثقة مشتركة، ونسعى سويًا لتحقيق النجاح فقط، وحرصنا على إرسال رسائل تربوية إيجابية من خلال مسلسل (صدفة)، ونحاول طوال الوقت أن نقدم ما يفيد الناس، كذلك سعدت بالتعاون مع المخرج سامح عبدالعزيز، لأنه شخص هادئ ومستمع جيد للغاية ولدينا تفاهم قوى».

وتابع: «قررنا أن نقدم تجربة جديدة ولجأنا إلى الدراما الشعبية، لكن بمنظور حقيقى يشعر به الجمهور، فحاولنا أن نقدم الطبقة الفقيرة التى كانت متوسطة فى فترة سابقة، لكن تدهور بها الحال، وهنا كانت البداية، بعدها اخترنا القالب الدرامى للحكاية الرئيسية، ومن هنا جاءت صدفة، الشخصية التى تعانى من اضطراب كبير وتذبذب واضح، ومع تكالب المشكلات عليها، أصبحت الرؤية واضحة أكثر، واخترنا المدرسة لتكون المسرح الرئيسى للأحداث والمشكلات الموجودة فى المجتمع».

 سر نجاح العمل هو حالة التفاهم الكبيرة بين الممثلين فى موقع التصوير

وقال «سلامة» إن سر نجاح العمل هو حالة التفاهم الكبيرة بين الممثلين فى موقع التصوير، وبذلهم قصارى جهدهم لإخراج أفضل ما لديهم، وأنهم جميعًا كانوا على قدر المسئولية، والتزموا بالسيناريو بكل تفاصيله، ونفذوا بدقة تعليمات المخرج المجتهد سامح عبدالعزيز.

وقال إن المسلسل يجسد معاناة بطلة مهزوزة كمثال لشريحة كبيرة من النساء، ممن عانين من التقلبات العنيفة التى شهدها المجتمع، مضيفًا «حاولنا أن نعبر عن بعض الفئات الإيجابية وأن نسلط الضوء على مشكلات عديدة موجودة حاليًا، منها اتجاه البعض للمخدرات، والعنف الأسرى، والاغتراب الاجتماعى والعزلة، والاضطرابات النفسية الحادة، وتحدثنا عن كل هذه المشكلات التى تخص فئات متنوعة فى المجتمع، وهذا هو الدور الذى يلعبه الفن، أن يطرح المشكلات ويثير الجدل حولها وأن يترك الحل للمختصين وصناع القرار».

وتابع: «نسعى دائمًا للالتزام بهذا النهج فى تعاطى الفن مع قضايا المجتمع، وسبق أن ناقشنا مشكلة مهمة، مثل تأخر الإنجاب والبحث عن طرق مكلفة للتغلب على مشكلات الإنجاب مثل الحقن المجهرى، وهذه القضية ناقشناها فى مسلسل (جميلة)، ولم نطرح حلًا لها، لكن اكتفينا بإثارة الجدل بشأنها وطرح مختلف الأبعاد، وتركنا الحل للمختصين وصناع القرار والأجهزة المعنية». 

وعن رأيه فى الادعاء بأن سبب تراجع الإنتاج السينمائى ندرة السيناريوهات القوية، قال: «هذه مجرد موضة، فالجميع يتحدثون لمجرد الحديث، فهل من المعقول أن تكون مصر نضبت، ولا تستطيع أن تنجب كتابًا جيدين، هذا أمر غير منطقى، فمصر لديها الكثير من الكتاب الجيدين، لكن أنا أرى أن المشكلة فى تقاعس صناع السينما عن البحث عن المبدعين، لأنه ليس من المنطقى أن بلدًا به أكثر من 110 ملايين نسمة يفتقر للمبدعين، لذا من المؤكد أن مصر مليئة بالكتاب الجيدين للغاية».

رحاب الجمل: لم أتردد فى تقديم دور الأم.. وشخصية حنان كسرت صورتى الشريرة

قالت الفنانة رحاب الجمل إن تجسيدها شخصية حنان، الشقيقة الكبرى لصدفة، كان تحديًا كبيرًا بالنسبة لها، متقدمة بالشكر للمخرج سامح عبدالعزيز، لإيمانه بموهبتها الكبيرة، وثقته فى قدرتها على تجسيد الشخصية بالشكل الأمثل.

وأضافت: «شعرت بأن انفعالاتى التى ظهرت على الشاشة كانت حقيقية، وأعتقد أن أيمن سلامة كان ذكيًا جدًا فى التعبير عن مشاعر وانفعالات الشقيقة الكبرى التى تعتبر نفسها أمًا لشقيقتها الصغرى ويهمها أمرها».

ولفتت إلى أن كواليس العمل كانت كوميدية للغاية على الرغم من أن هناك مشاهد كثيرة درامية، قائلة: «ريهام حجاج كانت بارعة فى انتزاع ضحكاتنا، وأنا أحبها على المستوى الشخصى جدًا لأنها شخص طيب ومحب لكل من حوله بشكل غير طبيعى».

واستكملت: «ريهام حجاج بمثابة أخت لى وتربطنا علاقة صداقة قوية منذ فترة كبيرة، وأعتبرها صديقتى الوحيدة فى الوسط الفنى، وهى من الشخصيات الطيبة جدًا على المستوى الشخصى، فهى تحب كل الناس، وريهام بالنسبة لى الجانب الجميل فى حياتى، وخلال الثلاثة أعوام الماضية كنت أحرص على الاتصال بها لأنى أحب أن أعطيها رأيى فى أعمالها الفنية وكذلك هى، وهى تحب الصراحة جدًا وتتقبل النقد».

وحول شخصية حنان قالت: «هناك أمور عديدة جعلتنى متحمسة لتقديم الشخصية، ليس بسبب رغبتى فى التجديد فقط، بل هناك أسباب أخرى منها التفاصيل الموجودة بين السطور، فهى شخصية بسيطة ولديها طاقة حب كبيرة تجاه شقيقتها وتعانى فى حياتها، وتشبه عددًا كبيرًا من المصريات والعربيات، من سكان الحارات والمناطق الشعبية، كما أن حنان أخرجتنى من أدوار الشر التى اعتاد الجمهور رؤيتى أجسدها فى الفترة الأخيرة».

وعن فكرة تقديمها دور الأم فى العمل، أوضحت: «لم أتخوف بالتأكيد من هذا الأمر، لأننى قدمت من قبل دور المرأة العجوز فى مسلسل (كل ما نفترق)، وقدمته بشكل جيد، على حسب ما رأيت من ردود الأفعال، ولم أرَ أى مشكلة لأظهر بدور والدة أحمد أبوزيد فى العمل، فهو يظهر أصغر من سنه أمام الكاميرا، فأنا لم أشعر بأى صعوبة نفسية أو تمثيلية فى أداء الدور، بل شعرت بدفء الأسرة فى كل مشهد أقدمه فى العمل».

وعن تعاونها مع المخرج سامح عبدالعزيز، قالت: «سعيدة بالتعاون الأول مع المخرج سامح عبدالعزيز، واستمتعت جدًا بالتعاون معه، لأنه يملك حسًا كوميديًا قويًا، ويحب الأجواء الشعبية جدًا، وأنا أشاركه الحب نفسه، والكواليس كانت مليئة بالضحك والهزار، فهو واحد من المخرجين الكبار فى عالمنا العربى ولديه أعمال تتحدث عنه وعن فنه، وأنا محظوظة للغاية للوقوف أمامه فى هذا المسلسل، وقد استفدت كثيرًا بالعمل معه، فهو لديه نظرة فنية مغايرة ويدخل الممثل فى نقاط فنية جديدة عليه، وهذا أفادنى بشكل كبير وأضاف للشخصية الكثير والكثير».

وتابعت: «أتمنى أن أكرر التجربة من جديد مع نفس فريق العمل، فهناك حالة ارتياح شديدة للغاية أشعر بها عند وجودى معهم فى موقع التصوير، وهذا دليل على التناغم بين كل المنظومة المسئولة عن تنفيذ المشروع من أمام وخلف الكاميرا».

وأوضحت أن كواليس العمل كانت ممتعة للغاية، ورغم كثرة المواقف المضحكة فإن الجميع كانوا حريصين على إتقان أداء المشاهد الجادة والدرامية لتخرج بأفضل صورة، وبالشكل الذى يقتنع به المخرج سامح عبدالعزيز، الذى يصعب إرضاؤه لحرصه الشديد على التدقيق فى كل التفاصيل.

وعن رأيها فى توظيف الفن لخدمة تنمية المجتمع، قالت: «دوره الأساسى ترفيهى، ولا مانع من تقديم الترفيه داخل قالب محدد يناقش قضية مهمة، لكن أن تكون مهمة الفن الرئيسية هى معالجة قضايا المجتمع فأنا لست مع هذا التوجه، وأعتقد أن الترفيه فى حد ذاته هدف مهم يتوجب على الفن تحقيقه للمشاهد لتخفيف ضغوطات الحياة، ورسم البسمة على وجهه، وشحن طاقته ليستطيع الاستمرار ومواجهة المصاعب فى العالم الحقيقى».

أحمد أبوزيد: رصدت ردود أفعال الناس فى المقاهى والشوارع 

رأى أحمد أبوزيد أنه محظوظ بالمشاركة فى عمل بحجم «صدفة»، يضم العديد من النجوم، ومحظوظ بالعمل مع مخرج بحجم سامح عبدالعزيز.

وأضاف «أبوزيد»: «هاتفنى المنتج الفنى صبرى السماك، وطلب منى أن أحضر للشركة، وقابلت هناك ريهام حجاج، التى تحدثت معى عن الدور، وشعرت أنها ملمة بكل تفاصيل الدور وبالعمل ككل، وجعلتنى أشعر بحالة المسلسل وتحمست جدًا للتعاون معها ومع جميع الأبطال».

ورأى أن شخصية «صلاح صاصا» كانت مليئة بالتفاصيل، وأحبها بمجرد قراءة السيناريو، مؤكدًا: «سعيد لأن الناس أحبت الشخصية وتفاعلت معها».

وأكد: «النجاح جعلنى أشعر بفخر شديد وسعادة غامرة، وأشكر سامح عبدالعزيز على مجهوده معنا وإبداعه، فهو مخرج صاحب قدرات كبيرة، كما أشكر السيناريست أيمن سلامة على كتابته الدور بهذه الطريقة الجيدة التى أتاحت لى الفرصة أن أقدم أفضل ما بداخلى من قدرات تمثيلية، فالورق مكتوب بشكل جيد للغاية وليس لى فقط، بل لكل الشباب الموجودين فى العمل».

وتابع: «أنا من قاطنى منطقة الهرم، وكنت شاهدًا بنفسى على حرص الجمهور على متابعة مسلسل (صدفة)، وشاهدت ذلك خلال جلوسى على المقاهى أو الالتقاء بالجمهور فى الشوارع، وكنت أنقل ردود الأفعال الإيجابية للنجمة ريهام حجاج، بحكم وجودى بين الناس فى الشارع بشكل مستمر».

وأضاف: «مع يوم 15 رمضان ذهبت إلى الإسكندرية مسقط رأسى لأزور أسرتى هناك، وبعدها رأيت رد الفعل الحقيقى فى الشارع، وأنا من مواليد الإسكندرية وتخرجت فى كلية الألسن، واحترفت التمثيل قبل 8 سنوات، وهذا العام فوجئت أن جيرانى فى الشارع ينادوننى بصاصا، اسم الشخصية التى أجسدها فى صدفة، ويتعجبون من حالة النجاح والشهرة التى حصدتها من خلال المسلسل، لكننى كنت أؤكد لهم أننى الشخص نفسه الذى تربى ونشأ بينهم».

وأوضح: «شعرت بحالة سعادة شديدة للغاية بهذا النجاح الكبير، الذى أشكر عليه كل الذين ساندونى وسمحوا لى بالاشتراك فى العمل والظهور بهذا الكم الكبير من المشاهد التى حاولت أن أظهر خلالها بأفضل شكل ممكن، وأن أطور من طريقتى فى التمثيل وإيقاع أدائى من حلقة إلى أخرى بطرق مختلفة».

واختتم: «أنصح الشباب الطموح بعدم الاستسلام وأن يؤمن بنفسه وبقدراته، فأنا أؤمن أن صدّق نفسك تتصدّق، واجرِ خلف أحلامك، مع الكثير من السعى والشغل على إمكاناتك ستصل إلى ما تريده مع الوقت».

سامح عبدالعزيز: المسلسل قدّم حالة مميزة عن قصص من الواقع المصرى.. ولم أتخيل حجم الاهتمام به

كشف المخرج سامح عبدالعزيز أن اللوكيشن كان مثل بيت تعيش فيه أسرة متوافقة، مؤكدًا أن هناك تناغمًا بينه وبين ريهام حجاج وأيمن سلامة.

وأضاف: «التعاون الثالث معهما كان ممتعًا، ويدار بالنظرة فقط، لأننا وصلنا إلى توافق كبير، وهو أمر إيجابى»، مشيرًا إلى أن الثنائيات الفنية موجودة منذ زمن بعيد، وتحقق نجاحًا كبيرًا، وكل مبدع يتمنى أن يجد شريكًا متفاهمًا.

ورأى أن «ريهام» فنانة موهوبة ولها حضور قوى أمام الكاميرا وخلفها، ولديها خبرة كبيرة، وهذا مريح لأى مخرج، موضحًا: «أستمتع بتصويرها، والكاميرا تحبها وهى شاطرة وواعية للغاية».

وأضاف: «فكرنا فى هذا العمل من البداية أن نركز على زيادة جرعات التمثيل، والجميع تفوق على نفسه، خاصة ريهام، التى كانت تمثل أمام الكاميرا وخلفها، وأنا مبسوط بهذا التعاون».

وأكد أن المسلسل يقدم حالة مميزة ورائعة عن قصص من الواقع المصرى، وحاولنا أن نجعل الجمهور يستمتع بالمشاهد التى كانت فى المدرسة والشارع.

وأوضح أن العمل تناول العديد من المشكلات التى تواجه الشباب والأطفال، وتناول مثل هذه القضايا جرى بشكل سهل وسلس، للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الفئات المستهدفة.

وأضاف: «رأيت كيف تابع أهلى فى مدينة السويس أحداث المسلسل، ولم أتخيل أبدًا هذا الاهتمام، خاصة من أفراد أسرتى وأصدقائى، وتلقيت ردود أفعال إيجابية للغاية».

وعن مشاركة أحمد أبوزيد فى العمل، قال: «حاولت إخراج العمل بأفضل صورة، واقترحت على أيمن سلامة زيادة ساعات التصوير فى بعض المناطق، وأرى أنه فنان جيد وقوى ولديه كاريزما وحضور جيدان، وبرأيى أن نجاحه يأتى من وجوده الدائم فى الشارع، فلا بد للفنان أن يكون دائمًا وسط الجمهور، وهو شخص خلوق وشاطر، فأنا أعلم أن هناك فنانين اختفوا من الساحة الفنية بسبب ابتعادهم عن الجمهور وتفكيرهم فى الماديات فقط؛ دون العناية بما يطلبه الجمهور منهم من أشكال فنية ووجود بينهم».

وأضاف: «أكثر شىء أسعدنى هذا العام هو تقمص الفنانة ريهام حجاج دورها بشكل جيد وإتقانها جميع المشاهد، ووصل هذا النجاح إلى تقمصها الدور حتى خارج ساعات التصوير، أشكرها على هذا التألق اللافت، إذ كانت لا تفارق لوكيشن التصوير بهدف الوصول إلى أفضل صورة يمكن إظهارها عن الشخصية».

وذكر أن «شخصية ريهام واقعية جدًا، حتى فى أبسط الأمور مثل مضغ اللبان الذى أظهر حالتها النفسية المضطربة المبنية على أحزان مجتمعية، جميعًا كنا نهتم بالتفاصيل أثناء التصوير والإخراج، لكنها كانت الأكثر حرصًا ودقة».

وعن رأيه فى حال السينما، قال: «أتمنى عودتها للواجهة من جديد، خاصة أن المنصات الإلكترونية أصبحت أقوى الآن والمنافسة شديدة والجمهور يذهب إليها، كما أتمنى أن تخدم المنصات السينما وليس العكس، وهناك أعمال مميزة عرضت مؤخرًا، وأتمنى أن تكون هناك عشرات الأعمال الجيدة، فمصر لديها تاريخ من الأعمال السينمائية القيمة، ونستحق أن تكون لدينا أعمال جيدة الآن على نفس المستوى، إن لم يكن أفضل».