رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شريف شعبان: اكتشاف فرع النيل الجاف يؤكد حقيقة بناء المصريين القدماء للأهرامات

دكتور شريف شعبان
دكتور شريف شعبان

تحدث الباحث بوزارة الآثار دكتور شريف شعبان، حول الدراسة التي نشرتها دكتورة إيمان غنيم، مديرة معمل الفضاء والاستشعار عن بعد بالطائرات دون طيار في قسم علوم الأرض والمحيطات بجامعة نورث كارولينا ويلمنجتون، بالتعاون مع فريق بحث من جامعة طنطا، أكدت خلالها عن وجود مجرى مائي نهري قديم لنهر النيل بجوار الأهرامات، وقد  نشرت الدراسة في مجلة “نيتشر” العلمية الدولية.


اكتشاف فرع النيل الجاف يؤكد حقيقة بناء المصريين القدماء للأهرامات 

وفي مستهل حديثه لــ “الدستور” أشار شعبان إلي: منذ أيام خرج إلى العالم اكتشاف أثري جديد جغرافي جديد وهو اكتشاف بقايا مجرى مائي متفرع من نهر النيل بجوار أهرام الجيزة بطول 64 كم وعرض يتراوح ما بين 200 إلى 700م. ويفسر وجود هذا الفرع من نهر النيل تواجد نحو 31 مجموعة هرمية بجوار نهر النيل وروافده بجبانة منف وحتى اللشت، فقد استفاد المصريون القدماء من وجوده باعتباره طريق سريع لنقل أعداد كبيرة من العمال وأدوات البناء الكبيرة وأحجار البناء الضخمة من المحاجر المختلفة حيث الجرانيت بأسوان والحجر الجيري بطره إلى هضبة الأهرام، وبالتالي كان من الأسهل تركها تطفو على سطح النهر، ونقلها عبره لا برًّا.

وتابع “شعبان”: وكان نهر النيل بشكل عام وتلك الأفرع ومنها هذا الفرع بشكل خاصة تربط بين مواقع مهمة في مصر القديمة، بما في ذلك المدن والبلدات، وبالتالي لعب دورًا مهمًا في المشهد الثقافي للمنطقة.

ومن الأدلة الأثرية التي سبقت هذا الاكتشاف ومهدت لوجوده، تلك البردية التي تركها لنا أحد رؤساء عمال بناء هرم خوفو ويدعى "ميرير"، حيث اكتشفت البعثة الفرنسية مشتركة مع جامعة أسيوط عام 2013 بردية بساحل البحر الأحمر والمعروفة باسم "بردية وادي الجرف" والتى توضح كيفية تقطيع الأحجار لاستكمال كسوة الأهرامات، فيذكر "ميرير" في يوميات عمله حينما كان يذهب إلى طره لقطع الأحجار التى استخدمت فى كسوة الهرم مع فريق عماله البالغ 40 عاملًا، حيث تم بناء سدود ضخمة لتحويل مجرى ماء النيل باتجاه قناة متجهة إلى موقع بناء الهرم لنقل كتل الأحجار عن طريق مراكب خشبية ترسو بموانئ بمنطقة الأهرام.

وشدد “شعبان” حديثه مشدداعلي: هذا الاكتشاف مذهل وجاء ليؤكد حقيقة بناء المصريين القدماء لأهراماتهم وليدحض الخرافات والاساطير المرتبطة ببناء الأهرام خاصة وأنها بنيت على يد فضائيين أو قوم عاد أو أفراد من حضارة أطلانتس الأسطورية. 

وجاء اكتشاف هذا المجرى المائي ليحدد موقعه باعتباره تفريعة من نهر النيل لتصل إلى حافة الأهرام خاصة عند ما يعرف بمعبد الوادي، وهو أحد عناصر المجموعة الهرمية والتي تتكون من الهرم وهو مدفن الملك ومعبد الوادي الذي تقام فيه عملية تحنيط ويجهيز مومياء الملك، ثم تنقل في موكب كبير عبر الطريق الصاعد إلى معبد بجوار الهرم مباشرة هو المعبد الجنائزي.والذي كان يتم فيه الطقوس الدينية الخاصة بالملك المتوفى ثم يُدخل إلى حجرة التابوت ويوضع في التابوت.