رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد أبوالغيط: الاحتلال ارتكب تطهيرًا عِرقيًا مكتمل الأركان.. والانتقام الأسود تمكن من قادته

أحمد أبوالغيط
أحمد أبوالغيط

قال أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن العدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى،«وصمة عار فى جبين العالم الذى يقبل بأن تجرى هذه الجرائم فى هذا الزمان».

وأضاف «أبوالغيط»، فى كلمته خلال افتتاح أعمال مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزارى التحضيرى للقمة العربية «٣٣» فى المنامة، أن «أى كلمات لا تكفى للتعبير عن مشاعر الغضب الممزوج بالحزن لدينا جميعًا، فقد تحكمت مشاعر الانتقام الأسود من قادة الاحتلال الإسرائيلى، حتى فقدوا أساسيات الحس البشرى السليم، وارتكبوا جرائم لها مسمى معلوم فى القانون الإنسانى الدولى». وأشار إلى أن الاحتلال ارتكب جريمة «تطهير عِرقى» مكتملة الأركان، واغتيال كامل لمجتمع بتمزيق نسيجه وتدمير مقدراته ومؤسساته بشكل كامل، بحيث لا تصير أرضه قابلة للحياة، ما يدفع الناس دفعًا للفرار من ملاذ إلى آخر، بلا جدوى. وتابع «لا يوجد مكان آمن فى قطاع غزة، واليوم ينتهى الحال بالمكدسين فى رفح، وهم أكثر من مليون فلسطينى، للنزوح إلى مناطق أخرى داخل القطاع، بناء على أوامر إخلاء يصدرها الاحتلال، وبعضهم ينزح للمرة الرابعة أو الخامسة إلى العراء بلا مأوى أو أى من مقومات الحياة البشرية، بل تطاردهم فى الطرقات رصاصات الاحتلال وقنابله بين الأنقاض والخيام، بل فى أماكن توزيع المساعدات، وكأن المطلوب هو أن يفنى أهل غزة عن آخرهم، حتى يحقق الاحتلال نصره المزعوم».

وشدد على أن هذا العدوان وصمة عار، ليس على جبين الاحتلال؛ لأنه تجرد حتى من الشعور بالعار، ووقف مندوبه بوجه مكشوف قبل أيام يُمزق ميثاق المنظومة الأممية بلا خجل، بل هو «وصمة عار فى جبين العالم». وقال «أبوالغيط»: «كانت المساعى العربية فى هذا الصدد جادة وصادقة ومتواصلة منذ القمة العربية الإسلامية المشتركة التى استضافتها الرياض فى نوفمبر الماضى، لتكوين قاعدة صلبة من المواقف الدولية المؤيدة للشعب الفلسطينى وحقوقه، وكشف الاحتلال وممارساته، بعد أن حاولت إسرائيل عبثًا استغلال أحداث السابع من أكتوبر والتعاطف الدولى معها لتبرير مخططاتها لإنزال عقاب جماعى بالفلسطينيين، وما التصويت الدولى الكاسح قبل أيام فى الجمعية العامة لانضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة؛ بصفتها عضوًا كاملًا إلا مؤشر واضح على الموقف الدولى عمومًا من كل ما يحدث فى فلسطين منذ أشهر».

واستطرد «بالرغم من الألم الذى يعتصرنا جميعًا لمرأى الجرائم المشينة للاحتلال، فإننا أيضًا نشعر بالرضا لهذا المشهد العالمى غير المسبوق من الوعى والإدراك لدى جيل جديد على اتساع العالم، من السويد إلى الولايات المتحدة، يرى الأمور على حقيقتها ويُدرك بحسه السليم أن ما يجرى فى فلسطين جريمة، وأن الجريمة ليست مرتبطة بالسابع من أكتوبر».

ولفت إلى أنه لا يُعقل أن «يهدد سعى شخص واحد للحفاظ على مستقبله السياسى مصير الملايين فى المنطقة».

وشدد الأمين العام للجامعة العربية على أن الجهد العربى، عبر الشهور الماضية، تحرك على مستويين، الأول: وقف الحرب فورًا وإغاثة أهل غزة ودعم صمودهم على أرضهم بالتصدى لمخطط التهجير المرفوض عربيًا ودوليًا، والثانى: العمل دون تأخير لتحقيق رؤية حل الدولتين، وخلق مسار لا رجعة عنه لإقامة الدولة الفلسطينية على حدود ٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية.

وأردف «نسعى لحشد التأييد للاعتراف بفلسطين، ليس كإجراء رمزى مهم، ولكن كجزء من مسار له معالم واضحة، يُفضى إلى مؤتمر دولى يشارك فيه كل الأطراف المقتنعة بحل».