رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكاتب الفلسطينى إبراهيم نصر الله: إعادة بناء المدن أدبيا يمثل تحديا للكاتب

الكاتب الفلسطيني
الكاتب الفلسطيني إبراهيم نصر الله

عبر الكاتب الروائي الفلسطيني إبراهيم نصر الله، عن سعادته بالمشاركة في فعاليات ملتقى القاهرة الأدبي في نسخته السادسة، والتي تقام حتى يوم 25 أبريل الجاري في رحاب مركز إبداع قبة الغوري بالحسين.

إعادة بناء المدن أدبيا يمثل تحديًا للكاتب

وقال إبراهيم نصر الله، خلال أولى مناقشات ملتقى القاهرة الأدبي في نسخته السادسة، والتي حملت عنوان “المدينة والذاكرة”: من الرائع أن تكون هذه الفعالية في هذا المكان ونحن نتحدث عن الأمكنة والمدن قديمها وحديثها.

وأردف “نصر الله”: التحدي الكبير الذي يواجهه الكاتب في الكتابة عن مدن محتلة أو لم يصلها أحيانا، أنه يعيد بناء المدن، حينما تفتقد السلطة والدولة الفلسطينية التي يمكن أن تعيد بناء هذه المدن ما دام هناك احتلال ولا يمكن الوصول إليها فيأتي الكاتب ويعيد بناء هذه المدن من جديد. 

وأوضح إبراهيم نصر الله: إعادة بناء مدينة أو مدن جديدة لم ترها من قبل مهمة صعبة، لكن في جوهر هذه المهمة أنه عندما تعيد بناءها كما لو أنك تضع كل العراقيل أمام هذا العدو بحيث أنه لن يستطيع أن يدمرها مرة أخرى، وباعتبار أنني لم أعش في فلسطين قبل النكبة وولدت في المنفى بمخبمات لاجئين، كان التحدي الأكبر أمامي هو كيف تروي عن فلسطين لأناس يعرفونها وأنت لم تكن هنا وذلك هو التحدي الكبير، ولذلك أدركت منذ البداية إنك حين تكتب عن فلسطين عليك أن تقدم شيئا ما مختلفا، بحيث من يعرف فلسطين يكتشف أنه لم يكن يعرفها جيدا وهذا هو التحدي الأكبر في اعتقادي، ليس فقط أن تعيد بناء المكان ولكن أن تقول لمن يعرف هذا المكان أنه لم يعرفه وهذه مسألة تمسنا ككتاب حين نكتب عن القاهرة أو حين نكتب عن عمان زو غيرها من المدن.

جانب من اللقاء

ولفت الكاتب إبراهيم نصر الله إلى: حين يكتب الكاتب عن مدينة القاهرة مثلا وأنا أقرأ الرواية، وقارئ وفي القاهرة يقرأ الرواية أيضا ويقول كل هذا أعرفه، أرى في هذه الحالة أنه لا ضرورة للرواية، لكن حين أكتب عن القاهرة يقرأ القارئ ويقول كل هذا لم أكن أعرفه في القاهرة أو في عمان أو أي مدينة أخري، حينها يكون الكاتب قد قدم شيئا كبيرا. 

وشدد إبراهيم نصر الله على: ومن التحديات الكبرى التي واجهتني في كتابة الملهاة الفلسطينية والذي بدأته في عام 1984، كنت أريد أن أكتب رواية عن فلسطين منذ عام 1917 إلي عام النكبة 1948 لكن العمل الكثير علي هذه الرواية جعلني أبدأ من نهايات القرن التاسع عشر، وبالطبع عندما بدأت العمل عليها كانت هناك أفكار جديدة تتفتح بحيث أنها أصبحت مشاريع روايات ولكن اعتمدت الكتابة عما عشته وأعود تدريجيا إلي الوراء، وأذكر حينما نوقشت رواية زمن الطيور البيضاء، أول مناقشة لها كانت في حيفا. 

وكان من المفترض أن يناقش الرواية أستاذ الأجيال حنا أبو حنا وقد كنت مرعوبا يومها، بينما حنا أبو حنا كان يعيش في حيفا ولم يتركها فأي خطأ ما قد ينسف الرواية، لأن علي الكاتب أن يعرف الأماكن بدقة والشوارع الرئيسية وكل هذه التفاصيل الدقيقة علي الكاتب أن يعرفها.