رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رحلة محفوفة بالمخاطر.. أبناء فلسطين وأصحاب الأرض يتحدثون عن العودة للديار

جريدة الدستور

لم تهتم سيرين، فلسطينية، بأصوات القصف الطفيفة المستمرة أثناء رحلة العودة بالأمس، من مخيم النصيرات جنوب غزة إلى منزلها في الشمال، تقول: «أنا ابنة فلسطين، وصاحبة الأرض في غزة، نعود نحن أبناء القضية الأولى».

في نوفمبر الماضي، نزحت سيرين برفقة زوجها وابنائها الثلاثة، من منزلهم في الشمال بعد تحذيرات عديدة انطلقت من قوات الاحتلال الإسرائيلي بأن عمليات القصف العنيفة تتواجد في المنطقة الشمالية من القطاع وقطنت في مخيم النصيرات.

سيرين: «الحياة في الجنوب صعبة»

لم يتوقف القصف، إذ استشهد زوجها في المخيم وظلت هي وابنائها الثلاثة داخله يعيشون حياة غير آدمية بلا ماء وكهرباء وطعام: «كانت أيام صعبة مرت علينا بالقليل من الطعام والنظافة والكثير من المرض والمعاناة».

حتى علمت أن نقاط التفتيش تسمح لهم بالعودة من جديد إلى ما تبقى من منازلهم في الشمال، تقول: «قررت العودة من طريق شارع الرشيد الساحلي رغم إننا نسمع صوت القصف والبعض يقول إن الاحتلال سيضربنا ولكننا لم نهتم ونريد العودة فقط إلى ديارنا».

تختتم: «رأيت صورًا لعودة المحال والأسواق للعمل من جديد وفرح أطفالي إذ يشتاقون إلى تناول الحلوى ومر 6 أشهر دون تناول أي شيء من الرفاهيات التي يحبونها، فقد كانت الأسعار مرتفعة للغاية وكل المحال مغلقة نتمنى أن تحدث هدنة قريبة لأن الحياة في مخيمات الجنوب صعبة للغاية».

الأمم المتحدة: «أوضاع الجنوب مزرية»

يتسق ذلك، مع حديث توماس وايت، مدير وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الذي أكد أن الأوضاع في الجنوب مزرية، حيث يكافح النازحون من شمال غزة للعثور على المأوى والغذاء ومياه الشرب.

وأوضح أن بعض الفلسطينيين الذين فروا من منازلهم في شمال قطاع غزة بدأوا في العودة بسبب تردي الأوضاع في الجنوب: «معظم النازحين يعيشون على لتر واحد فقط من الماء وقطعة أو اثنتين من الخبز يوميًا».

 وقبل ذلك بأسبوع، كان الاحتلال الإسرائيلي طالب من 1.1 مليون من سكان مدينة غزة والمناطق الشمالية الأخرى مغادرة منازلهم والنزوح جنوبً، إلا أن رحلات العودة بدأت منذ الأمس فكيف كانت تلك الرحلة؟ وماذا شعر الفلسطينيون بعد عودتهم؟.

حميد: «شعور العودة لا يوصف»

حميد إسماعيل، أحد الذين قرروا العودة من جديد إلى الشمال، إذ نزح بعد حرب السابع من أكتوبر إلى مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، بدعوى أنها آمنة إلا أنه قُصف أثناء رحلة النزوح وظل القصف مستمرًا طوال 6 أشهر.

يقول: «خرجنا من بيوتنا وقتها مجبرين نتيجة الحرب، وسكنا في مخيمات خان يونس محرومين من كل شيء، نظل على وجبة واحدة طوال ثلاثة أيام، والماء ملوث ولا يكفي أحد، والكهرباء منقطعة طوال الوقت».

يوضح أنه قرر العودة إلى منطقة الشمال من جديد للبحث عن منزله: «وجدنا بعض الأسواق عادت من جديد وبها طعام وشراب الأطفال نسوا شعور الشعب منذ فترة طويلة، لن نترك أرضنا مرة ثانية للاحتلال مهما قصفونا».

 

استشهد 140 شخصًا وجرح العشرات في قصف إسرائيلي بالأمس على مخيمات الجنوب وأثناء رحلة عودة الفلسطينيين إلى الشمال، وفق تلفزيون فلسطين، بينما وصل عدد شهداء الحرب إلى 53 ألف شخص وهناك 18 ألف مصاب وأكثر من ثلثي سكان قطاع غزة فروا من منازلهم بسبب القصف منذ بداية الحرب.

 

علم حميد أن قوات الاحتلال تقوم بقصف الرجال تحديدَا أثناء محاولتهم العودة من الجنوب إلى الشمال إلا أنه عزم الأمر على التجربة خلال الأيام القادمة والسير من خلال نقاط التفتيش ربما تسمع لهم بالعودة إلى ديار الشمال.

 

بينما وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أعلنت أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفت نازحين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة إلى شمالي قطاع غزة عبر شارع الرشيد، وهو أحد الطريقين الرئيسيين اللذين يربطان جنوب غزة بشمالها.