رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التجويع وسيلة للحرب.. نقص الطعام يهدد أهالى قطاع غزة

جريدة الدستور

التجويع.. وسيلة شهيرة تُستخدم في الحروب لتضييق الخناق على أحد الأطراف، يتحكم فيها الطرف الأقوى، لا سيما إذا كان مدعومًا بقوى من الخارج، تزيد من قوته وتحكمه في موارد الغذاء كافة التي لا غنى عنها نهائيًا.

ذلك ما يحدث في حرب غزة، إذ تمارس إسرائيل على سكان القطاع والمخيمات سياسة التجويع، بمنع وصول الإمدادات الغذائية إليهم، أو توصيل كميات قليلة منها لا تكفي أحدًا، مما يضاعف معاناتهم خلال أيام الحرب منذ السابع من أكتوبر وإلى الآن.

فرض سياسة التجويع

دفع تلك السياسة الإسرائيلية الأمم المتحدة التحذير من مجاعة قادمة في تقرير لها، قالت إن هناك بوادر لمجاعة في قطاع غزة بحلول شهر مايو المقبل حال عدم انتهاء الحرب وأوضحت: «أن القيود التي تفرضها إسرائيل على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، قد ترقى إلى مستوى أسلوب للتجويع وهو ما قد يعد جريمة حرب».

دخلت حرب إسرائيل على قطاع غزة، شهرها الخامس، على قطاع غزة الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة، وأضافت في تقريرها: «إسرائيل، باعتبارها القوة المحتلة، ملزمة بضمان توفير الغذاء والرعاية الطبية للسكان، بما يتناسب مع احتياجاتهم وتسهيل عمل المنظمات الإنسانية لتقديم هذه المساعدة».

التجويع هو ممارسات أو إجراءات تؤدي إلى منع أو تعطيل المواد التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة، مثل المواد الغذائية والمناطق الزراعية والمراعي والثروة الحيوانية ومنشآت وإمدادات مياه الشرب وأعمال الري، وقوارب الصيد.

المصدر - منظمة مواطنة لحقوق الإنسان (غير حكومية)

إيمان: «القمح نفد ولا يوجد خبز»

تعاني إيمان إسماعيل، فلسطينية من سياسة التجويع في غزة، إذ نزحت إلى مخيم النصيرات بعد شهرين من الحرب، تقول: «الطعام غير كاف داخل المخيم، والتوزيع غير عادل، البعض يأخذ الطعام بكميات كبيرة وآخرون لا يجدون الفتات».

ليس ذلك فحسب، ولكن تتعمد قوات الاحتلال الإسرائيلي قصف منافذ الطعام والإمداد في غزة، بحسب إيمان التي تؤكد أن مخبز مخيم النصيرات قُصف أكثر من مرة، ويعتبر هو منفذ الخبز الوحيد في المخيم والذي يمد الأهالي بالطعام.

توضح أنها لجأت إلى طحن الأعلاف من أجل صناعة الخبز مع نساء المخيم، إذ نفدت موارد القمح في ظل دخول مساعدات غذائية قليلة للقطاع نتيجة التعنت الإسرائيلي في السماح لدخول المساعدات الغذائية.

يقطن في مخيم النصيرات أكثر من 80 ألفًا و409 لاجئين، وبه 15 مبنى مدرسي، و25 مدرسة، وبه مركزان تقدمان خدمات الرعاية الأولية للاجئين الفلسطينيين، وقصف الاحتلال المخبز التابع له في 17 أكتوبر الماضي.

المتحدث باسم الهلال: «المساعدات قليلة والغذاء لا يكفي»

يؤكد ذلك، الدكتور رائد النمس، المتحدث الرسمي باسم الهلال الأحمر الفلسطيني أن هناك منعًا وتعنتًا شديدين من الجانب الإسرائيلي في دخول المساعدات والسماح بإدخال كميات قليلة منها، والتي لا تتناسب مع حجم المتطلبات داخل المخيمات ووضعهم الإنساني الصعب.

ويوضح لـ«الدستور»: «قوات الاحتلال تتصدى لأي سيارات مساعدات أثناء الدخول، وتتعنت في التفتيش لأيام، وتسمح بدخول كميات قليلة من الغذاء، إذ تمارس عليهم سياسة التجويع وفرض مزيد من المعاناة عليهم».

لا يستبعد النمس أن تدخل غزة في مجاعة شديدة خلال الفترة المقبلة، في حال استمرار التعنت الإسرائيلي تجاه دخول المساعدات أو إدخال كميات قليلة منها وسط وضع إنساني صعب من نقص في الموارد والغذاء.

في يناير الماضي، أعلنت «الأونروا» أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تسمح بدخول 100 شاحنة يوميًا للقطاع ما بين مساعدات غذائية ومواد طبية وغيره، وقبل الحرب كان يدخل 500 شاحنة وقبل حصار قطاع غزة، أي منذ 17 عامًا كان يدخل 1500 شاحنة.

هند: «نخوض حرب تجويع»

تصف هند عبدالمجيد، فلسطينية، تعيش في قطاع غزة، ما يحدث بـ«حرب التجويع»، موضحة أنهم يمر عليهم أيام عديدة دون طعام أو الاعتماد على وجبة واحدة على مدار ثلاثة أيام أو أكثر.

 تقول «المساعدات قليلة ولا يتم توزيعها بشكل عادل، والأعداد كل يوم تزيد، إذ إن عمليات النزوح لا تتوقف وما يدخل قليل للغاية لا سيما من المواد الغذائية والطبية».

أعداد النازحين

نحو مليون و900 ألف من سكان قطاع غزة نزحوا من منازلهم نتيجة الحرب، منذ 7 أكتوبر وحتى مارس الماضي،  وهناك 5 مراكز صحية فقط من أصل 22 مركزًا صحيًا تابعًا لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).