رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اجتياح دون إخلاء للمدنيين.. الهجوم الإيرانى يفضح مخطط الاحتلال بشأن رفح

الهجوم الإيراني
الهجوم الإيراني

قالت مصادر إسرائيلية إن تل أبيب كانت على وشك اتخاذ خطواتها الأولى نحو هجوم بري على مدينة رفح، لكنها أخرت تلك العملية بعد الهجوم الذي شنته إيران في مطلع الأسبوع، وفقًا لما نقلته شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

الهجوم الإيراني كشف أكاذيب إسرائيل التي تعهدت مسبقًا بإخلاء المدينة الحدودية (رفح) من أكثر من مليون نازح قبل الشروع في الهجوم، لكنها تراجعت عن هجومها المفاجئ في اللحظات الأخيرة.

الهجوم الإيرانى يكشف أكاذيب إسرائيل

قال مصدران إسرائيليان للشبكة الأمريكية إنه كان من المقرر أن يبدأ سلاح الجو الإسرائيلي بإسقاط منشورات على أجزاء من رفح يوم الإثنين، وسط استعدادات لهجوم بري على مدينة أقصى جنوب غزة، حيث يحتمي أكثر من مليون شخص، ولكن تم إيقاف هذه الخطط مؤقتًا بعد هجوم انتقامي شنته إيران في مطلع الأسبوع، والذي شهد إطلاق أكثر من 300 قذيفة باتجاه إسرائيل، اعترضت إسرائيل وشركاؤها الغالبية العظمى منها.

وقال أحد المسئولين الإسرائيليين إن إسرائيل لا تزال مصممة على تنفيذ هجوم بري في رفح، على الرغم من أن توقيت إجلاء المدنيين وموعد الهجوم البري القادم لا يزال غير واضح في الوقت الحالي.

وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أنه في الوقت نفسه يظل مجلس الوزراء الحربي مصمماً على الرد على الهجوم الإيراني، وقال مسئول إسرائيلي إن الاجتماع، الذي استمر قرابة ثلاث ساعات، استعرض مساء أمس الإثنين الخطط العسكرية للرد المحتمل، ومع ذلك، ليس من الواضح في هذه المرحلة ما إذا كان قد تم اتخاذ قرار بشأن نطاق هذا الرد وموعده.

ولفتت إلى أنه بالإضافة إلى الرد العسكري المحتمل، تدرس حكومة الحرب الإسرائيلية أيضًا خيارات دبلوماسية لزيادة عزلة إيران على المسرح العالمي.

وقال مسئولان إسرائيليان إن بيني جانتس، العضو الرئيسي في حكومة الحرب، دفع من أجل رد أسرع على الهجوم الإيراني، وقد أحجم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو حتى الآن عن اتخاذ القرار.

وقالت المصادر إن جانتس يعتقد أنه كلما تأخرت إسرائيل في ردها على الهجوم الإيراني، أصبح من الصعب حشد الدعم الدولي لمثل هذا الهجوم، وقد حذرت العديد من الدول إسرائيل بالفعل من تصعيد الوضع بشكل أكبر من خلال الرد العسكري.

ولفتت الشبكة الأمريكية إلى أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تدرك أنها تتمتع حاليًا بدعم دولي وحسن نية من حلفائها ولا تريد تبديد ذلك، ولكنها في الوقت نفسه تدرك أنها لا تستطيع أن تسمح بمرور الهجوم الإيراني الأول على إسرائيل دون رد.

وتحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن هاتفيا مع نتنياهو، بعد هجوم نهاية الأسبوع، موضحًا أن الولايات المتحدة لن تشارك في أي عمليات هجومية ضد إيران، حسبما قال مسئول كبير في إدارة البيت الأبيض لشبكة "CNN".

وأفادت الشبكة الأمريكية بأن مستقبل الحرب في غزة والهجوم البري القادم في رفح يأخذان في الاعتبار أيضًا نقاش مجلس الحرب حول الرد المحتمل على الهجوم الإيراني، فالرد العسكري الذي يهدد بتصعيد الصراع مع إيران من شأنه أن يجذب انتباه المؤسسة العسكرية ومواردها بعيداً عن غزة، حيث تعهدت الحكومة الإسرائيلية بإلحاق هزيمة كاملة بحماس.

وكرر المسئولون الأمريكيون، الأسبوع الماضي، أن الولايات المتحدة لم تر أي شيء يشبه خطة شاملة من الإسرائيليين حول كيفية تنفيذ مثل هذه العملية، بما في ذلك أولاً نقل غالبية المدنيين الذين يقدر عددهم بـ1.4 مليون مدني خارج رفح، خصوصًا مع رفض مصر القاطع أي مخططات لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء.