رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر تسطّر ملحمة إغاثة.. جسور مساعدات أولها أسوان وآخرها رفح

ارشيفية
ارشيفية

مر اليوم الخمسون بعد المائة على الحرب الدائرة، التي شنها العدو الصهيوني على الأشقاء في قطاع غزة، راح ضحيتها الآلاف ممن تم الإعلان عنهم وآخرين مجهولين لحقت أرواحهم بأرواح ذويهم في السماء، وأجسادهم أسفل أنقاض البيوت، تفوح رائحتها في كل مكان معلنة عن أن هناك جرائم ضد الإنسانية ترتكب الآن. 

لم تكن هذه القضية وهذا الحدث الجلل، يمر هكذا على مصر، التي دائمًا ما تعتبر قضايا الأشقاء بالجوار مسؤوليتها الأولى، وفلسطين بالتحديد، لها مع مصر تاريخا ومصيرًا مشتركين، لذلك قدمت مصر عدد كبير وهائل من المساعدات الإنسانية بمختلف أشكالها بل وسهلت عبور عدد أخر منذ بدء الأزمة وحتى اليوم. 

أولى شاحنات الوقود إلى غزة:

في الثاني والعشرين من أكتوبر، وبعد قرابة الأسبوعين على بدء العدوان الذي شنه العدو الصهوني على قطاع غزة، وبعدما غُلقت الأنوار ولم يبقى إلا الومضات التي تظهر مقرونة بأصوات القذائف والصواريخ، كانت مصر تقف على الأعتاب، بعدد كبير من الشاحنات، يقودها مجموعة من رجال مصر المخلصين الذي أعلنوا بشكل واضح ألا يتراجعوا حتى تصل هذه المساعدات إلى الأشقاء هناك، حتى ولو كان الموت هو الثمن الوحيد.

ظهير مصر السياسي متمثلًا في حكومتها ورئيسها، بذلوا جهدًا دوليًا حتى تصل هذه المساعدات، والبداية كانت في الثاني والعشرين من أكتوبر عندما فتحت الأبواب لاستقبال أول شاحنة وقود، وبقي قطار المساعدات الإنسانية منتظرًا.

لتأمين أبسط حقوق أهلها.. مخيمات مصرية في قلب غزة

200 شاحنة مساعدات في أول أيام الهدنة:

في الرابع والعشرين من نوفمبر، كان يوم الجمعة، اليوم الأول للهدنة التي تم إعلانها بين حماس، والعدو الصهيوني، لمدة 4 أيام، وفي هذا اليوم تمكنت مصر من إدخال 200 شاحنة محملة بعدد من المساعدات المختلفة، غير أربع شاحنات محملة بالوقود، عبرت كلها من خلال معبر رفح الحدودي. 

حجم المساعدات الطبية خلال 150 يوما من الحرب:

العشرات من الشاحنات التي انطلت من القاهرة، مرورًا بأرض سيناء الحبيبة ومعبر رفح الحدودي، حملت على مدار أيام الحرب عددًا من المساعدات الخاصة بالجانب الطبي وبلغ حجمها ١٠٨٦٨ ألف طن منذ بدء العدوان وحتى الآن.

بالإضافة إلى ١٢٣ سيارة إسعاف و٤٣٠٧٣ مواد إغاثة، واستقبلت مصر ٣٧٠٦ مصاب و٦٠٧١ من المرافقين والحالات الإنسانية منذ بداية العدوان على قطاع غزة وحتى يوم أمس.

أكثر من 10 آلاف شاحنة وقود:

الوقود مصدر الضوء والحياة، والطعام والمحرك الأول لكل شيء، كان من أوائل الأشياء التي قطعها الجانب الصهيوني على الأشقاء في قطاع غزة في بداية الأزمة، وكان هو أيضًا من أوائل الأشياء التي حرصت مصر على أن تمد القطاع بها ليصل حجم المساعدات في ملف الوقود منذ بداية الأزمة وحتى اليوم إلى ١٠٢٣٥ ألف طن.

12 ألف طن مواد غذائية:

لم تكن مشاهد الجوع والاحتياج التي وصلت إلينا من قطاع غزة من خلال النساء والأطفال والشيوخ هناك، لتمر على مصر وشعبها مرور الكرام، الجميع حرص على أن تكون له يد في ارسال مساعدات غذائية لأهلينا هناك، وحملت العشرات بل والمئات من الشاحنات المدون عليها عبارات: "مسافة السكة لأهلينا في فلسطين"، ١٢٩٣٢٩ ألف طن من المواد الغذائية.

مصر تفتح مستشفياتها لأبناء غزة.. رعاية شاملة لأصعب الحالات

آلاف الأطنان من المياه:

لم يترك الجانب الإسرائيلي للأشقاء في قطاع غزة أي مصدر للمياه إلا المياه الملوثة غير الآدمية وغير الصالحة للشرب، لتكون سلاح لهم في القضاء على الأطفال والنساء فإن لم يأتي الموت من خلال بنادق العدو فإنه يصيب من يصيب من خلال تلك المياه الملوثة، وكان لمصر محاولات جادة في مسألة توفير مياه نقية للأشقاء هناك؛ ليبلغ عدد المساعدات في ملف المياه ٢٦٣٦٤ ألف طن منذ بدء العدوان وحتى يوم أمس.

مصر تساهم بأكثر من 85٪؜  من إجمالي مساعدات العالم:

استقبلت مصر ٦٤٦٠٧ من الفلسطينيين من مزدوجي الجنسية منذ بداية العدوان على قطاع غزة وحتى يوم أمس، وكذلك استقبلت ٥٨٢ رحلة جوية تقل مساعدات من دول العالم لقطاع غزة منذ بداية العدوان، كما أن ٨٧٪؜ من إجمالى المساعدات التي دخلت إلى غزة مقدمة من الدولة المصرية  أو مؤسسات المجتمع المدني بها.

وزير الخارجية يشدد على رفض مصر أى اجتياح برى لرفح الفلسطينية