رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"11 سبتمبر" جديدة في موسكو

جريدة الدستور

وقائع أخطر عملية إرهابية لداعش خراسان في موسكو.. ما الذي نعرفه عن التنظيم؟ ولماذا روسيا؟


تقول روايات متواترة، أنه قبل 10 أعوام، اجتمع 12 قياديا من المنتمين لحركة طالبان الباكستانية وتباحثوا بشأن حيادة الحركة عن أهداف مؤسسها (الملا عمر) وانشغالها بالسياسة على حساب "العمل الجهادي". مقررين الإنشقاق عن الحركة والإنضمام إلى "داعش" باعتباره ساحب الأضواء وصاحب القوة حينها.

أيام قليلة، وتوسط وسطاء من الجهاديين السابقين على صلة بالاثنى عشرة قياديا وأبوبكر البغدادي زعيم "داعش" حينها، وبعد اجتماعات تنظيمية حددت أمير التنظيم والمسؤول الاعلامي وقائد الجناح العسكري. تم الإعلان عن فرع جديد من التنظيم عُرف باسم "داعش خراسان" ليكون ذراعا للتنظيم في باكستان وافغانستان وإيران، نكاية في حركة طالبان التي فقدت بريقها بعد انشغالها بالسياسة.

بعد 10 أعوام من هذا الإعلان، سيتسبب "داعش خراسان" فيما اعتبره البعض بأحداث 11 سبتمبر جديدة ولكن هذه المرة في العاصمة الروسية موسكو بدلا من الولايات المتحدة الأمريكية، يعتبر المراقبين أن ما قبل 21 مارس 2024 لن يكون كما بعدها خاصة مع ارتفاع عدد قتلى الهجوم الارهابي فى موسكو وتحويل دفة التأييد والدعم العالم لروسيا بدلا من انتقاد عمليتها العسكرية في أوكرانيا.

اللافت في الانتباه هذه المرة، أن ‏المهاجمين لم يحاولوا في موسكو احتجاز رهائن او رفع شعارات سياسية. هدف المهمة القتل والترويع بشكل دامي، كأنه إصرار ‏على افساد بهجة بوتين بانتصاره الكاسح في الانتخابات.

لماذا روسيا؟

ستحيلك تصريحات سيرجي لافرفوف ثعلب دبلوماسية بوتين قبل نحو 4 اعوام إلى أسباب اختيار "داعش خراسان" لروسيا محطة لابراز عضلاته وتحقيق بروباجندا تعيده من تحت الركام. حينها قال لافروف أن "هناك قوى دولية داعمة للتنظيم لزعزعة استقرار دول شرق أسيا، كذلك وامام محطات تلفزيونية فرنسية روسية عبر عن قلق موسكو إزاء ما قال إنه وقائع تثبت قيام القوات الأمريكية في سوريا بنقل مسلحي داعش من هناك إلى العراق وأفغانستان، موضحا أن هناك شبهات حول وجود مشروع لتحويل أفغانستان إلى موطئ قدم جديد لـ"داعش".


هذا التنظيم المعقد من الداخل باحتواءه على ما يمكن وصفهم بمظاليم شرق آسيا ممن لديهم ثأر سابق مع روسيا، بالاضافة لانضمام عناصر من المنشقين من طالبان الافغانية والباكستانية جعلت منه قوة ثقيلة تتبع خط القاعدة وملاذها الجبلية في كهوف "كونار" على حدود وزير ستان، بالرغم من اختلافهم مع القاعدة من الأساس لكن يبدو أنهم تأثروا بجنرالاتها السابقين.

تمكن عناصر التنظيم من التحدث بالعديد من اللغات دفعه يحصل على شهره كبيرة دفعته لتعزيز وجوده بعمليات ارهابية عنيفة ضد حركة طالبان نفسها وضد القوات الامريكية اثناء عملية انسحابها من كابول، وهو ما دفع واشنطن لادراجه في قائمة الارهاب العالمي واعتباره رابع اخطر انظيم ارهابي في العالم.

بحسب كثير من التوقعات، ستتغير العلاقة بين روسيا وبين الكثير من الدول المجاورة لها في الإقليم، وقد تبدأ حروبا اخرى رغم الانهاك العسكري التي تمر به، لكنها سترد وبقوة على التنظيم الارهابي ومن دعمه. في اشارة إلى انتماء بعض عناصر الخلايا النشطة للتنظيم الى دولة طاجكستات ونفيها الرسمي لأي علاقة بالمنفذين.