رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل يمثل هجوم موسكو تهديدًا لخطط فلاديمير بوتين الأمنية؟

بوتين
بوتين

اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن هجوم موسكو المميت، يوم الجمعة، يحطم الوعد الأمني الذي قطعه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معتبرة أن هذا الهجوم الذي تبناه تنظيم "داعش" الإرهابي يمثل ضربة لبوتين بعد أيام فقط من فوزه في الانتخابات الرئاسية.

وقبل أقل من أسبوع، فاز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بولاية خامسة بأعلى حصة من الأصوات على الإطلاق، أظهرت للروس والعالم أنه يسيطر بقوة على الأمور، لكن بعد أيام فقط جاءت المواجهة المؤلمة بهجوم موسكو، حيث فشل جهازه الأمني في منع الهجوم الإرهابي الأكثر دموية في روسيا منذ 20 عاما.

هل يمثل هجوم موسكو ضربة لبوتين؟

وأسفر الهجوم، الذي وقع مساء الجمعة، عن مقتل ما لا يقل عن 133 شخصًا في قاعة للحفلات الموسيقية في إحدى ضواحي موسكو، ليكون بمثابة ضربة لهالة بوتين كزعيم يعتبر الأمن القومي له أهمية قصوى. 

وقال ألكسندر كينيف، عالم السياسة الروسي، في تصريحات لصحيفة "نيويورك تايمز"، إن الانتخابات أظهرت نصرًا واثقًا لبوتين، لكن فجأة وعلى خلفية هذا النصر حدث "إذلال واضح" للرئيس الروسي بسبب هجوم موسكو.

وتابع: "بدا بوتين مصدومًا من الهجوم، فقد استغرق الأمر أكثر من 19 ساعة لمخاطبة الأمة حول الهجوم، وهو الهجوم الأكثر دموية في روسيا منذ حصار المدرسة عام 2004 في بيسلان، في جنوب البلاد، والذي أودى بحياة 334 شخصًا، وعندما فعل ذلك، لم يقل الرئيس الروسي شيئًا عن الأدلة المتزايدة على أن تنظيم داعش هو من ارتكب الهجوم".

وأشارت الصحيفة إلى أنه بدلا من ذلك، ألمح بوتين إلى أن أوكرانيا كانت وراء المأساة، وقال إن المهاجمين تصرفوا "تماما مثل النازيين"، مستحضرا وصفه المتكرر لأوكرانيا الحالية بأنها دولة ديمقراطية يديرها النازيون الجدد.

حقيقة تجاهل بوتين تحذيرات الغرب من هجوم موسكو

وأوضحت "نيويورك تايمز" أنه من المرجح أن يؤدي تجاهل بوتين تحذيرًا من الولايات المتحدة بشأن هجوم إرهابي محتمل قد تتعرض له روسيا إلى تعميق الشكوك، وبدلا من الاستجابة للتحذيرات وتشديد الإجراءات الأمنية، وصفها بأنها "تصريحات استفزازية".

وقال بوتين، يوم الثلاثاء، في خطاب ألقاه أمام جهاز الاستخبارات الداخلية الروسي في إشارة إلى التحذيرات الغربية: "كل هذا يشبه الابتزاز الصريح والنية لترهيب مجتمعنا وزعزعة استقراره"، لكن بعد هجوم موسكو استشهد بعض منتقديه المنفيين برد فعله كدليل على انفصال بوتين عن المخاوف الأمنية الحقيقية لروسيا.

وأوضح منتقدو بوتين أنه وجّه أجهزته الأمنية المترامية الأطراف لملاحقة المنشقين والصحفيين وأي شخص يعتبر تهديدًا لتعريف الكرملين "القيم التقليدية".

وكتب رسلان ليفييف، المحلل العسكري الروسي المقيم في الخارج، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، أمس السبت: "في بلد تطارد فيه القوات الخاصة لمكافحة الإرهاب المعلقين عبر الإنترنت، سيشعر الإرهابيون دائمًا بالحرية".

وأوضحت الصحيفة أنه حتى مع إعلان "داعش" مسئوليته عن الهجوم بذل مؤيدو "الكرملين" جهودا حثيثة في محاولة لإقناع الرأي العام الروسي بأن هذا كان مجرد خدعة.

وفي برنامج حواري تليفزيوني يُذاع على القناة الأولى، التي تديرها الدولة، أعلن ألكسندر دوجين، المنظر الأيديولوجي، عن أن القيادة الأوكرانية و"أسيادهم في أجهزة الاستخبارات الغربية" هم من نظموا الهجوم، مشيرا إلى أن لديه "ثقة كبيرة في الرئيس" ولهذا ليس لدى الروس خيار سوى الاتحاد خلف بوتين.