رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إمبراطورية ميم.. نشوى مصطفى: «ربنا طبطب علىَّ» بدور مديحة بعد غياب سنوات عن التمثيل

نشوى مصطفى
نشوى مصطفى

كشفت الفنانة نشوى مصطفى عن أنها تتلقى بشكل يومى ردود أفعال إيجابية على دورها فى مسلسل «إمبراطورية ميم»، الذى يُعرض خلال الموسم الدرامى الرمضانى الحالى، لافتة إلى أنها سعيدة للغاية بعودتها إلى الساحة، من خلال هذا العمل الجاد.

وقالت «نشوى»، خلال حوارها مع «الدستور»، إن العمل امتلك كل مقومات النجاح، من ناحية المعالجة الدرامية البديعة، التى صنعها الكاتب محمد سليمان عبدالمالك، فضلًا عن الإخراج المحترف للمخرج محمد سلامة، إلى جانب أهم عنصر، وهو وجود نجم عالمى بحجم خالد النبوى فى بطولة العمل، وهو ما أكسبه المزيد من الثقل. 

وأشادت بالموسم الدرامى الحالى، وبجهود الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، فى استعادة رونق الدراما المصرية وريادتها، عبر تقديم أعمال راقية، وتحمل مضامين جادة، وتتناول قضايا المجتمع المصرى.

■ بداية.. كيف استقبلتِ ردود الأفعال حول «إمبراطورية ميم»؟

- ردود الأفعال التى تلقيتها كانت مبهرة وقوية وإيجابية للغاية، ويسعدنى كثيرًا أن الجمهور واعٍ ويميز جيدًا، وأنا أتلقى يوميًا رسائل دعم جميلة من الجمهور والنقاد وأساتذة المهنة، وهو أمر يعكس حب الجمهور وذكاء المشاهد، وعشقه الأعمال الاجتماعية الأسرية المليئة بالأحداث المشوقة.

وهنا يجب توجيه الشكر للدكتور محمد سليمان عبدالمالك الذى أبدع فى كتابة رؤيته الدرامية للقصة الأصلية «إمبراطورية ميم» للكاتب الكبير الراحل إحسان عبدالقدوس بطريقة معاصرة تتناسب مع الجيل الحالى من خلال مناقشة عدة قضايا اجتماعية وإنسانية وأسرية مهمة للغاية فى المسلسل.

والحمد لله أنه بمجرد انطلاق أولى الحلقات تصدر المسلسل «الترند»، وسجل نسب مشاهدة عالية، والجمهور بدأ يتساءل ويبحث بشكل مستمر عن الأحداث والقصة، وجميع الخطوط للشخصيات.

وأتمنى أن تستمر حالة الشغف هذه لدى الجمهور، لأن هناك الكثير من المفاجآت، والأحداث المشوقة فى الحلقات المقبلة، متعلقة بعائلة مختار أبوالمجد.

■ ما الذى جذبك لشخصية مديحة أبوالمجد؟

- مديحة أبوالمجد بالنسبة لى شخصية مميزة جدًا وتفاصيلها ثرية، وسعدت بتقديم دور الأخت «الجدعة» التى تتحمل مسئولية أبناء شقيقها مختار أبوالمجد، الذى يجسد دوره خالد النبوى، بعد رحيل والدتهم.

ووجدت «مديحة» شخصية واقعية مليئة بالتفاصيل الإنسانية، وشخصية الأخت والعمة الحنونة موجودة فى بيوت مصرية كثيرة، إضافة إلى أنها قريبة منى جدًا فى الحقيقة، وتشبهنى كثيرًا فى الجانب الإنسانى. ودعينى أقول لكِ مفاجأة إن كل هذه التفاصيل اكتشفتها بعد الموافقة على المشاركة فى المسلسل، والمفاجأة أننى وقعت ووافقت دون تردد ودون معرفة تفاصيل الشخصية، فقد تواصل معى ورشحنى للشخصية المخرج محمد سلامة، وتواصلت معى الجهة المنتجة، واكتفيت حينها بمعرفة العناصر الأساسية التى كانت وجيزة للغاية، بداية من إعادة تقديم رواية «إمبراطورية ميم»، وكتابة المعالجة الدرامية على يد البارع سليمان عبدالمالك، الذى كتب سيناريو وحوارًا مبهرًا، كونه مثقفًا وواعيًا لما يقدمه دومًا، وأراه لديه ملكة الهندسة الدرامية، ويحرص خلال أعماله على تقديم شخصيات من لحم ودم، إضافة إلى أننى فضلت المشاركة فى عمل من إنتاج شركة «أروما» بالتعاون مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، التى تعد أهم مؤسسة إنتاجية فى الشرق الأوسط، إضافة إلى أهم عنصر دفعنى للموافقة دون معرفة أى تفاصيل وهو أن العمل بطولة النجم الأستاذ خالد النبوى، وفخامة اسمه لوحدها تكفى.

■ كيف أبحرت فى تفاصيل السيناريو؟

- تحمست أكثر للمشاركة وتمسكت بتجسيد الشخصية، ووجدت كل عناصر الجذب فى السيناريو وفى عمق الشخصية، أنا بطبيعتى أعشق الأدوار الحقيقية الاجتماعية المأخوذة من قلب الأسرة المصرية، كما أن السيناريو ملىء بالتفاصيل، والقضايا الاجتماعية والإنسانية والأسرية التى تخص مختلف الأعمار؛ وكلها لها مدلول توعوى للجمهور بشكل كبير، وقلت لنفسى: كيف تتم مناقشة كل القضايا فى عمل درامى واحد، كل هذا فى ٣٠ حلقة خالية تمامًا من المط والتطويل.

ووجدت المسلسل كله حقيقيًا ومكتوبًا ومحبوكًا بطريقة مختلفة وسلسة وبسيطة، ويتناول نماذج إنسانية وقضايا مجتمعية أساسية لا يمكن إغفالها، تفاصيل تجعلنى أؤكد أن «إمبراطورية ميم»، سيمفونية رائعة مليئة بالأحداث المشوقة.

■ ما السر وراء غيابك عن الساحة الدرامية أكثر من ١٠ سنوات؟ 

- أنا أعشق الفن والدراما منذ نعومة أظافرى، والحمد لله منذ بداية مشوارى كل دور أو شخصية قدمتها تركت بصمة مع الجمهور، لذا كل خطواتى تكون مدروسة بنسبة ١٠٠٪.

وفى الحقيقة التوقف عن المشاركة بدأ مع انتشار فيروس «كورونا»، وكان الأمر خارجًا عن إرادة الجميع، ومن بعدها كان معظم الأدوار ونوعية الأعمال الدرامية التى كانت تُعرض علىّ لا تناسبنى ولا تناسب تاريخى الطويل، ولم أجد سيناريو جيدًا يشجعنى على العودة.

وطوال السنوات الماضية كنت راضية تمامًا، لأننى لا أعمل من أجل الوجود فقط، وكان غيابى غير مقصود تمامًا، فقد تربيت ودرست وتعلمت وتعاونت مع أساتذة المهنة، مثل العبقرى أسامة أنور عكاشة، ومحفوظ عبدالرحمن، ونجوم كبار مثل العظيمة فاتن حمامة، وصلاح ذوالفقار، ومحمود عبدالعزيز، ونور الشريف، ويسرا، وسناء جميل، وعبدالله غيث، وغيرهم مع حفظ الألقاب؛ وكنت فى انتظار عمل جيد وسيناريو ودور مميز أعود به.

والحمد لله كان «إمبراطورية ميم» هو ما شجعنى على العودة بـ«قلب جامد»، وشخصية «مديحة» أعادتنى إلى الجمهور على مائدة رمضان بعد فترة غياب، ووجدت مظاهرة حب من الجمهور أسعدتنى للغاية، وشعرت بأن «ربنا بفضله وكرمه بيطبطب عليا بمحبة الناس».

■ هل استعنتِ بالقصة الأصلية التى كتبها إحسان عبدالقدوس كمرجع أساسى للعمل؟

- لم أتطرق إلى النص الأصلى قبل البدء فى التحضير أو التصوير، أعلم جيدًا أنها قصة قصيرة ضمن مجموعة «بنت السلطان»، التى نُشرت فى أواخر الستينيات، أعدها للسينما الأديب العالمى نجيب محفوظ، فى السبعينيات، وقدمتها الفنانة فاتن حمامة، ولم أحتج إلى ذلك لأن النص أعده محمد سليمان عبدالمالك للدراما بطريقة معاصرة تتناسب مع العصر الحالى، وبصراحة المخرج محمد سلامة رسم خطة محكمة لإخراج العمل على أكمل وجه، وأجرى عدة بروفات وكأننا نقدم عملًا مسرحيًا.

■ لماذا يرفض البعض فكرة اقتباس الدراما من العمل الأدبى لتجنب الوقوع فى فخ المقارنات؟

- فكرة اقتباس أى عمل فنى من نص أدبى شىء عظيم للغاية، ولكن لا بد من وجود سيناريست ومؤلف عبقرى لديه وعى، وقادر على تسخير النص الأدبى وصياغته من جديد لصالح العمل الدرامى المرئى المكون من ٣٠ حلقة، بالتأكيد المعالجة السينمائية التى قُدمت منذ أعوام طويلة نالها الكثير من التغييرات الجذرية لو أسقطت على الواقع الحالى، وأنا من هنا أؤكد على قول سليمان عبدالمالك إن المسلسل ليس إعادة إنتاج للفيلم السينمائى بأى صورة، وإنما هو معالجة جديدة للقصة القصيرة الأصلية. 

■ كيف وجدتِ التعاون مجددًا مع الفنان خالد النبوى بعد ٢٦ عامًا منذ إنتاج «نحن لا نزرع الشوك»؟

- إنها ذكريات جميلة وعمر ثانٍ، فقد كنا ندرس معًا فى المعهد العالى للفنون المسرحية، ثم شاركنا فى التمثيل معًا لأول مرة منذ ٣٣ عامًا، وقدمنا مسرحية «البحر بيضحك ليه»، ثم تعاونا فى «بوابة الحلوانى» عام ١٩٩٢، ثم «نحن لا نزرع الشوك» عام ١٩٩٨، وسعيدة جدًا بعودة التعاون مع الأستاذ خالد.

وخالد النبوى اسم عالمى، وبالمناسبة دعينى أفتح قلبى وأقول إن «خالد» إنسان بمعنى الكلمة، وممثل محترف يختار أعماله بعناية ودقة شديدة، كما أننى «اتخضيت» من طريقة مذاكرته النص والدور داخل اللوكيشن، فهو يذاكر ويدوّن تفاصيل الشخصية كما لو كان طالبًا.. «خالد» فنان من يومه ورسم لمستقبله خطة والله أكرمه بتحقيقها.

وعلى المستوى الشخصى بيننا عشرة وصداقة لمدة سنوات طويلة والحمد لله، منذ كان طالبًا فى المعهد، وأتذكر جيدًا أنه وقتها كان يرفض أعمال بطولة كانت لا تناسب أحلامه ووضع أمامه هدفًا معينًا، وتمكن من الوصول إليه، وأصبح نجمًا عالميًا نتباهى ونتشرف به، «حقيقى يا سعدى يا هنايا إنى بمثل معاه وبشتغل وأنا حاطة فى بطنى بطيخة صيفى».

■ وماذا عن تعاونك مع المخرج محمد سلامة؟

- مستمتعة جدًا بالتعاون مع المخرج محمد سلامة، لأن له أسلوبًا خاصًا جدًا فى الإخراج، ومتمكن من أدواته، وأعتبره من أهم ٥ مخرجين فى الوسط الفنى، وهو مريح فى التعاون، ولا يترك تفصيلة واحدة فى الشخصية إلا ويدرسها مع الفنان، فهو داعم للممثل إلى أقصى درجة ولديه قدرة على تطوير أداء الممثل بشكل رهيب، أعماله دائمًا فى المقدمة ومستقبله واعد، كما أن خبرته أعلى من سنه بشكل كبير للغاية، ويمتلك رؤية إخراجية وأسلوبًا ينافس به عالميًا.

■ «إمبراطورية ميم» يضم نخبة كبيرة من الفنانين فى إطار البطولة الجماعية.. كيف رأيت ذلك؟

- دائمًا ما تتميز شركة «أروما ستوديوز»، بالتعاون مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، فى هذه المنطقة الدرامية الرائعة، وتجدين الأعمال الدرامية لهما تضم مجموعة كبيرة جدًا من النجوم، وهذا شىء مهم، ويضيف ويثقل حجم العمل الدرامى.

كما أنهم يهتمون بدعم واكتشاف المواهب الشابة، لإعطائها الفرصة، وترك بصمة للجمهور، وأرى أن هذه النقاط تمثل ذكاءً فنيًا يسهم فى نجاح العمل الفنى، ويجعله يعيش مع الجمهور، وبالأخص فى «إمبراطورية ميم»، أنا منبهرة بالشباب «نور النبوى ومايان وهاجر وإلهام» والأطفال الصغار «منى زاهر ووهدان وريمون»، «حقيقى يشرحوا القلب وعندهم حماسة مش موجودة عند فنانين كتير»، وأتنبأ لهم بمستقبل باهر، وأكون مستمتعة جدًا فى مشاهدتى معهم.

■ كيف ترين المشهد الدرامى والموسم الرمضانى الحالى بشكل خاص؟

- منبهرة بمستوى الأعمال، وفخورة جدًا بالثراء الدرامى والتنوع فى الأعمال الدرامية من حيث الكم والكيف، وعدد الحلقات وعودة نجوم كبار، ومشاركة وجوه جديدة، وصناع شباب، إلى جانب أساتذة الصناعة ومديرى التصوير ومصممى الديكورات، وصناع الموسيقى التصويرية ونجوم التترات.

الحقيقة هو موسم مميز وزاهٍ بكل المقاييس، والمشاهد لديه حرية الاختيار أمام النوعيات المختلفة، من حيث الاجتماعى والتاريخى والكوميدى والتراجيدى، و«المتحدة» تعيد الدراما لكامل رونقها وتطورها بشكل راقٍ.