رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسامة الأزهرى: إقالة العثرات والتغاضى عن الأخطاء دليل على حسن الخلق

الدكتور أسامة الأزهري
الدكتور أسامة الأزهري

قال الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، أحد علماء الأزهر الشريف، إن إقالة العثرات والتغاضي عن الأخطاء، هما دليل على حسن الخلق، وأن أعظم ما يتقرب به العبد إلى ربه بعد أداء ما افترض الله عليه من العبادات والطاعات، الإحسان إلى الخلق، وأن يعفو ويصفح عن زلاته التي قد تكون مهلكته يوم الدين.

وأضاف الدكتور أسامة الأزهري، خلال حديثه في الحلقة الثامنة، لبرنامج "ومن الحب حياة" والمذاع على شاشة dmc يوميًا في رمضان، إنه أثناء التعامل مع الناس لا يخلو من صواب وخطأ، ومن أمور يقوم بها الإنسان المقابل ليك على أكمل وجه ومن أمور أخرى يتعثر فيه، وبالتالي يجب أن نفرق ما بين الأخطاء التى تصدر من الناس عفوًا ودون قصد، وما بين أنواع أخرى من الخطأ المتعمد والإصرار على ذلك الفعل.

وأوضح مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، أن الفارق بين الأمرين كبير، والإنسان كلما كان كريمًا وراجحًا وربانيًا ومحمديًا في أخلاقه، يجعل تعامله مع أخطاء الخلاق مختلف، وألا يتعامل الجميع بميزان واحد، على سبيل المثال، فهناك فرق كبير بين التعامل مع الخطأ وبين التعامل مع الفساد.

واستكمل حديثه عن العثرات والتغاضي، قائلًا: "إن المخطئ تقال عثرته ويلتمس له العذر ونمهله ونصوبه ونعلمه ونفهمه، وأخذ العديد من الفرض لعله يكون متعثرًا في البداية ثم يستقيل، فلا يجب أن نحكم على الإنسان من خلال خطأ واحد، بينما الإنسان الذي يتعمد تكرار الخطأ في كل مرة ويتحول من إنسان تعرض لـ زلة في حياته إلي إنسان استهواه الفساد وصار مولعًا به والفتك بالأمور الصالحة، والوقيعة ما بين الناس، وأصبح الخطأ شأنًا من شؤنه، هذا النموذج يجب أن نتعمل مهه بمقتضى القانون، وأن نشدد عليه النكير، كي يستقيم في أفعاله.

واستشهد، بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَقِيلُوا ذَوي الهَيئَات عَثَراتِهم إلاَّ الحدود" رواه أبوداود النسائي، لافتًا أن هذا الحديث هو إرشاد وتوجيه نبوي بإقالة ذوي الهيئات عثراتهم إلا في حد من حدود الله كما في الحديث، والنَّاس في ذلك على ضربين: من كان مستورًا لا يُعرف بشيءٍ مِنَ المعاصي، فإذا وقعت منه هفوةٌ، أو زلَّةٌ، فإنَّه لا يجوزُ كشفها، ولا هتكُها، ولا التَّحدُّث بها، لأنَّ ذلك غيبةٌ محرَّمة، فهنا "الإقالة"، بمعنى العفو والسماح و"العثرات"، أي جمع عثرة وهي الزلة والخطيئة.