رصدها الحشاشين.. "هاتقتل الشيطان الأكبر" هكذا تجند التنظيمات الإرهابية أعضاءها
تختتم أحداث الحلقة الخامسة من مسلسل الحشاشين بنجاح حسن الصباح في العثور على منزل جديد لا يستطيع أحد مراقبته من خلاله، خاصة أن المنزل مزود بسرداب طويل ينتهي بطريق بعيد عن الأنظار، يستطيع من خلاله الصباح التحرك بحريته بعيدًا عن مراقبة نظام الملك له.
أساليب التخفي والهروب التي ابتدعها حسن الصباح
رصدت أحداث الحلقة الخامسة في مسلسل الحشاشين الأساليب التي ابتدعها حسن الصباح في التخفي والهروب من المراقبة الصارمة التي فرضها عليه وزير الدولة نظام الملك، بدءًا من التلاعب البصري الذي يمارسه مع الشخص المكلف بمراقبته، مرورًا بلقاء أتباعه في مكان بعيد يصعب الوصول إليه، وصولًا إلى انتقاله لمنزل جديد غير الذي كان يسكنه ليهرب من مراقبة نظام الملك له. منزل مزود بنفق/ سرداب طويل في آخره طريق غير مطروق ليسهل عليه الحركة والاتصال بأتباعه بعيدًا عن أنظار المراقبين له، بل ويوصي زوجته بأن تتبعه في حالة الطوارئ والخطر أو المداهمة في نفس السرداب حتى دون أن تصطحب أولادهما.
هكذا تجند التنظيمات الإرهابية أعضاءها
"هاتقتل الشيطان الأكبر"، بهذه الجملة/ المفتاح التي رددها حسن الصباح- ضمن أحداث الحلقة الخامسة في مسلسل الحشاشين- على سمع أحد الانتحاريين من أتباعه والذي كلفه بقتل الخليفة العباسي خلال زيارته للسلطان ملكشاه، هي بعينها التي تستخدمها جميع التنظيمات الإرهابية بدءًا من جماعة الإخوان المسلمين، مرورًا بالجماعة الإسلامية التكفير والهجرة الجهادية السلفية، القاعدة، وصولًا إلى تنظيم داعش.
وفي دراسته البحثية "تجنيد الأشخاص في التنظيمات الإرهابية وأساليبه"، والمنشورة بجامعة بغداد، يذهب الباحث "راشد الخاطري" إلى أن: التنظيمات الإرهابية تتبع أساليب إجرائية مختلفة في تجنيد الأشخاص في كياناتها، فتقوم على متابعة الشخص المراد تجنيده؛ أي تحديد الفئة العمرية، كون التجنيد يختلف من شخص لآخر، فتجنيد صغير السن يختلف عن تجنيد الشخص البالغ، وتجنيد الشخص البالغ يختلف عن تجنيد كبار السن، فكل فئة عمرية تُستخدم من أجل غرض معين يختلف عن الفئة العمرية الأخرى.
ويضيف الخاطري: لذلك تحرص هذه التنظيمات على معرفة هوية هؤلاء الأشخاص؛ لأن كل مرحلة عمرية لها أسلوب خاص في التجنيد تتبعه التنظيمات الإرهابية، فعلى سبيل المثال: نجد أن الأحداث تختلف طرق تجنيدهم عن باقي الفئات الأخرى، فالأحداث هم: كل ذكر أو أنثى لم يتم الثامنة عشرة من العمر، جند بقصد إشراكه في الأعمال القتالية أو غيرها من الأعمال المتصلة بها، كما أن الحدث المجند من قبل التنظيمات الإرهابية يقوم على مرحلتين، "الأولى: أن يخضع الحدث المجند لفترة من التدريب والتأهيل، سواء أكان هذا التدريب على طريقة بناء أدوات متفجرة، أو حمل سلاح، أو طريقة استخدامه، وكذلك التدريب المعنوي الذي يتم من خلاله بناء أفكار مغلوطة للمجند في التنظيم.
وتابع: أما في المرحلة الثانية: فإنه يقوم بتنفيذ ما تم التدريب عليه، أي أن يشترك في العمليات القتالية وخدمة التنظيمات الإرهابية بأي شكل كان، كذلك يتم تجنيد كبار السن من أجل استقطاب أشخاص للتنظيم الإرهابي واستغلال تأثيرهم على الفئات العمرية الأخرى بحكم عمره وخبرته الحياتية، وأسلوبه، وطريقة تعامله، وعادة ما يكون عنصر جذب فاعل بدرجة كبيرة في التنظيمات الإرهابية.
وبحسب الباحث في الجماعات التكفيرية "ماهر فرغلي"، فجماعة الإخوان المسلمين تمارس نشاطاتها التجنيدية في صفوف الأشبال من خلال ما يعرف بمشروع التربية الإسلامية، الذي يقام في المساجد والمدارس الأهلية، وتحت مسمى مسابقات لحفظ القرآن الكريم، ويتطور ليكون وسيلة للتجنيد، كما يتم التجنيد من خلال الرحلات والمسابقات والأنشطة والحفلات التي تقيمها، وفيها يتم تكريم المتفوقين والمتميزين من طلاب المدارس، وهنا تتسع المساحة للتجنيد، حيث يسهل رصد واختيار العناصر المتميزة تعليميًا، ويبدأ بعدها مشرف من أبناء الجماعة في التقرب لهم، وتنظيم برنامج ولقاء أسبوعي لزيادة التقارب وتوطيد العلاقة، وخلالها يشرح لهم مبادئ وأفكار العمل بالجماعة ودور الفرد، وأن الجماعة تقوم لخدمة الدين وتعاليمه.
