رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مقتطفات من كتاب الحياة رقعة شطرنج لكريم الشاذلي (2)

الحياة رقعة شطرنج
الحياة رقعة شطرنج

في لعبة الشطرنج أنت تفعل كل شئ من أجل الملك، وفي الحياة أنت تفعل كل شئ من  أجل تحقيق أحلامك وأهدافك

الواقع يقول إن أحلامنا تتساقط منا ونحن نمضي في مشوار الحياة تثقلنا الالتزامات والمسئوليات ومتطلبات المعيشة تفرض علينا أسلوبها الخاص، يقول "جلال الدين الرومي"  الحياة هي كما لو أن ملكًا أرسل شخصًا إلى بلاد لينجز مهمة محددة،يذهب الشخص وينجز مئات الأشياء ولكن إذا لم ينجز ما طلب منه فكأنه لم يفعل شيئًا قط.

في الشطرنج كل  قطعة ولها ميزة تظهر في الوقت المناسب، فالحصان لديه القدرة على القفز فوق الآخرين لذا يصعب محاصرته لكنه لا ينطلق سوى ثلاث خطوات، والطابية تتحرك باستقامة في الجهات الأربعة لكنها تحتاج لمساحة لكي تتحرك، وذكاء اللاعب يتوقف إلى حد كبير على قدرته على استغلال قدرات كل قطعة وتحريكها في الوقت المناسب

في الوقت الذي نجد الحصان يتألق في المساحات الضيقة، تتألق الطابية في المساحات الواسعة، وفي الحياة يجب على الإنسان أن يتعامل بآليات مختلفة ومتعددة مع الأزمات وهناك مشكلات علاجها الوحيد هو الزمن وهناك مشكلات أخرى تكبر مع الزمن

في الحياة كما في رقعة الشطرنج، الخطة يجب أن تعتمد على طبيعة الموقف وطبيعة الخصم كذلك،وبوجه عام فإن مشكلاتنا وأزماتنا بحاجة إلى عقلية تميل إلى الطرق العملية لا العاطفية الاندفاعية

في بعض المعارك تحتاج إلى قرار اللحظة، وهذا يعني أن يكون القرار سريعًا حاسمًا حيث سيكون صبرك أشيه بصبر الفلاح على ثماره حتى تعطب، وهذا يعني أنك تحتاج إلى أن تتقن قرار اللحظة في حياتك لأنك ستحتاجه في أمورك التي لا تحتمل التأجيل، وقد يستتبع التأجيل خسارة فادحة

لا تستهن بالعسكرى، العساكر التي تمتليء بها رقعة الشطرنج يصنعون الكثير للملك رغم تفاهتهم كما أن تجاربك الكثيرة المستمرة في الحياة هي التي تصوغ نصرك الكبير،أحيانًا لا نتلفت في حياتنا للعساكر التي توجد في حياتنا كأصدقاء يدعموننا أو تجارب مررنا بها أو سفر أو غربة ونظن أنها ضاعت لكن في الحقيقة ربما تكو ن هي السبب في الخير الذي حدث لنا بعد ذلك

عساكرك هم عدتك إذا قدرت قيمتهم، وجنود أعدائك ليس لهم قيمة إذا انتبهت لتحركاتهم

مهما كنت ماهرًا لا تغتر أبدًا، احترم خصمك حتى وإن بدا أقل منك ذكاء ومهارة

لا تشارك في معارك ليست من صميم معاركك الحقيقية في الحياة

الهروب فن، في اوقات ما يجب أن ننسحب لفترة كي نعود إلى المعركة مجددًا بقوة أكبر

لا تحتفل قبل الفوز،طالما أن الملك يستطيع التحرك لو بصعوبة فاللعبة لازالت مستمرة لذا حاصر عدوك بحزم ولا تترك له ثغرة وحينها فقط يمكنك أن تحتفل

الانتصار في لعبة الشطرنج يحتاج منك أن تتعلم كيف تضع أعصابك في ثلاجة،الذين يفقدون اتزانهم أمام لكمات الحياة في الغالب يلقى بهم خارج حلبة اللعب غير مأسوف عليهم لكن الذين يمتصون اللكمات ثم يجتهدون في حفط توازنهم مرة أخرى هم من يعودون بسرعة إلى الحلبة لمواصلة المعركة

وأنت تواجه تحيات الحياة ثق بربك جيدًا وبدعمه لك، وتأكد أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما اخطأك لم يكن ليصيبك

في لعبة الشطرنج ستقابل اللاعب المحتال الذي لا يملك خططًا للنصر بقدر ما يملك أساليب مخادعة وإيحاءات نفسية فكما أن الاستخفاف بالخصم خطر، فالمبالغة وإعطاء  الخصم أكبر من حجمه وقوته خطر أكبر وقد يدفعك ذلك للخسارة

في الحياة يمكن أن يكون المحتال سياسيًا لامعًا أو عالم دين يلبس لباس التقوى والورع أو مفكر كبير أو رجل أعمال مرموق،حيث تدور المصلحة يدور ولا يعجزه شئ

هناك عدة مواصفات للمحتال منها أنه يعمد إلى استخدام العاطفة والحماسة أكثر من العقل والمنطق ويداعب الناس بالمناطق المقدسة لديهم سواء دينية اأو عرقية

المحتال لدية قاعدة معرفية لا بأس بها وعبقريته تأتي من خلطه لكثير من الحقائق بالأكاذيب وإظهارها أنها كلها حقائق

المحتال لديه بذخ في الوعود، يريحك عندما تستمع له لكنك لا تستطيع أن تمسك بيديك فائدة مرجوة

المحتال يصنع غموضًا ويلجأ لتبسيط الحلول لأنه يعرف أن الناس يبحثون عن حلول سريعة وبسيطة لمشكلاتهم

المحتال يدرك أن المزاج الجماعي يمكن خداعة أكثر من المزاج الفردي لذا يلجأ للجماهير لتأكيد كذبه

المحتال قديمًا كان يلجأ إلى البخور كنوع من التأثير والمحافظة على وقوع الضحية تحت سحرهم أما محتال اليوم فيلجأ للتكنولوجيا التي تعمي بصر الضحية عن رؤية أي ثقوب مهما كانت واضحة

في وقت الهجوم يلجأ المحتا ل إلى إشعار الجميع أن الحرب ليست موجهة ضده شخصيًا وإنما ضد الأفكار والمعتقدات التي يحاول تقديمها للناس

يحتاج المحتال في بعض الأوقات إلى استخدام التهديد والتخويف للحفاظ على هيبته

كي نربح لعبة الحياة نحتاج إلى أن نحصن أذهاننا تمامًا تجاه أى محاولة للخداع نحن بحاجة إلى أن نتعلم كيف نجعل الذهن يقظًا على الدوام، ناقدًا لكل ما يرى أو يسمع، لا ينبهر بالأشخاص أو الأحداث وإنما يقتنع بالذي يحترم عقله ومنطقه

عليك أن تكون ممتنًا لخصومك في الحياة، فمما لا شك فيه أن لهم فضلًا كبيًرا في تعليمك مهارة ما للتغلب عليهم والتعايش لفترة تحت ضغطهم ومنافستهم، اكسبك قوة كبيرة في معاركك المستقبلية

فرق بين خصومك وأعدائك.. الخصم هو من تقاطعت مصلحته مع مصلحتك وصار مضطرًا في سبيل تحقيق انتصاره الشخصى أن يلحق بك بعض الخسائر المشروعة أما عدوك فهو يضع أمر سحقك واسقاطك هدفًا له

لا ينبغي أن تكون مقروءًا، في الحياة كما في رقعة الشطرنج تحتاج إلى أن تكون خطواتك المفاجئة حاضرة بقوة كي تربح

أنت تملك أكثر من قطعة، لا ينبغى أن تبني خطتك على قطعة واحدة وذلك لأن إمكانية إصابتها محتملة

لاتسرع في كشف ملكك، اجعله مختبئًا لبعض الوقت خلف العساكر المتراصة، وفي الحياة لا تعلن عن نفسك ولا أهدافك إلا بعد أن تدرس الواقع من حولك

تعلم كيف تجعل الآخرين دائمًا على استعداد لمساعدتك وتقديم العون لك

إذا أخطأت لا تلم نفسك طويلًا لأن ذلك قد يوقعك في أخطاء أخرى ولكن حاول أن تنظر للأمام وتتعلم من أخطائك