رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قتل مؤذن أولي اغتيالات الحشاشين

"المتحدة" تعرض قصة صعودها فى دراما رمضان.. تعرف علي الظروف المواتية لظهور "الحشاشين"

مسلسل الحشاشين
مسلسل الحشاشين

رغم أن الحركة الإسماعيلية  التي انشقت عنها فرقة الحشاشين، نجحت في تشييد دولتها بالمغرب الإسلامي، لكنها أخفقت في نشر فلسفتها وتعميم عقائدها، لدرجة أن كل أثر فكري لها زال بزوال نفوذها السياسي.

 

تعرف علي الظروف المواتية لظهور "الحشاشين"

 

علي النقيض من ذلك تماما، سنجد الحال في المشرق الإسلامي، ولا سيما إيران ــ حيث ظهرت فرقة الحشاشين ــ فشلت الحركة الإسماعيلية في تسلم السلطة السياسية، بل لقد هادنت السلطة القائمة في كثير من الأحيان قبل مجيئ حسن الصباح، ولكنها نجحت بالمقابل في فرض حضورها الفكري علي الحركة الثقافية، فهيمنت علي عقول دينية وسياسية مرموقة، وسيطرت علي عدة مراكز علمية في الري وأصبهان وخراسان. 

 

ويوضح الدكتور محمد عثمان الخشت في كتابه “حركة الحشاشين.. تاريخ وعقائد أخطر فرقة سرية في العالم الإسلامي”، أن الحركة نجحت فكريا حيث فشلت سياسيا، بينما حققت نجاحا سياسيا حيث توالي فشلها الفكري.

 

هذه النتيجة كانت نتيجة للشكل الذي كانت تتفاعل به الحركة مع المعطيات الثقافية السياسية والاجتماعية والتاريخية السائدة في المناطق التي كانت تسعي للسيطرة عليها، فكما أن متطلبات الحفاظ علي السيطرة السياسية في مصر وأفريقيا، قد جعلت الدعاة الإسماعيليين يركزون نشاطهم هناك في الميدان السياسي وفي حدود الظاهر مهتمين أكثر بضمان ولاء الناس للدولة لا للعقيدة، فإن متطلبات الهيمنة الثقافية والحفاظ عليها قد جعلت الدعاة في إيران ينصرفون عن العمل السياسي المباشر إلي العمل الفكري ويركزون بالتالي علي نشر الفلسفة التي تؤسس أيديولوجيتهم السياسية الدينية.

 

وهكذا نري الحركة الإسماعيلية والتي خرجت من عباءتها فرقة الحشاشين السرية، في إيران قد استهدفت في أول أمرها السيطرة الفكرية وصولا إلي السيطرة السياسية، ولكن ورغم النجاح الذي كان يحققه دعاتها من آن إلي آخر علي المستوي الفكري، فإن الحركة عانت فشلا ذريعا في المجال السياسي، فلقد فشلت محاولات دعاتها الرامية إلي ضم المدن الإيرانية إلي الخلافة الفاطمية.

 

ويشدد “الخشت” علي: في ضوء هذه الانتكاسات المتوالية، وبعد أن استنفدت الدعوة الإسماعيلية في إيران محتواها، أصبح من الضروري البحث عن أسلوب عمل جديد. لقد فشلت سياسة التفتح والعمل من أجل الهيمنة الفكرية فلم يبق إذن إلا العمل السري المنظم وهذا ما فعله حسن الصباح مؤسس الدعوة الإسماعيلية الجديدة أو حركة الحشاشين.

 

قتل مؤذن أولي اغتيالات الحشاشين

 

جاء حسن الصباح مؤسس حركة الحشاشين إلي مصر في العام 1078، ولكن صداما حدث بينه وبين بدر الدين الجمالي القابض علي شئون الدولة ومدبر أمور الحكم. قضي الصباح في مصر ثلاثة أعوام، سجن خلالها إثر صدامه ببدر الجمالي، وسرعان ما تم طرده من مصر، ليتجه إلي بلاد فارس، تحديدا مدينة  أصفهان والتي وصلها عام 1081.

 

وقد ظل الصباح مؤسس فرقة الحشاشين حوالي تسع سنوات متواصلة بعد رحيله من مصر يمارس الدعوة، ويكتسب أنصار جدد، وينتقل من مكان لمكان، بشكل سري وأسلوب حذر إلي أبعد الحدود، وكان هو وأنصاره لديهم الاستعداد لفعل أي شيئ في سبيل تأمين أنفسهم، وكانت أول عمليات الاغتيال التي قاموا بها، قتل مؤذن من أهل ساوة كان مقيما بأصفهان، ذلك أنهم دعوه إلي مذهبهم، فلم يستجب لهم، فخشوا أن ينكشف أمرهم فقتلوه.