رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس وزراء الاحتلال مُحاصر فى حكومته.. ماذا تريد واشنطن من احتواء بينى جانتس؟

بايدن ونتنياهو
بايدن ونتنياهو

ذكرت صحيفة واشنطن بوست، اليوم الثلاثاء، أن التوترات المتزايدة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو برزت إلى الواجهة هذا الأسبوع في واشنطن بشكل كبير، خاصة بعد اجتماع مسئولى الإدارة الأمريكية مع منافس نتنياهو بيني جانتس عضو حكومة الحرب الإسرائيلية.

وأشارت الصحيفة في تقرير لها، إلى أنه ربما يكون بايدن قد عرض على إسرائيل ما وصفته بـ"عناق الدب" دعمًا لها في أعقاب 7 أكتوبر، لكن نتنياهو الذي وصفته بـ"المحاصر" يبقي على نحو متزايد على مسافة بعيدة من هذا العناق.

كان جانتس قد وصل إلى واشنطن لعقد اجتماعات يومي الإثنين والثلاثاء مع مسئولي الإدارة، بمن في ذلك كامالا هاريس نائبة بايدن، وكذلك المشرعون الديمقراطيون والجمهوريون. 

وقالت واشنطن بوست إنه بالنسبة للبيت الأبيض، يمثل جانتس زعيمًا إسرائيليًا أكثر عقلانية ومستساغًا، فضلًا عن أنه لا يواجه مثل نتنياهو، اتهامات بالفساد ولم يقض العقد الماضي في التدخل في السياسة الحزبية في واشنطن. 

وأضافت: "وهذا ليس بالأمر الهين، إذ تدرك المؤسسة الديمقراطية الغضب المتزايد بشأن الحرب المستمرة بين قاعدتها"، مستشهدة بما كتبه بن صامويل في صحيفة هآرتس الإسرائيلية أنه "بينما سيستخدم جانتس نهجا متشددا تجاه الفلسطينيين أيضا، فإنه لا يحمل اسم نتنياهو وسمعته الملوثة". 

جانتس يوفر للبيت الأبيض تصحيح أخطاء دعم نتنياهو

وأكدت الصحيفة أن المشرعين الديمقراطيين يدركون تمامًا الموقف الصعب الذي يجدون أنفسهم فيه أثناء محاولتهم التعامل مع انتقادات السياسة الإسرائيلية بدعم إسرائيل كحليف، مردفة: "جانتس يوفر لهم آلية التصحيح الذاتي".

كما أكدت أن لا أحد سعيد بشكل خاص بنهج بايدن تجاه الهجوم الإسرائيلي على غزة، مشيرة إلى أن المنتقدين من اليسار يقولون إن البيت الأبيض حرض على "إبادة جماعية"، حيث أدت الحملة الإسرائيلية الانتقامية في القطاع الساحلي إلى استشهاد أكثر من 30 ألف فلسطيني وتهجير غالبية السكان، وتحويل كامل الأراضي إلى منطقة محاصرة. 

ووصفت الصحيفة الأمريكية في هذا السياق، بأن حرب غزة أصبحت "كابوس إنساني تتناثر فيه الأنقاض".

ولفتت إلى أنه حسب ما ورد، فإن رحلة جانتس لم تتم الموافقة عليها من قبل مكتب رئيس الوزراء وأدت إلى استنكار حلفاء نتنياهو اليمينيين. 

واتهم وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريش جانتس بأنه شريك في المشروع الأكبر لإدارة بايدن المتمثل في تنشيط عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين والعمل على إنشاء دولة فلسطينية طال انتظارها.

وقال سموتريتش يوم الإثنين خلال اجتماع الحكومة: "إن الحكومة الأمريكية تبحث عن أماكن لدق إسفين بين الإسرائيليين، من أجل المضي قدما في خططها، بمساعدة جانتس. وبهذه الطريقة، يعمل جانتس على تعزيز خططهم لإقامة دولة فلسطينية".

ولفت تقرير واشنطن بوست إلى أن نتنياهو لم يخف معارضته لإقامة دولة فلسطينية ورؤية بايدن لما بعد الحرب، منوهة إلى أن  العديد من المحللين الإسرائيليين يشيرون إلى أن رئيس الوزراء يربط بقاءه السياسي باستمرار الحرب ومنع أي نقاش حول تقديم تنازلات للفلسطينيين، أو إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، لإرضاء اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يرتكز عليه ائتلافه الحاكم. 

وقال التقرير: "إنه في حين أن جانتس وغيره من القادة الوسطيين بالكاد يعززون السيادة الفلسطينية وتقرير المصير، يعتقد مسئولو الإدارة أنهم أكثر استعدادًا لمستقبل ما بعد الحرب الذي يأمل البيت الأبيض أن يراه وهو: "عملية تدريجية تتولى من خلالها السلطة الفلسطينية "الإصلاحية" السيطرة على غزة، بدعم كبير من الجيران العرب الأثرياء، الذين سيعملون، في الوقت نفسه، على تحسين العلاقات مع إسرائيل وزيادة دمجها في المنطقة".

وقال أيضًا: "إن الجائزة الكبرى للتطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية تلوح في الأفق".