رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبير يطرح حلولا لدعم الثروة الحيوانية وزيادة إنتاج اللحوم

 الدكتور فوزي أبودنيا،
الدكتور فوزي أبودنيا، المدير السابق لمعهد بحوث الإنتاج الحي

طرح الدكتور فوزي أبودنيا، المدير السابق لمعهد بحوث الإنتاج الحيواني بمركز البحوث الزراعية، إن حلول لزيادة الإنتاج الحيواني ودعم الثروة الحيوانية، ومنها الاعتماد على مخلفات المحاصيل الزراعية وبقايا المحاصيل والطعام والتربية المنزلية للحيوانات والطيور، والاعتماد على الموارد المحلية في تغذي الحيوانات والطيور من المنتجات الحقلية والمنزلية.

 أضاف أن المزارع في مصر عبر العصور استغل الموارد المحلية لتوفير غذائه وإدارة شئونه الزراعية، حيث اعتمد على زراعته في تصنيع النورج والمحراث والساقية والشادوف والفؤوس من الأشجار التي يزرعها واعتمد على الحيوانات المحلية في مساعدته في العمل بالحقل وإنتاج المنتجات الغذائية الحيوانية مرتفعة القيمة الغذائية من زبد ولبن وقشطة وجبن. 

أضاف أبو دنيا: “إن كل هذا يوضح لنا ضرورة الاعتماد على الموارد المحلية خاصة في وقت الأزمات مثل تلك الأزمة الحالية المتمثلة في نقص المنتجات الحيوانية وارتفاع أسعارها بشكل غير طبيعي، فلقد كان المزارع المصري يعتمد اعتماد كبير على الاستفادة من المتبقيات الزراعية الحقلية مثل التبن وعيدان الذرة أو تلك المتبقيات المنزلية مثل الردة التي كانت الريفيات تستخلصها من دقيق حبوب القمح والذرة، بالإضافة لاهتمامه بزراعة البرسيم في الشتاء والدروة في الصيف وحتى عام 1950 لم تكن الأكساب تستخدم في تغذية المواشي في مصر، خاصة بعد ازدهار صناعة الزيوت من القطن، بل كان الناتج منها يستخدم كوقود في أفران الخبيز لعمل الخبز حتى أوصى باستخدامها  الدكتور أحمد غنيم، على الجانب الأخر لم تمثل تغذية الدواجن مشكلة للسيدات في الريف المصري عند تربية الطيور، بل بالعكس كان البيض ولحوم الدواجن متوفرة بكثرة في كل منزل من منازل المصريين، حيث كانت تتغذى على متبقيات غذاء الإنسان في المنازل بجانب بعض الحشائش والبرسيم في الريف”.

وتابع أبو دنيا، في تصريحات لـ"الدستور"، أنه في الوقت الحالي، تهدر كميات كبيرة من المتبقيات الزراعية الحقلية والمنزلية، وفي المطاعم وتعتبر ثروة مهدرة سواء من ناحية القيمة المالية أو بعد استخدامها كأعلاف لإنتاج المنتجات الحيوانية مرتفعة القيمة الغذائية ومرتفعة الثمن. يحدث هذا في ظل توافر الإمكانات التي يمكن بها تعظيم الاستفادة من المتبقيات الزراعية في تربية السلالات المحلية من حيوانات وطيور وأغنام وماعز إلا أن عدم توفر الإرادة والكفاءات المتخصصة في مجال الإنتاج الحيواني يقف عائق في الاستفادة من الثروة الحيوانية المحلية والموارد العلفية المتاحة.


 محاور للتغلب على أسعار اللحوم:

وأضاف، أن هناك أربعة محاور رئيسية يمكن الاهتمام بها والاعتماد عليها للتغلب جزئيا على هذه الأزمة، تتمثل في: 

 أولا: ملئ الفراغات في المزارع الحكومية التي يشكل المليء فيها نسبة لا تزيد عن 15 – 20% من الاشغالات ولا توجد رؤية حقيقية واضحة للتغلب على هذه النقطة.

ثانيا: زيادة الاهتمام والاعتماد على الحيوانات والدواجن المحلية ودعم زيادة أعدادها عند المزارعين.

ثالثا: الاهتمام بإدارة والاستفادة من المتبقيات الزراعية وتوفير الأدوات والآلات اللازمة لذلك.

رابعا: إعادة النظر في اختيارات قيادات وزارة الزراعة واستبدالها بقيادات قادرة على مواجهة الأزمة وطرح الحلول وتنفيذها للمساهمة في مجابهة الأزمة بشكل جدي.

واختتم، بأنه لا تمثل هذه الأطروحات ضغوط على العملة المصرية من جهة الأعلاف المستوردة بل تعمل على تعظيم الدخل للمؤسسات الحكومية التي بها محطات فارغة من الثروة الحيوانية، وأيضا زيادة دخل المزارعين، والمطلوب تشجيعهم على اقتناء وتربية السلالات الحيوانية من الحيوانات والدواجن للاستفادة من الموارد المتاحة، كما أن السلالات المحلية أكثر مقاومة للتغيرات المناخية والأمراض.