رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكاتبة والمحامية أميرة بهى الدين: تجديد الخطاب الدينى يحتاج إلى تحرير عقول جرى احتلالها طوال 40 سنة فى أكبر معركة لاستلاب وعى المصريين 2

أميرة بهى الدين
أميرة بهى الدين

- قالت إن العالم كله يتربص بمصر منذ أول التاريخ.. ووقوعها سيُحدث كارثة فى الكوكب بأكمله

- الإخوان يستخدمون «سطوة الدين» ويُصدرون الخلاف معهم كأنه «خلاف مع ربنا»

- قبل 30 يونيو كنت واثقة أن الدولة المصرية ستأتى بزعيم تاريخى لديه الجاهزية التامة لقيادتها

- مصر تسير فى طريق يليق بقيمتها والمرأة فى عهد السيسى أصبحت مطمئنة على مستقبلها

- دافعت عن زوجة نصر حامد أبوزيد لأن الإخوان استغلوها فى ضرب حرية الفكر 

قالت الكاتبة والمحامية أميرة بهى الدين إن قضية الدكتور نصر حامد أبوزيد كانت مفصلية فى حياتها، لأنها أدركت حينها حقيقة «الفاشية الدينية»، وما يمكن أن تفعله بالمجتمع المصرى، ما جعلها تدافع عن زوجته الدكتورة ابتهال لكونها «المفعول به» الحقيقى فى القضية، مشيرة إلى أن حادث «الطفلة شيماء» فى التسعينيات كان له أثر كبير فى الابتعاد عن المنظمات الحقوقية التى تربطها مصالح مشتركة مع الجماعات الإرهابية، وتواطأت معها على خلفية رفض الدولة الوطنية. وأوضحت، فى الجزء الثانى من حديثها لبرنامج «الشاهد»، الذى يقدمه الإعلامى الدكتور محمد الباز، على فضائية «إكسترا نيوز»، أنها كانت على يقين قبل ثورة ٣٠ يونيو أن الدولة المصرية ستأتى بزعيم تاريخى لديه الجاهزية التامة لقيادتها، مؤكدة أن مصر تسير فى الوقت الحالى فى طريق يليق بقيمتها، وأصبحت فيه المرأة المصرية مطمئنة على حاضرها ومستقبلها.

■ تجربتك فى الإعلام والكتابة جاءت من أرضية المحاماة.. فهل يمكن رصد تفاصيل دفاعك عن الدكتورة ابتهال يونس، زوجة الدكتور نصر أبوزيد، عندما صدر حكم بالتفريق بينهما؟

- تعرفت على الدكتور نصر أبوزيد فى ندوة تمت دعوتى إليها فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، وأثناء الندوة قال لى أحدهم إن هناك حربًا ضد «أبوزيد» فى الجامعة بخصوص كتابه حول تجديد الخطاب الدينى، وبعدها علمت بإقامة دعوى تفريق بينه وبين زوجته، باعتبار أن ما كتبه فى كتبه وأبحاثه يعد كفرًا، ويستوجب التفريق بينه وبين زوجته المسلمة. 

وقد كانت هذه قضية مفصلية بالنسبة لى، لأنى بعدها أصبحت لا أقول «الإخوان المسلمين» ولا الجماعات الإرهابية، بل أقول «الفاشية الدينية»، وسألت نفسى: إذا كانوا اليوم سيفرقون بين نصر أبوزيد وزوجته فغدًا سيفرقون بين فلان وفلانة، وبعدها يقولون إن المجتمع لا يصلح لتربية الأطفال لأننا نربيهم على منهج كافر، ويأخذون الأطفال منا، وبدأت تتكون لدىّ صورة حول أننا مقبلون على مرحلة مختلفة، وهى مرحلة الهجوم على الرموز.

■ كيف بدأ عملك فى القضية؟

- هذه القضية تشكلت لها هيئة دفاع من عدد كبير من قامات القانونيين، على رأسهم تهانى الجبالى وخليل عبدالكريم، ولاحظت أن الجميع يتحدث عن الدكتور نصر حامد أبوزيد، بينما تحضر الدكتورة ابتهال للمحكمة فى كل جلسة وهى صامتة، وعلى وجهها ملامح الغضب والقهر، فوضعت نفسى مكانها، وسألت: ماذا لو استيقظت من النوم على من يقول لى إنه لا بد من التفرقة بينك وبين أولادك وزوجك ولا أحد يسمعنى؟ 

وحينها طلبت أن أتحدث باسم الدكتورة ابتهال، لأنها هى الصامتة والمفعول به الحقيقى، فهى لم تكتب أبحاثا ولم تطلب التفرقة بينها وبين زوجها، ولا يلزمها ما يفعله الآخرون، بل يتم استخدامها للمصادرة على رأى وأفكار «أبوزيد»، وأبلغت هذا الرأى للدكتور نصر والدكتورة ابتهال.

وحين كنا نذهب إلى منزلهما وقتها كنا نحاول أن نكون على طبيعتنا، لكن كانت تلك «أيام سودة»، لا تختلف عن أيام حكم الرئيس الإخوانى محمد مرسى، فهناك هاجس هو أن «بكرة الصبح فيه ناس هتكسر علينا الباب، وتاخد الست دى تحبسها، أو تفرقها عن زوجها أو تصبح (خاطية)، ويتم القبض عليها بتهم أخرى».

وفى هذا الموضوع وغيره كانت المرأة مفعولًا به، وهذا يمكن رؤيته منذ بداية الحشد على طوابير الانتخابات، وحتى فى بؤرة «رابعة العدوية» الإرهابية وفى «جمعة قندهار» وغيرها، فالإخوان لا يحترمون النساء، وبالنسبة إليهم كانت الدكتورة ابتهال حالة يتم استخدامها فى معركة مهمة. 

وبعد أن كسبنا القضية فى أول درجة وصلنا لمرحلة الاستئناف، ومنصة القضاء وقتها كانت مثل كل المجتمع المصرى وقد اُخترقت من قبل الإخوان، بداية من شباب كلية الحقوق، وخسرنا القضية فى الاستئناف، وكنا غاضبين وصامتين، وكان هناك ناس يتحدثون عما كتبه الدكتور نصر أبوزيد دون قراءة، فالدكتور نصر كان قد كتب كتبًا أكاديمية صعبة ومعقدة على العامة، أى أنها كانت قضية علمية أكاديمية تم إنزالها إلى الشارع ليكسبوا المجتمع على حسابها، ونفس الهزيمة تلقيناها يوم مقتل الدكتور فرج فودة.

■ كيف رصدت المشهد وقتها؟ 

- فى تلك الأيام كان هناك هجوم كبير على «الرموز»، باستخدام الصخب المجتمعى، مثلما حدث فى محاولة اغتيال الكاتب الكبير نجيب محفوظ، وبقى الحكم «سبة» فى حقنا وفى حق القضاة من أبناء التنظيم الإرهابى والفاشية الدينية الذين تسللوا لمنصة القضاء، التى تطهر نفسها طول الوقت، لكنها فى هذه القضية كانت تعمل وفق مفاهيم مرفوضة.

وعندما كنا نحشد ضد الإخوان فى تلك الفترة ونتحدث إلى الناس حول أن ذلك الكلام ضد مفاهيم الدين كان الناس يردون علينا بأقوال الشيوخ، ويقول بعضهم: «لما هطلع عند ربنا هيسألنى: سمعت كلام الشيخ ولا لأ؟».

فالإخوان كانت لديهم سطوة الدين، ويصورون الأمر وكأنك تختلف مع ربنا، سبحانه وتعالى، وكانت هذه هى «الخناقة الحقيقية»، فهم يأتون بأفكار «الفاشية الدينية» ويجمعونها من مهجور الفكر والمختلف عليه، ويصدرون الأمر كأنك تختلف مع رب العزة، سبحانه وتعالى، والمجهود الكبير الذى يجب أن يبذل هو فى تجريد هؤلاء من الحديث باسم ربنا، لأنهم ليست لديهم أفكار صحيحة. 

ولذلك، عندما يطالب الرئيس عبدالفتاح السيسى بتجديد الخطاب الدينى، ويكرر ذلك فى كل مناسبة، فإن هذا أمر مهم، لأننا نحتاج للتمييز بين فكر «الفاشية الدينية» وبين صحيح الدين، فالأزهر ودار الإفتاء عندما يتحدثان على «السوشيال ميديا» تجد شبابًا صغارًا يتربصون بالإجابات، ويردون عليهما وكأنهم لديهم درجة «العالمية»، أو حضروا دراسات متقدمة فى الموضوع، فنحن نحتاج لتجديد الخطاب الدينى لأن هناك عقولًا سُلبت واُحتلت عبر ٤٠ سنة عبث فيها الإخوان بعقول المصريين، فى أكبر معركة استلاب وعى فى تاريخ مصر.

■ أنتِ عضو فاعل فى الملف الحقوقى.. فكيف تتم إدارة العلاقات الدولية مع مصر من خلال استغلال كلمة «حقوق الإنسان»؟

- عندما دخلتُ المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، والتى كانت الفرع المصرى للمنظمة العربية، التى كان يرأسها الدكتور محمد فايق، كنت أعيش وفق منطق حالم، لأن سذاجة الشباب تجعلك تتخبط، وأنت لا ترى المصيبة التى تقدم عليها.

وقد عملت فى المنظمة فى لجان الدفاع عن الحقوق والحريات، وبعدها ترشحت ونجحت فى الانتخابات كأول امرأة تكون عضوًا فى مجلس أمناء المنظمة، وكانت معنا شخصيات كبيرة ذات قيمة وقامة، وكنا نريد الدفاع عن الحق فى التعبير، وكنت أظن أن أهم دور لهذه المنظمة هو التصدى لـ«الفاشية الدينية»، لأنها تمثل أكبر انتهاك لحقوق الإنسان، وأكبر خطر ومُصادرة على كل الحريات، لكنى صدمت حين أدركت أن عملى هو غير ذلك، فالسيدة تكون ضحية القبض على زوجها من قِبل الشرطة، والمنظمة تخرج ببيان تقول فيه إنه لا يجوز القبض على الأشخاص، ولم أستطع أن أتعامل مع هذا المنطق، وكنت أسأل نفسى: «هل عملى شىء إيجابى أم سلبى؟، وهل أفيد الناس أم أضرهم؟».

وفى أحد الاجتماعات عام ١٩٩٣، سمعت أن هناك محاولة لاغتيال رئيس الوزراء، وكان يوم تحوُّل فى تاريخى المهنى، وأدركت أن الجماعة الدينية الفاشية لا تحارب الحكومة، لكن تحارب المجتمع، وأن كل أولادنا ضحايا لهذه الجماعة.

وبعدها سمعت أخبارًا خلال قيادتى سيارتى لإحضار ابنتى من المدرسة عن محاولة اغتيال الدكتور عاطف صدقى، رئيس الوزراء، ومقتل طفلة فى عمر ١٠ سنوات، وشعرت بأنها ابنتى، وأصبت بحالة انهيار، وعندما وصلت لمدرسة ابنتى كنت أعتقد أنى سأرى سيارات الإسعاف وابنتى ملقاة وسط دمائها، لكنى عندما وصلت وجدت الأجواء هادئة، وابنتى تلعب مع أصدقائها، فبكيت بكاءً لم أبك مثله فى حياتى، وكنت غاضبة من نفسى، وألوم نفسى بشدة لأنى كنت مغيبة وكنت أفكر فى كتابة بيان ضد «أمن الدولة»، بصفتى عضوًا بجمعية حقوق الإنسان، قبل أن أتأكد من الحقيقة. 

ووالد «الطفلة شيماء»، التى راحت ضحية هذا الحادث الإرهابى، قال: «عمرى ما فكرت إنهم هيوصلوا لها وهيوصلوا لناس تانية»، وهذا هو المفتاح فى علاقتنا بالإرهاب، فقد كنا نتصور أنهم يحاربونهم ولا يحاربوننا، ولم نفكر فى أن الألم قريب منا جدًا، فقد خدعونى وضحكوا علىّ وأنا أقرأ وأتتبع وأذاكر.

ولذلك، وفى اليوم التالى، استقلت من المنظمة، وقلت لن أدافع عن القتلة، لأننى لا أصلح لهذا الدور، وأدركت أن حقوق الإنسان تُستخدم من قبل الدول الغربية لتحقيق أهداف أخرى.

■ هل نجحت الجماعات الإرهابية فى استخدام حقوق الإنسان لتحقيق أهدافها؟

- الجماعات استغلت السيدات غير المتعلمات وأصبحن ضحايا لها، وكذلك أزواجهن، وعندما كانت تأتى إحداهن لمنظمة حقوق الإنسان كنا نرأف بحالها إنسانيًا، ونهاجم «أمن الدولة» قبل أن ننتبه للمشهد.

وهناك تواطؤ وأيديولوجيات مشتركة بين الإخوان والجمعيات والمنظمات الدولية، وكلهم يرفضون الدولة الوطنية، ويعملون فى منظمات لها تمويل من خارج مصر، وعلاقة «الفاشية الدينية» مع الاستعمار الغربى وازدواجية معاييره تحتاج إلى أن يتم تحليلها.

وقد استقبلت يومًا أحد المحامين اليساريين بمكتبى، وقلت له: أنتم تحالفتم مع الإخوان فكيف لا ترون أنهم «فاشية دينية» وترون أن هذه ديمقراطية؟ فرد علىّ المحامى بقوله: إن الإخوان هم الوحيدون الذين لديهم قدرة على هدم البلد، فقلت له: وماذا بعد هدمها، قال لى: نجلس ونرى كيف نبنيها، فطردته من مكتبى، وطلبت منه عدم دخوله مرة ثانية.

■ كيف بدأت محطة الإعلام فى حياتك؟ وماذا تريدين أن توصلى للناس؟

- طُلب منى فى عام ٢٠١٥ كتابة مقال فى «روزاليوسف» فوافقت، لأننى كنت أرى أن مصر وقتها تعيش فى فوضى الإعلام، وهناك برامج تناقش أمورًا غريبة وتتم سرقة عقول الناس، خاصة من ليس لديهم إقبال على القراءة.

وفى عام ٢٠١١ كنت قد قلت عبر مدونتى على الإنترنت إن ما يحدث يقوده الإخوان، وكتبت: «أنتم تفتحون ثقبًا فى جدار الوطن يعبر منه الإخوان»، وتحدثت مع الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب «التجمع»، وأخبرته برأيى وقتها، ووجهت كلامى للناس وقلت: «اشتروا دقون بأستك عشان تركّبوها لأنكم مش هاتلحقوا تربوها».

وبعد ذلك شاركت فى برنامج «الستات ما يعرفوش يكدبوا»، لأننى كنت أريد أن أتحدث مع الناس وأقول لهم: «اوعوا تنسوا مصر»، كما أننى أعرف ماذا أريد وأى مكان أوضع فيه ستنهض فيه روح مصر من قلوب المصريين وأزيل الغبار من عليها.

والبرنامج بدأ فى يوليو ٢٠١١، مع بداية قناة «سى بى سى»، ورغم أنه كان حملًا كبيرًا علىّ، وسط مشاغلى الكثيرة، فإننى ظللت أعمل به لمدة ٣ سنوات، وكنت أشعر بأننى فى مأمورية وطنية، وأنى أتحدث بلغة قريبة من الناس.

والبرنامج كانت به ٣ مذيعات، وبه فقرة عن الطبخ، وكنا نلعب أدوارًا مختلفة، ونستطيع مناقشة أى قضية، وأنا أحب الطبخ، ولا مانع لدىّ فى أن أتحدث عن «وصفة الفتة»، لأن جذورى ريفية وعشت بحى شعبى، وكل هذا انصهر فى البرنامج، فقد كنت مشغولة طوال الوقت بمصر، وأتحدث مع ناس ربما لا يفضلون قراءة المقالات.

وبعد شهر واحد من عرض برنامج «الستات ما بيعرفوش يكدبوا» سافرت إلى مرسى مطروح، وجلست على الشاطئ فوجدت سيدات يتحدثن معى، ويقُلن لى: «إنتِ اللى فى التليفزيون»، فأدركت وقتها سطوة الإعلام.

■ ما تقييمك لتعرض الدولة المصرية لكل هذه الحروب الفكرية؟

- الشعب المصرى أجمل وأجدع شعب فى الدنيا، رغم أنه قد يبدو عليه غير ذلك أحيانًا، فنحن لدنيا ذكاء جينى وورثنا الحضارة القديمة، وهى جزء من أرواحنا، والعالم كله تربص بمصر منذ أول التاريخ وحتى آخره، ومن المؤكد أن لدينا سرًا فظيعًا لا نعرفه، فنحن شعب ورثنا حضارة لم تتركنا.

ويوجد لدينا أشخاص بسطاء لديهم ذكاء جينى يفوق أجهزة الكمبيوتر، ونحن ما زلنا نستخدم كلمات فرعونية فى العامية المصرية، وهى كلمات ظلت معنا لأننا شعب عظيم، لذا تتم محاربتنا فى وعينا، فى محاولة لإشعار المصريين بـ«الدونية».

ولذلك، تتعرض الدولة المصرية طوال الوقت لحروب فكرية وسياسية، لكنها دائمًا ما تقف ثابتة، حتى ولو على قدم واحدة، لأن وقوع مصر كدولة يُحدث كارثة فى الكوكب بأكمله.

ومنذ يوم ٣٠ يونيو ٢٠١٣، قرر المصريون مواجهة هذه الحروب الفكرية والوقوف على الأرض بأقدام ثابتة، فمصر تمتلك أفضل المشروعات والمدن والمؤسسات العمرانية الحديثة، بجانب الفنون والتراث والحضارة العريقة، وفى فترة حكم جماعة الإخوان الإرهابية اكتشف المصريون مدى الخطورة التى يتعرضون لها، وقرروا التصدى لها بشكل شخصى.

■ فى رأيك ما دور الإعلام فى مواجهة الأفكار المتطرفة؟

- الدولة المصرية تسير حاليًا فى طريق يليق بقيمة مصر، ففى التجارب التاريخية التى درسناها فى المرحلة الابتدائية- فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر- كانوا يقولون لنا فى مادة «التربية القومية» إن التجربة الناصرية لا تظلم جيلًا على حساب جيل آخر، بينما فى الصين هناك أجيال ظُلمت لصالح البناء على حساب الأجيال القادمة التى ستستمتع بالبناء.

وملخص الفكرة هى أنك إذا كنت تمتلك موارد محدودة ومشكلات كبيرة، بالإضافة إلى عدد سكانك الكبير وسعيك للعمل فى مليون اتجاه، فمن المؤكد أنك ستواجه صعوبات عدة خلال رحلتك التنموية، فالمواطن المصرى مستعد تمامًا لأن يتحمل فى حياته الشخصية كل الصعوبات من أجل الوصول إلى نتيجة حتمية. وحين تعد الدولة المصرية طريقًا جديدًا فمن الطبيعى أن الاستهلاك الشخصى للبنزين سيقل، وغضبك من الزحام فى الشوارع سيقل، ومعدل الحوادث سينخفض لأن الطريق أصبح آمنًا، وكل ذلك لمصلحة المواطن المصرى فى المرحلة الحالية، وهذا هو دور الإعلام المصرى المحورى فى نشر الوعى ومحاربة الأفكار المتطرفة التى تحاول اختراق المصريين.

■ كيف تقيّمين ملف «تمكين المرأة» فى عهد الرئيس السيسى؟

- أعمل على قضايا المرأة منذ سنوات طويلة، وفى عام ١٩٨٩ كتبت بحثًا، تم تقديمه فى مؤتمر المحامين العرب فى دمشق، عن عدم توظيف المرأة فى القضاء المصرى، وحين تقدمت بالورقة البحثية فوجئت بقدوم القاضيات التونسيات والجزائريات والسوريات وتساؤلهن عن أسباب عدم توظيف النساء بالقضاء المصرى. وحين تولى الرئيس السيسى حكم مصر اتخذت القيادة السياسية قرارًا تاريخيًا بأن تعمل النساء فى كل الهيئات القضائية، دون تمييز، فغرقت فى البكاء وقتها لأن يقينى هو أن هذا هو ما يليق بمصر.

والمرأة فى عهد الرئيس السيسى أصبحت لديها أحلام متنوعة، وأصبحت مطمئنة حول مستقبلها فى المجتمع المصرى، وفكرة تمكين المرأة المصرية ليست مجرد فكرة نظرية، بل فكرة تخلق مجتمعات سوية، وتتصدى للترويج لمميزات الرجل عن المرأة، وصولًا إلى المساواة فى الحقوق والواجبات السياسية والاجتماعية والوطنية، وهذا ما حدث بالفعل فى عهد الرئيس السيسى.

 

■كيف رصدت لحظة تولى الرئيس السيسى الحكم؟

- قبل أحداث ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، وظهور الرئيس عبدالفتاح السيسى بشهور عدة، كنت واثقة تمامًا من أن مصر ستأتى بزعيم تاريخى لن يقبل بسرقة هوية مصر، وكتبت ذلك عبر صفحتى الشخصية على موقع «فيسبوك»، ووجهت النصيحة للسير خلف الرئيس الجديد بكل ثقة؛ لأنه سيأتى فى لحظة تاريخية وضرورية. وقد كنت متأكدة أيضًا من أن مصر تُعد زعيمًا جديدًا لديه الجاهزية التامة لقيادة الدولة المصرية فى ظل الظروف الصعبة التى تعيشها، وحينها ظهر الرئيس السيسى فى الصورة، واتخذ أول قرار مصيرى فى ١٣ نوفمبر ٢٠١٢، وكان حول منع تملك الأجانب أراضى فى سيناء. 

ومنذ ذلك اليوم كنت مطمئنة للغاية حول مستقبل الدولة المصرية، وأن حكم جماعة الإخوان الإرهابية سينتهى فى أقرب فرصة، وكنت أدون كل ملاحظاتى حول هذا الأمر بمدونتى الخاصة، حتى إن بعض الأشخاص اتهمونى بـ«الهذيان» حينها، ولكن يقينى بالمصريين والدولة المصرية جعلنى أفكر بهذه الطريقة.