رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في عيدها.. قصة القديسة جوبنيت الناسكة خادمة الفقراء والمرضى

كنيسة
كنيسة

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية اليوم، بعيد تذكار رحيل“القديسة جوبنيت الناسكة خادمة الفقراء والمرضى”،ويعني اسمها باللغة الايرلندية بـ"المتكلمة ".

وُلِدت "جوبنيت" في القرن الخامس الميلادي، بمقاطعة كلير، بأيرلندا، لعائلة مسيحية، وهي شقيقة القديس "أبان" الناسك.

ليس معروف الكثير عن عائلتها، لكن وفقًا لرواية حياتها بكتاب “السنكسار”، فإن أفراد عائلتها كانوا دائمي النزاعات، وقد خلوا من الحبّ والتفاهُم، وكان ذلك سبب انزعاج وألم دائم للصبية جوبنيت، مما دفعها للهرب من حياة الكراهية وسطهم إلى مكان منعزل تجد فيه سلامها، هو إينيش إير في جزر آران، غرب أيرلندا.

قضت جوبنت حياة نُسكية خدمية  منذ شبابها  في دير بايرلندا، وكانت تُقسِّم الوقت بين الصلاة والتأمل، وبين خدمة المحتاجين من الفقراء والمرضى. وبعد فترة إنضمّ إليها شقيقها الأكبر "أبان" الذي وضع حجر الأساس لحياة ديرية لها ولمن تبعنها على طريق التكريس من السيدات والفتيات، وجعلها رئيسة لهذا الدير.

حاولت جوبنيت أن تصنع نشاط إقتصادي يساعد في نفقات ديرها، ويصلح أيضًا كموضوع للتأمل الروحي لها وللناسكات، في أهمية العمل والنشاط المُستمر على مثال النحل، فأقدمت على تكوين منحل لإنتاج شهد عسل النحل.

خدمة المرضى الفقراء

خلال خدمتها للمرضى الفقراء كانت تقدم لهم قدر من شهد عسل النحل كنوع من التغذية، وكذلك تستخدمه في تضميد جراح مصابين. وكثيرًا ما نالت تهكُّمًا من البعض، الذين كانوا يعتقدون أنها تقدِّم هذا الشهد كنوع من التبرُّك أو لنوال المرضى شفاء مُعجزي، لكنها في حقيقة الأمر لم تكن تقصد سوى تقديم مساعدة عينية، ويشاء التدبير الإلهي أن يكون عسل منحلها سببًا في إنقاذ عدد غير قليل من الموت بوباء الطاعون الذي ضرب منطقة باليڤوني (إحدى مناطق مقاطعة كورك) لفترة.

كذلك فإنها عُرِفَت بقدرتها على التفاهُم مع النحل إلى حدّ أنه كان يطيعها فيما تأمر به، ويُذكَر أنها أطلقت سرب من النحل ليحجب الرؤية عن قاطع طريق كان في طريقه ليفرّ بعدد من رؤوس الماشية التي سرقها من باليڤوني. وبالفعل حجب النحل الرؤية وأخاف اللص لدرجة أنه انسحب تاركًا الماشية. بعدها أمرت جوبنت النحل بالعودة للمنحل فعاد على الفور.

ظلَّت الناسكة جوبنت في باليڤوني، حتى توفيت بعطر القداسة حيث دُفِنَت في ديرها،و هي شفيعة عمال المناحل، ومصابي الطاعون، وهي أحد شفعاء أيرلندا، تُرسم في الأيقونات حاملة شمع العسل.