نظير عياد: تاريخ مجلة الأزهر على مدار 75 عامًا بـ40 ألف جنيه وسعرها الرسمى 2000 دولار (حوار)
هدفنا صد الفكر المتطرف والتواصل مع الشباب والاستماع إليهم وتحصينهم
يضم بين أركانه العشرات والعشرات من رواد معرض القاهرة الدولي للكتاب وفي أيام العطلات الرسمية، تكاد لا تستطيع التجول بين أركانه من شدة الزحام والإقبال من المواطنين، لما فيه من تلبية احتياجات الأسرة المصرية، يأتي إليه طلبة العلم من المصريين والوافدين، يجدون كل ما يريدونه في جناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55، لمعرفة المزيد والتفاصيل عن ما يقدمه الجناح، حاورت "الدستور" الدكتور نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، وإليكم نص الحوار..
معرض القاهرة الدولي للكتاب
ضجة بسبب مجلة الأزهر التي يقدمها الجناح وتجمع بين طياتها تاريخ الأزهر الشريف.. فماذا عنها؟
تعتبر مجلة الأزهر درة الجناح هذا العام، حيث يقدم الجناح نسخة كاملة من مجلة الأزهر منذ إنشائها؛ وحتى عام ٢٠٠٢، حيث تقع هذه النسخة في نحو ١٠٦ مجلدات، وتمثل عدد النسخ الصادرة من المجلة في ٧٥ عامًا، وتقدم بسعر زهيد 40 ألف جنيه للمجموعة كاملة، علما بأنها تباع إلكترونيا عبر مكتبة المنهاج التي قامت طباعتها بـ2000 دولار.
وقد صدر العدد الأول من مجلة الأزهر في عام 1349هـ = 1930م، وتضمُّ العديد من المقالات والموضوعات المتنوِّعة التي يكتبها فيها كبار علماء الأزهر ومصر والعالم العربي، وتناقش المجلة عددًا من الموضوعات المهمة في: علوم القرآن والسُّـنَّة، والشريعة الإسلامية وعلومها، والعقيدة والأخلاق، وقضايا التجديد، وغيرها من فروع العلم والثقافة.
يتميز جناح الأزهر بمشاركته معرض الكتاب في كل عام.. فما هي أبرز الفعاليات والأنشطة للجناح في عام 2024؟
في الحقيقة مشاركة الأزهر الشريف بجناح خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب كانت ولا تزال تجربة ناجحة، حيث تمثل هذه المشاركة إضافة مهمة وقوية خاصة على المستوى الفكري والثقافي، حيث يقدم الجناح مجموعة من الإصدارات الفكرية والثقافية البارزة التي تعالج قضايا مجتمعية تلامس واقع الناس، وتلبي احتياجات المعرفية المتنوعة كما أنها تجيب على كثير من الأسئلة التي تدور بخاطرهم فيما يتعلق بالقضايا المعاصرة وما يتعلق بها من مفاهيم تحتاج إلى توضيح وتدقيق.
ومشاركة الأزهر هي مشاركة لكل قطاعاته بما فيها مجمع البحوث الإسلامية، هيئة كبار العلماء، قطاع المعاهد الأزهرية، مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية، مكتب إحياء التراث بمشيخة الأزهر الشريف، مركز الأزهر للترجمة، حيث تتنوع الفعاليات والأنشطة التي يقدمها كل قطاع من هذه القطاعات بما يحقق التنوع الثقافي والفكري.
ما دور مجمع البحوث الإسلامية كقطاع من قطاعات الأزهر الشريف داخل الجناح؟
مجمع البحوث الإسلامية أحد قطاعات الأزهر العلمية والتي تتنوع مشاركته؛ حيث يشارك المجمع بمجموعة من الإصدارات العلمية، إضافة إلى الفعاليات المختلفة كالندوات والبانوراما وبعض مخطوطات مكتبة الأزهر المركزية، فإنها تمثل جهدًا مهما من جهود المجمع خلال العام، والذي يشارك بإصدارات جديدة في كل عام تضاف لسلسلته العلمية، انطلاقًا من مسئوليته العلمية واستكمالًا لرسالة الأزهر ورؤيته الفكرية والثقافية، إضافة لركن الفتوى.
ركن الفتوى دائما يشهد إقبالًا من جانب الجمهور فماذا عن دوره هذا العام؟
بالحديث عن ركن الفتوى بالجناح؛ يعد من أهم الأركان المتواجدة داخل جناح الأزهر، وهو أحد أهم الخدمات التي يقدمها الأزهر بمعرض الكتاب ويشارك فيه أعضاء لجنة الفتوى الرئيسة والفرعية من المفتين والمفتيات والفتوى الإلكترونية؛ حيث يشهد الركن كل عام إقبالًا كبيرًا من زوار الجناح، خاصة من الشباب والفتيات، وذلك لطرح استفساراتهم وشواغلهم على وعاظ وواعظات الأزهر المتواجدين داخل الركن.
ما أهم القضايا التي يتناولها المجمع من خلال إصداراته في المعرض هذا العام؟
الإصدارات العلمية التي تقدمها قطاعات الأزهر الشريف وليس مجمع البحوث الإسلامية فقط تعمل على نشر الثقافة العامة وتصحيح المفاهيم وترسيخ القيم الأخلاقية السليمة، والتي على رأسها محاربة الإشاعات والرد على الشبهات التي تروجها الجماعات التكفيرية والتيار الإلحادي ومعالجة العديد من القضايا التي تشغل بال الكثير من الناس، وبالنسبة للمجمع لدينا ثلاث سلاسل هي إصدارات السلسلة العلمية لمجمع البحوث الإسلامية وسلسلة إحياء التراث الإسلامي وسلسلة الرسائل العلمية، والتي تعالج الكثير من القضايا والمشكلات المجتمعية والفكرية التي يعاني منها المجتمع؛ نتيجة انتشار تيارات العنف والتطرف، حيث تعالج هذه الإصدارات تلك القضايا بمنهجية أزهرية وسطية.
في ختام أيام المعرض.. كيف تقيمون الاستجابة والإقبال على جناح الأزهر وإصداراتكم في المعرض؟
ظهرت تلك الاستجابة من خلال التواجد الفعلي للجمهور داخل جناح الأزهر وخاصة ركن بيع الكتب والذي يشهد زحامًا طوال اليوم على مدار فترة المعرض، كما يتم تقييم الإقبال من خلال عدد ونوعية الكتب التي تم بيعها للجمهور بمختلف توجهاته الفكرية والثقافية، كذلك ركن الفتوى، والندوات، وركن المخطوطات، وركن الأنشطة الطلابية لقطاع المعاهد الأزهرية، وركن الطفل ومجلة نور.
ما أبرز الكتب والمؤلفات التي تقدمونها في المعرض؟
يقدم المجمع هذا العام عددا من الإصدارات الحديثة، والتي تبلغ حوالي ٥٠ عنوانا جديدا، بالإضافة إلى إصداراته السابقة، وهذه الإصدارات تتنوع من حيث المضمون ومن حيث الحجم، فلدينا التفسير الوسيط والذي يقدم لمجموعة من العلماء في حوالي 10 مجلدات، بالإضافة إلى صفوة البيان لمعاني القرآن للشيخ حسنين محمد مخلوف، مجموعة من الكتب والدراسات حول التصوف وأئمته، مواجهة الأوبئة في الفكر الإسلامي والأزهر والقضية الفلسطينية وهو عبارة عن بحوث مختارة من مؤتمرات مجمع البحوث الإسلامية وتصدر في ٤ مجلدات، والأعمال الفلسفية الكاملة للدكتور محمد غلاب، والتي تقع في 11 مجلدا، والعسل المصفى في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في ٣ مجلدات، وغير ذلك من إصدارات تعالج قضايا متخصصة يحتاج إليها الجميع.
ما آلية التنسيق والتعاون بينكم وبين الجهات الأخرى المشاركة في المعرض سواء على المستوى المحلي أو الدولي؟
المجمع كمؤسسة من مؤسسات الأزهر الشريف حريص على المشاركة المجتمعية بجميع أنواعها في عملية التوعية للمجتمع المصري وخاصة الشباب؛ في تلك المرحلة المهمة التي تحتاج أن نكون جميعًا على درجة عالية من الوعي بكل ما يدور حولنا، وإدراك قيمة الانتماء للمجتمع والوطن، وأهمية تحقيق ذلك عمليًا على أرض الواقع من خلال أخلاقنا وإخلاصنا في عملنا، ولذلك يتم التنسيق والتعاون مع مختلف الجهات سواء داخل مصر أو خارجها في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.
