رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ولدت هناك ولدت هنا.. رواية مريد البرغوثى عن فلسطين والزيتون ورائحة الشعر

غلاف ولدت هناك ولدت
غلاف ولدت هناك ولدت هنا

ولدت هناك ولدت هنا، هي رواية ذاتية للكاتب الفلسطيني مريد البرغوثي، وتعد الرواية  التى صدرت عام 2009 هى الجزء الثانى من رواية رأيت رام الله. 


ويحكي البرغوثي في روايته ولدت هناك ولدت هنا عن رحلته إلى فلسطين بصحبة ابنه تميم، بعدما حصل على إذن الدخول ولم الشمل الذي أنهى  روايته رأيت رام الله، بتقديم هذا الطلب للسلطات الفلسطينية التي ستقوم بدورها بتقديمه للسلطات الإسرائيلية المحتلة. 

 تصوير الواقع في الأراضي الفلسطينية المحتلة

استطاع مريد البرغوثى ببراعته وقدرته على العجيبة على السرد الواقعي أن يجعل القارئ جزء من هذا الرواية، يتجول فى مسقط رأسه دير غسانه في رام الله، ويعانى مما يعانيه مريد وتميم من توترهما فوق الجسر الفاصل بين الأردن وفلسطين وهما ينتظران أختام الجنود الإسرائيليين على هوياتهما، كما يدفعك دفعا لتذوق زيت الزيتون والمسخن والتين ويجعلك ترى حوارى رام الله المقهورة تحت وطأة الاحتلال ثم يذهب بك إلى الطريق الفاصل بين القدس ورام لترى المسجد الأقصى الأسير دون القدرة على الصلاة فيه والترجل فى حواريه العتيقة.


تفاصيل الرواية 

يبدأ مريد البرغوثى روايته ولدت هناك ولدت هنا، برحلته العجيبة داخل سيارة أجرة بداخلها سبعة ركاب كان هو الصامت الوحيد بينهم،  يقود السيارة سائق محترف اسمه محمود يتمكن من الوصول إلى حيفا بطرق احتيالية لينجو من رشاشات المحتل الاسرائيلى،  لم تخل الرحلة من الطرفة بين الفلسطينيين برغم الصعوبات وبرغم الخوف والقهر وكأنهم يسخرون من واقعهم او من ذاك الوحش الرابض فوق صدورهم  ليقولون له طز.

 قصة السائق محمود

 ويعد الفصل الأول الذى سماه البرغوثي باسم السائق بعيدا عن الرحلة التى كانت هى أصل الرواية، وكان من الممكن أن يجعل المؤلف  هذا الفصل قصة قصيرة منفصلة او يكمله رواية،  ولكن برغم هذا البون بين قصة السائق محمود والرواية إلا أن هناك ثمة رابط بينهما وهو الأرض الفلسطينية وعذابات الرحلة. لذا لم يكن الفصل الأول نشازا. 

 دخول رام الله

ثم يدخل بنا مريد البرغوثى إلى بيت القصيد حيث يقف هو وابنه مريد الذى وصل إلى عامه الواحد والعشرين فوق الجسر فى انتظار التأشيرات الاسرائيلية ويبين مدى خوفه على ابنه الذى فاق خوفه على نفسه، يمر الأمر بسلام برغم المنغصات، فيتمكن الوالد وابنه من دخول رام الله ليلمس تميم أرض بلاده التى عشقها ولم يرها من قبل.  هاهو تميم فى فلسطين التى سمع عنها وحملها فى قلبه ووجدانه فحفظ أغانيها وكتب فيه أشعاره وكأنه نبت فى أرضها المقدسة. هاهو تميم ينشد أشعاره وأغانيه فى دير غسانه بين أهله الذين فرقت بينهم الغربة بل فرق بينهما بطش المحتل ووهن العرب.

سأل تميم والده فى أى غرفة من هذا البيت ولدت يا ابى قال ولدت هنا. تلك العبارة التى حرم منها مريد الرغوثى ثلاثين عاما لقد كان قبل هذا اليوم يقول ولدت هناك.

 

عبده المصري: جائزة معرض الكتاب لكل جيل الثمانينيات.. والثقافة حائط صد ضد هدم الإنسانية (حوار)