رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسوأ كوابيس إسرائيل قيد التحقق.. أمريكا وبريطانيا على مسار الاعتراف بدولة فلسطين

بلينكن
بلينكن

طلب وزير الخارجية الأمريكي، توني بلينكن، من وزارة الخارجية إجراء مراجعة وتقديم خيارات سياسية بشأن اعتراف الولايات المتحدة والعالم المحتمل بدولة فلسطينية بعد انتهاء الحرب في غزة، حسبما قال مسئولان أمريكيان مطلعان على هذه القضية.

ويأتي التحرك الأمريكي بعد أن ألمح ديفيد كاميرون، وزير الخارجية البريطاني، إلى أن المملكة المتحدة تدرس أيضًا الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهي الخطوة التي من شأنها أن تحرج إسرائيل وتجبرها على المضي قدمًا في مسار إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

الولايات المتحدة وبريطانيا تستعدان للاعتراف بالدولة الفلسطينية

وبحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي، فإن دراسة الإدارة الأمريكية مثل هذه الخيارات والاعتراف بالدولة الفلسطينية، تكشف التحول في استراتيجية البيت الأبيض تجاه القضية الفلسطينية التي ظلت طيلة سنوات طويلة قضية حساسة.

وتابع أنه لعقود من الزمن، كانت سياسة الولايات المتحدة هي معارضة الاعتراف بفلسطين كدولة سواء على المستوى الثنائي أو في مؤسسات الأمم المتحدة، والتأكيد على أن الدولة الفلسطينية لا ينبغي أن تتحقق إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

وقال مسئول أمريكي كبير إن الجهود المبذولة لإيجاد طريقة دبلوماسية للخروج من الحرب في غزة فتحت الباب أمام إعادة التفكير في الكثير من النماذج والسياسات الأمريكية القديمة.

وأشار الموقع إلى أن إدارة بايدن تربط التطبيع المحتمل بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية بإنشاء مسار لإقامة دولة فلسطينية كجزء من استراتيجيتها بعد الحرب، وتستند هذه المبادرة إلى الجهود التي بذلتها الإدارة قبل 7 أكتوبر للتفاوض على صفقة ضخمة مع المملكة العربية السعودية تضمنت اتفاق سلام بين المملكة وإسرائيل.

وقد أوضح المسئولون السعوديون علنًا وسرًا منذ 7 أكتوبر أن أي اتفاق تطبيع محتمل مع إسرائيل سيكون مشروطًا بإنشاء مسار "لا رجعة فيه" نحو إقامة دولة فلسطينية.

وقال المسئول الأمريكي الكبير إن البعض داخل إدارة بايدن يعتقد الآن أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ربما ينبغي أن يكون الخطوة الأولى في المفاوضات لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بدلًا من الخطوة الأخيرة.

وأوضح الموقع أن ثمة عدة خيارات للتحرك الأمريكي بشأن هذه القضية، بما في ذلك: الاعتراف الثنائي بدولة فلسطين، من خلال عدم استخدام حق النقض "الفيتو" لمنع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من الاعتراف بفلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، وتشجيع الدول الأخرى على الاعتراف بفلسطين.

وقال مسئولان أمريكيان إن مراجعة الخيارات المتعلقة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية هي إحدى القضايا العديدة التي طلب بلينكن من وزارة الخارجية النظر فيها.

وأضاف المسئولان الأمريكيان أن بلينكن طلب أيضًا مراجعة الشكل الذي ستبدو عليه الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح بناءً على نماذج أخرى من جميع أنحاء العالم.

وفكرة الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح هي فكرة اقترحها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عدة مرات بين عامي 2009 و2015، لكنه لم يشر إليها في السنوات الأخيرة.

وقال مسئول أمريكي إن الغرض من هذه المراجعة هو النظر في الخيارات المتعلقة بكيفية تنفيذ حل الدولتين بطريقة تضمن الأمن لإسرائيل.

وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إن "السياسة الأمريكية طويلة الأمد هي أن أي اعتراف بالدولة الفلسطينية يجب أن يأتي من خلال مفاوضات مباشرة بين الطرفين، وليس من خلال اعتراف أحادي الجانب في الأمم المتحدة. وهذه السياسة لم تتغير".

وعلى جانب آخر، قال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، في وقت سابق من الأسبوع الحالي، إن المملكة المتحدة تدرس الاعتراف بفلسطين كجزء من خططها لليوم التالي للحرب في غزة وكوسيلة لإعطاء الفلسطينيين أفقًا سياسيًا.

وتابع: "سننظر- مع حلفائنا- في مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بما في ذلك في الأمم المتحدة.. قد يكون ذلك أحد الأشياء التي تساعد على جعل هذه العملية لا رجعة فيها".

وأكد الموقع الأمريكي أن تلك الخطوات تعارض رفض نتنياهو، الذي عارض منذ فترة طويلة حل الدولتين، مؤخرًا الدعوات المطالبة بالسيادة الفلسطينية، وتعارض إسرائيل بشدة أي اعتراف بالدولة الفلسطينية من قبل دول منفردة أو في الأمم المتحدة.