رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القراءة.. والاستنارة!!

بدأ منذ أيام معرض القاهرة الدولي للكتاب، وهو يُعد من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، وفي عام ٢٠٠٦ أُعتبر ثاني أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، ويزور المعرض حوالي مليوني شخص سنويًا.
ولا يمكن لعاقل أن ينكر قيمة القراءة، فإذا سألت شخصا  ناجحًا:
ما الشيء الأكثر شيوعًا لدى الأشخاص الناجحين؟ لكان جوابه على الفور ودون أدنى شك هو "القراءة"، فبيل جيتس، الرجل الذي أطلق مايكروسوفت كان يقرأ ٥٠ كتابًا سنويًا، والنتيجة أنه أصبح ثاني أغنى شخص في العالم، فالقراءة تعطي متعة لا تضاهى،  في كتاب تيم وينتون، يقول بطل الرواية: "أحببت الكتب – لأنها تمنحني الراحة والخصوصية وكلما غرقت فيها شعرت بالحرية".
وعلى مر السنين، أثبت الكثير من الأبحاث أن قراءة الكتب تساهم بشكل كبير في الذكاء العام للشخص، فالكتب تحتوي على كنوز مخفية، وكلما قرأت وجدت المزيد من هذه الكنوز.  والقراءة تنقلنا إلى عوالم لن نراها أبدًا، وتعرّفنا على أشخاص لن نلتقي بهم أبدًا، وتغرس العواطف التي قد لا نشعر بها أبدًا. تفتح  القراءة وجهات نظر وزوايا جديدة، وتمكننا من التعرف على كيفية رؤية الآخرين للعالم، كما تمكننا من اكتساب المهارات.
وفي حقيقة الأمر ليست كل الكتب مفيدة وبناءة، فهناك كتب تدمر العقل وتحطم الفكر وتروج للشعوذة والخرافات، وهناك الكثير من الكتب التي تروج للعنف والإرهاب وكراهية الآخر المغاير، وهناك كتب تروج للتخلف ومن يقرأها يزداد تخلفا مثل هذه الكتب تضيع الوقت والمال ولا جدوى من قراءتها، لذا يجب على المرء أن ينتقي ما يقرأ من أجل بنيان عقله وفكره، فالكتاب الذي لا يسهم في زيادة مساحة الاستنارة لدى القارئ ورفع مستوى وعيه لا قيمة له، فقد قيل لأرسطو: كيف تحكم على إنسان ؟ فأجاب: أسأله كم كتابا يقرأ وماذا يقرأ؟
وأكد بياردو لاغورس على هذه الحقيقة فقال:
قل لي ماذا تقرأ أقل لك من أنت.
وقال مصطفى صادق الرافعي:
"ليكن غرضك من القراءة اكتسابُ قريحةٍ مستقلّة، وفكرٍ واسع، وملكةٍ تقوّى على الابتكار، فكلّ كتاب يرمي إلى إحدى هذه الثلاث فاقرأه".
وعن أهمية القراءة والكتب.. قال عباس العقاد: اقرأ كتابًا جيدًا ثلاث مرات أنفع لك من أن تقرأ ثلاث كتب جيدة.  وقال أيضا:
يقول لك المرشدون: اقرأ ما ينفعك ولكني أقول: بل انتفع بما تقرأ.
يقول مثل صيني:
الكتاب نافذة نتطلع من خلالها إلى العالم.
وقال مونتسكيو:
حب المطالعة هو استبدال ساعات السأم بساعات من المتعة.
وقال إمرسون:
الكتب هي الآثار الأكثر بقاء على الزمن.
ويقول مثل ألماني:
لا ينمو الجسد إلا بالطعام والرياضة، ولا ينمو العقل إلا بالمطالعة والتفكير.
قال دو بوفير:
اقرأ قليلا ولكن استوعب كل كلمة قرأتها.
قال أوليفر سميث:
عندما أقرأ كتابا للمرة الأولى أشعر بأني قد كسبت صديقا جديدا، وعندما أقرأه للمرة الثانية أشعر بأني ألتقي صديقا قديما.
قال بيتشر:
إن المكتبة ليست من كماليات الحياة ولا من لوازمها ولا يحق لإنسان أن يربي أولاده بدون أن يحيطهم بالكتب.
وقال ديبارو:
الكتاب صديق لا يخون.
ومن أجل التشجيع على الاستنارة..
اعتزمت البرازيل تقديم طريقة جديدة لنزلاء سجونها الاتحادية المكتظة  لتخفيف مدة عقوبتهم من خلال خصم أربعة أيام من مدة العقوبة، مقابل كل كتاب يطالعونه. 
وأعلنت الحكومة أن النزلاء في أربعة سجون اتحادية تضم بعضا من أعتى المجرمين في البرازيل ستتاح لهم قراءة ما يصل إلى ١٢ عملا في الآداب والعلوم والفلسفة والكلاسيكيات، لخفض مدة أقصاها ٤٨ يوما من مدة عقوبتهم كل عام. 
وإن السجناء سيكون لديهم ما يصل إلى أربعة أسابيع لقراءة كل كتاب وكتابة مقال ويجب أن يستخدم كاتب المقال الفقرات بشكل سليم، كما يجب أن يخلو من الأخطاء ويستخدم الهوامش ويكون واضحًا.
وستقرر لجنة خاصة أي السجناء يمكنهم المشاركة في برنامج أطلق عليه اسم "الخلاص بالقراءة". 
وقال المحامي أندريه كهدي من ساو باولو والذي يشرف على مشروع التبرع بكتب للسجون "يمكن لأي شخص أن يغادر السجن، وهو أكثر استنارة وبرؤية أوسع للعالم.