رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كبسولة فلسفية| محمد جاد الله يكتب: علم الكلام

محمد جاد الله
محمد جاد الله

دار حول هذا المصطلح جدل واسع، وجاءت آراء كثيرة تتعلق بتعريفه، ومن تلك الآراء ذهب ابن خلدون إلى تعريفه بأنه «العلم الذي يتضمن الحجاج عن العقائد الإيمانية بالأدلة العقلية والرد على المبتدعين المنحرفين في الاعتقادات من مذاهب السلف وأهل السنة». 


وأطلق آخرون على هذا العلم مسميات، منها ما أورده البعض عن أبي حنيفة فقد سماه بـ«الفقه الأكبر» وسمي علم الكلام، بأصول الدين، وسُمي كذلك بـ«علم النظر والاستدلال»، أما سبب تسميته بعلم الكلام لدأب أكثرهم في الحِجاج بقولهم: «الكلام في كذا» ويقوم عبر تحققه بإدارة الكلام بين الجانبين، وجاء التعريف الآخر بصوف علم الكلام بـ«أداة الدفاع» عن العقائد وإثباتها تجاه من يدعي بطلانها أو مناقضتها سواء كان من تُبّاع الدين أو من الساعين لإبطال قواعده وقوانينه.


عزيزي القارئ ولكي يتضح لنا المصطلح بشكل مبسط ودقيق، سنستعين بما قدمه لنا الأستاذ الدكتور فيصل عون، في مؤلفه «علم الكلام ومدارسه». حيث قدم لنا بعبارات ماسية، وأسلوب ماتع، شرح جامع مانع للفرع والمذاهب الكلامية لتكون خير مُعين للقارئ لفهم هذا الفكر الإسلامي الخصب.


يفتتح الدكتور فيصل مؤلفه بحديثه عن المصطلح باللغة الإنجليزية وهو Theology، ويقول في معرض حديثه، أن اللفظ الأجنبي الذي ابتدعه دي بور في كتابة «تاريخ الفلسفة في الإسلام» والرأي الشائع بأن علم الكلام نشاء عند المعتزلة في أثناء بحثهم في صفات الله. كما سُمي علم الكلام بعلم التوحيد والمشتغلين بهذا العلم سموي تارة بالمتكلمين وتارة أخري بعلماء التوحيد وكان الهدف والغاية من ذلك العلم هو الدفاع عن الدين.
وقال الإمام أبو حامد الغزالي: لما نشأت صنعة الكلام، وكثر الخوض فيه... تشوق المتعلمون إلى المحاولة بالذب عن السنة بالبحث عن حقائق الأمور، وخاضوا بالبحث في الجواهر والأعراض وأحكامها. ولكن لم يكن ذلك مقصد علمهم ولم يبلغ كلامهم الغاية القصوى. وقد عرفه الفارابي أيضا بأنه: ملكة أو صناعه يقتدر بها الإنسان على نصرة الآراء والأفعال التي صرح بها واضع الملة (الدين) وتزييف كل ما خالفها بالأقاويل.
إذًا فكما رأينا أن علم الكلام علم راسخ مدين بوجود الدين الإسلامي، أي أن الدين الإسلامي تولد منه علم الكلام. وننتهي من هذا كله إلى أن هناك آراء كثيرة لذلك العلم ويرجع ذلك إلى أن علم الكلام، أحد أبرز العلوم الإسلامية الذي يهتم بمبحث العقائد الإسلامية وإثباتها بالأدلة العقلية والنقلية.