رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من روائع الادب العالمى

رأيت رام الله.. رواية الكاتب الفلسطينى مريد البرغوثى عن الأحلام المؤجلة

رواية رأيت رام الله
رواية رأيت رام الله

رأيت رام الله 
ثمة بون واسع بين من كاتب يكتب من أجل التسلية، وكاتب يكتب من أجل قضية، كما أن هناك بون  واسع بين  كاتب يكتب عن قضية غيره وكاتب يكتب  عن قضيته،أو  بمعنى أدق يكتب قضيته بخط يده المكبلة بفعل القهر والظلم والمنافى البعيدة، لذا جاءت رواية رأيت رام الله للكاتب والشاعر الفلسطينى الكبير مريد البرغوثى طازجة مثل رغيف خبز أوقد عليه فى فرن فلسطينى وقعت عليه يد المحتل.

 استخرج مريد البرغوثى فى روايته رأيت رام الله كل الأوجاع التى حاصرته فى القاهرة والكويت والأردن  ولبنان وبودابست، لذا كانت حروفه المغموسة فى الشعر مغموسة فى ماء الوجع، فاستطاع برشاقة قلمه أن يصور ٱلام الفلسطينيين المشتتين فى بقاع الأرض بسردية بسيطة ترتدى عباءة السهل الممتنع، رصد مريد البرغوثى من خلال سطوره أوجاع الفلسطينيين على اختلاف مشاربهم،وأعمارهم وثقافاتهم فى الداخل والخارج، ليرسل صورة للعالم الكاذب يقول فيها إننا مثل باقى البشر لنا حق فى الحياة، لنا حق فى العودة إلى بلادنا المغتصبة، لنا حق فى الحلم والحرية والحب ولم الشمل  . لم يخاطب مريد البرغوثى فى روايته رام الله هيئة الأمم ولا مجلس الأمن، بل خاطب الضمير الانسانى الغائب الذى تجاهل أيامه المشتته  وبعده عن أمه وأبيه واخوته وزوجته وابنه  الوحيد، وقريته دير غسانه. كما وجه اللوم إلى الساسة العرب الذين خضعوا لسياسة الأمر الواقع بعد أن استمرأوا سياسة الأحلام المؤجلة والحرية المؤجلة، والاستقلال المؤجل والفرحة المؤجلة. 


تفاصيل القصة 
تبدا القصة من الجسر الفاصل بين الأردن والأرض المحتلة، فلسطين، الضفة، رام الله، دير غسانه، يحكى البرغوثى عن القاهرة عام 1967 حين كان طالبا فى جامعة القاهرة يدرس اللغة الإنجليزية فى كلية الأداب، فوقعت النكسة فلم يتمكن من العودة إلى وطنه بعد احتلال الضفة وغزة، ليجد نفسه منفيا ولا يحق له العودة فيذوق الأمرين ولا يسرى عنه إلى حبيبته الكاتبة رضوى عاشور زميلته فى الجامعة والتى أضحت بعد ذلك زوجته ووالدة ابنه تميم، يتذكر مريد وهو فوق الجسر منتظرا ختم الجندى الاسرائيلى الذى سيسمح له بالدخول خروجه من مصر منفيا بعد اعتراضه على اتفاقية كامب ديفيد، تاركا زوجته وابنه الذى لم يكمل عامه الأول، ثم يتذكر صديقيه غسان كنفانى وناجى العلى ود لو ان يد الغدر لم تصل إليهما ود لو كانا معه الأن يلمسون بأكفهم تراب فلسطين الذى حلموا باستنشاقه كثيرا.
بعد اجراءات معقدة تمكن مريد من الدخول إلى رام الله التى تغيرت بعض ملامحها ثم استعرض مبانيها وأزقتها وحكايات أهلها الذين قضوا والذين مازالوا على قيد الحياة. 
قدم مريد طلبا للم الشمل يطلب فيه من السلطات الفلسطينية التى ستحيل الأمر إلى سلطات المحتل أن يقيم فى دير غسانه  هو وزوجته وابنه تميم الذى وصل إلى العشرين والذى يهيم عشقا برام الله دون أن يراها،  ويقول مريد ليس مهما ان يوافقوا على الطلب الٱن أو فيما بعد،لكننا سنعود، ليؤكد أن فلسطين فى القلب وأنها يوما ما ستعود لأهلها حين يعودون إليها.

اقرأ ايضًا..

برلمانيون يزورون سيمبوزيوم أسوان للنحت على الجرانيت