رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة اللاتينية تحتفل بحلول الأسبوع الثالث من زمن السنة

الكنيسة اللاتينية
الكنيسة اللاتينية

احتفلت الكنيسة اللاتينية في مصر بحلول الأسبوع الثالث من زمن السنة، وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: اعترف بذلك: لقد "قامَ مَلِكٌ جَديدٌ على مِصرَ". هو يسخّرك لتأدية أعماله ويجبرك على أن تصنع له الحجارة والطّين. هو يفرض عليك المراقبين والناظرين، وهو يقودك بالسوط والصولجان للقيام بأعمال الفلاحة ويجبرك على بناء المدن. هو يحثّك على أن تجوب العالم وتقلب الأرض والبحار لإرضاء شهواته وأهوائه.

لقد أدرك ملك مصر أنّ الحرب وشيكة. وشعر باقتراب مجيء "من يستطيع أن يخلع أصحاب الرئاسة والسلطان ويظفر بهم بجسارة ويسمّرهم على خشبة صليبه"؛ كما شعر بدنوّ ساعة سقوط شعبه. لذلك أعلن: "ها إنّ شعب بني إسرائيل أعظم منّا!"  أيمكنه أن يقول كذلك بشأننا وأن نشعر بأننا أقوى منه! كيف سيشعر بذلك؟ إذا لم أتلقّف الأفكار السيّئة والشهوات الخادعة التي يلهمني إيّاها؛ وإذا أبعدت عنّي "سهام الشرير المشتعلة بترس الإيمان"؛ وفي كلّ مرّة يوحي إلى نفسي، أقول له متذكّرًا المسيح ربّي: "اذهب يا شيطان! لأنّه مكتوب: للربّ إلهك تسجد وإيّاه وحده تعبد"...

لأنّ الربّ يسوع قد أتى... لإخضاع "أصحاب الرئاسة والسلطان والقوّة والسيادة" ولإعتاق أبناء إسرائيل من عنف أعدائهم... ليعلّمنا من جديد أن نرى الله بالرُّوح، وأن نترك أعمال الفرعون، وأن نخرج من أرض مصر، وأن نقلع عن عادات المصريّين البربريّة، "وأن نخلع كليًّا الإنسان القديم بعاداته ونلبس الإنسان الجديد الذي خُلق على صورة الله"، "وأن نتجدّد بلا انقطاع يومًا بعد يوم" على صورة الذي خلقنا، يسوع المسيح ربّنا له المجد والقوّة إلى دهر الداهرين، آمين.

هذا وتستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، للاحتفال بذكرى القديس العظيم أنطونيوس الكبير، وهو الراهب المصري، الذي نشأ في قرية قمن العروس، بمحافظة بني سويف عام 251، والذي يعتبره العالم "أب الأسرة الرهبانية" ومؤسس الحركة الرهبانية في العالم كله بالرغم من وجود حركات رهبانية سابقة له.

الجدير بالذكر أنه بحسب السيرة الذاتية للأنبا أنطونيوس، فقد ولد لوالدين غنيين، ومات والده فوقف أمام الجثمان يتأمل زوال هذا العالم، فالتهب قلبه نحو حياة النسك، وفي عام 269 م، إذ دخل ذات يوم الكنيسة سمع الإنجيل يقول: "إن أردت أن تكون كاملًا اذهب وبع كل مالك ووزعه على الفقراء، وتعال اتبعني" فشعر أنها رسالة شخصية تمس حياته، وعاد إلى أخته الشابة ديوس يعلن لها رغبته في بيع نصيبه وتوزيعه على الفقراء ليتفرغ للعبادة بزهد، فأصرت ألا يتركها حتى يسلمها لبيت العذارى بالإسكندرية، ومن ثم انطلق للتفرغ لحياة النسك الشديد.