رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تزامنا مع الاحتفال به.. لما يُحتفل بعيد الغطاس المجيد ليلا؟

الغطاس
الغطاس

تمر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بفترة احتفالات عيد الغطاس المجيد، والذي يعتبر ثالث الاعياد السيدية في عام 2024، بعد احتفالات الكنيسة بعيدي الختان المجيد في 15 يناير، والميلاد المجيد يوم 7 من نفس الشهر، اذ تضع الكنيسة الميلاد والغطاس في قائمة الأعياد السيدية الكبرى، بينما الختان في قائمة الأعياد السيدية الصغرى.

لما يُحتفل بعيد الغطاس المجيد ليلا؟

واجاب القمص إشعياء عبد السيد فرج  في كتاب طقس الأعياد السيدية الكبرى والصغرى  عن سؤال لماذا نحتفل بعيد الغطاس ليلًا؟، وقال إن مسيحي الشرق في الثلاثة أجيال الأولى كانوا يحتفلون بعيديّ الميلاد والغطاس معًا تذكارًا لظهور سر التثليث... ولكن لما تَعَيَّن اليوم الذي وُلِدَ فيه المخلص وكذلك يوم عِماده من مؤلفات اليهود التي جمعها يسطس الروماني ونقلها من أورشليم إلى رومية جعلوهما عيدين يحتفلون بهما في وقتين مختلفين اي في يومين مختلفين، ولكن في نفس الموعد ليلًا 

ومن ثم نقلوا هذه الفريضة إلى الغرب بواسطة المواصلات التي كانت بين مدن أسيا الصغرى وبلاد فرنسا.. كما شهد كاتبونوس وكان الغربيون ولا يزالون يقيمون في هذا اليوم (العيد) سجود المجوس الذين بواسطتهم أعلن المسيح ذاته للأمم ولا يزال بعض المؤمنين يعمدون أولادهم فيه أيضًا.

من جهة أخرى، ومن جانبه قال المتريبوليت إيروثيوس فلاخوس مطران كنيسة الروم الارثوذكس في نافباكتوس، في تصريح له على خلفية الاحتفالات، إن الذين يعتمدون ويُمسَحون يسّمون مسيحيين، لأنهم في نفس الوقت تلاميذ المسيح وقد أخذوا الميرون من الروح القدس. لا يبعِد أي من الأمرين الآخرَ لأننا تلاميذ المسيح بالنعمة التي نتقبلها من خلال الأسرار، بحسب ما يقول القديس نيقوديموس الأثوسي، يمكن تسمية كل المسيحيين مسحاء الرب، "الممسوحين بالميرون المكمّل" الذي يعني نعمة الروح القدس وشركته. إذا كان ملوك العهد القديم وكهنته وأنبياؤه يُدعون مسحاء الرب لأنهم كانوا يُمسَحون بزيت الطقوس غير الكامل، فكم بالحري أولئك الذين مُسحوا بالميرون المقدس؟ يكتب يوحنا الإنجيلي: "وَأَمَّا أَنْتُمْ فَالْمَسْحَةُ الَّتِي أَخَذْتُمُوهَا مِنْهُ ثَابِتَةٌ فِيكُمْ" (1يوحنا 27:2). ويؤكّد الرسول بولس: "الَّذِي خَتَمَنَا أَيْضًا، وَأَعْطَى عَرْبُونَ الرُّوحِ فِي قُلُوبِنَا." (2كورنثوس 22:1). المسح بالروح القدس، المرتبط باستنارة النوس وتنوره، هو عربون الروح وختم الله.

الجدير بالذكر أنه اعتاد باباوات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الراحل شنودة الثالث، والحالي تواضروس الثاني، على تقسيم فترات الأعياد بين القاهرة والإسكندرية، فيقضى بابا الكنيسة عيدي الميلاد المجيد، والقيامة المجيد في القاهرة، بينما يقضى احتفالات رأس السنة الميلادية وعيد الغطاس المجيد برفقة شعب الاسكندرية.