رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بابا الفاتيكان يدعو للصلاة من أجل وحدة المسيحيين

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس

وجّه بابا الفاتيكان البابا فرنسيس، نداءً قال فيه: "أعبر عن قربي وتضامني مع الضحايا، وجميعهم مدنيون، جراء الهجوم الصاروخي الذي أصاب منطقة حضرية في أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق المتمتع بحكم ذاتي. إن العلاقات الطيبة بين الجيران لا تبنى بمثل هذه الأفعال، بل بالحوار والتعاون. أطلب من الجميع تجنب أي خطوة تزيد من التوتر في الشرق الأوسط وفي سيناريوهات الحرب الأخرى".


وأضاف البابا فرنسيس، أنه غدًا يبدأ أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين، والذي يحمل هذا العام موضوع: "أحبب الرب إلهك وأحبب قريبك حبك لنفسك"، قائلًا: "أدعوكم للصلاة لكي يبلغ المسيحيون إلى الشركة الكاملة ويحملوا شهادة محبة جماعية تجاه الجميع، ولاسيما تجاه الأشخاص الأكثر هشاشة".
 

وكان قد أجرى قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الأربعاء، مقابلته العامة مع المؤمنين في قاعة بولس السادس بالفاتيكان، واستهل تعليمه الأسبوعي بالقول: نواصل مسيرتنا حول الرذائل والفضائل؛ ويعلمنا الآباء القدماء أن "الشيطان" الثاني، بعد الشراهة، والذي يتربّص دائمًا على باب القلب، هو شيطان الشهوة، في حين أن الشراهة هي شره إزاء الطعام، فإن الرذيلة الثانية هي نوع من "الشره" إزاء شخص آخر، أي الرابط المسمَّم الذي يحافظ عليه البشر مع بعضهم البعض، لاسيما في مجال الحياة الجنسية. ولكن لنتنبّه جيدًا: لا يوجد في المسيحية إدانة للغريزة الجنسية. إنّ أحد أسفار الكتاب المقدس، نشيد الأناشيد، هو قصيدة حب رائعة بين خطِّيبَين. ومع ذلك، فإن هذا البعد الجميل لبشريتنا لا يخلو من المخاطر، لدرجة أنّه وجب على القديس بولس أن يواجه هذه المسألة في الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس، إذ كتب: "لقد شاع خبر ما يجري عندكم من فاحشة، ومثل هذه الفاحشة لا يوجد ولا عند الوثنيين". يتعلق توبيخ بولس الرسول بشكل خاص بالإدارة غير السليمة للحياة الجنسية من قبل بعض المسيحيين.


تابع البابا فرنسيس يقول: ولكن لننظر إلى الخبرة البشرية، خبرة الوقوع في الحب. لماذا يحدث هذا السرّ، ولماذا يعتبر خبرة مؤثِّرة في حياة الأشخاص، لا أحد منا يعرف ذلك: إنها إحدى أكثر الوقائع المدهشة في الحياة. إنّ معظم الأغاني التي تسمعها في الراديو تدور حول هذا الموضوع: الحب الذي يلمع، الحب الذي نبحث عنه دائمًا ولا نبلغه أبدًا، الحب المليء بالفرح، أو الحب الذي يعذبنا وصولًا إلى الدموع.


وأضاف الأب الأقدس: إذا لم يتلوث بالرذيلة يكون الوقوع في الحب من أنقى المشاعر. يصبح العاشق سخيًّا، ويستمتع بتقديم الهدايا، ويكتب الرسائل والقصائد. يتوقف عن التفكير في نفسه ليمتدّ بالكامل نحو الآخر. وإذا سألتم عاشقًا لماذا يحب، فلن يجد إجابة: وفي كثير من النواحي، هو حب غير مشروط، وبدون أي سبب. لا يهم إذا كان هذا الحب، القوي جدًا، كان ساذجًا بعض الشيء أيضًا: فالعاشق لا يعرف حقًا وجه الآخر، ويميل إلى جعله مثاليًا، ويكون مستعدًا لكي يقدّم وعودًا لا يفهم وزنها على الفور. لكن هذه "الحديقة" التي تتكاثر فيها العجائب ليست في مأمن من الشر. فقد شوهها شيطان الشهوة، وهذه الرذيلة هي بغيضة بشكل خاص، لسببين على الأقل.