رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة المارونية في مصر تحتفل بحلول عيد سيّدة الزروع

الكنيسة المارونية
الكنيسة المارونية

تحتفل الكنيسة المارونية بحلول عيد سيّدة الزروع، ففي في 15 يناير من كل سنة بعيد سيّدة السنابل أو سيّدة القمح. ولهذا العيد عدة معاني دينية وتاريخية، أهمّها أن المسيحيون الاوائل منذ أيّام الرسل اعتادوا التعييد للعذراء بعد انتقالها الى السماء . وكانت أعيادها ثلاث مرات حسب ما يوصي الرسول يوحنا الانجيلي في الاعمال المنحولة فيقول (وهو في مدينة أفسس): نعيّد للعذراء في نصف كانون الثاني سيّدة الزرع، ونصف أيّار سيّدة القمح، ونصف آب عيدها الكبير سيّدة الكرمة أو العنب .

وقد رأى شرّاح الكنيسة أنّ هذه الاعياد المريمية الثلاث، ذات الطابع الزراعي الموسمي، لها علاقة بالافخارستيا والقربان، حيث يصنع القربان من طحين القمح، والخمر من عصير العنب المعتّق . وبذلك تكون مريم أيضًا، في أعيادها، وسيطةً لسرّ القربان الاقدس .

العظة الاحتفالية

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها إن: بين أعياد العذراء مريم، عيد قلبها هو كالقلب وملك الأعياد  الأخرى، لأنّ القلب هو مقرّ المحبّة. ما هو موضوع هذا العيد؟ إنه قلب الابنة الوحيدة والمحبوبة للآب الأزلي؛ إنه قلب أمّ الله؛ إنه قلب عروس الروح القدس؛ هو قلب الأمّ الطيّبة لكلّ المؤمنين. هو قلب متقّد بالمحبّة تجاه الله، مشتعل بالمحبّة لنا. 

كلّه محبّة لله، لأنّه لم يحبّ إلا الله وحده، وما أراده الله أن يحبّ به ومن أجله. كلّه محبّة لأن الطوباويّة العذراء أحبّت الله دائمًا بكلّ قلبها، بكلّ نفسها وبكلّ قوّتها كلّه محبّة ليس فقط لأنها أرادت دائمًا كلّ ما يريده الله ولم تُرِد أبدًا ما لم يُرِدْه، لكن كذلك لأنّها وضعت دائمًا كلّ فرحها في إرادة الله كثيرة المَحبّة.

كلّه محبّة لنا. تحبّنا بالحبّ نفسه الذي به تحبّ الله، لأنها ترى الله وتحبّه فينا. تحبّنا بالحبّ نفسه الذي به تحبّ الإنسان الإله، الذي هو ابنها يسوع. لأنّها تعرف أنه رئيسنا، ورأسنا، وأننا أعضاؤه وبالتالي نحن متحدّون به.