رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القلب الذى كشف السر.. قصة إدجار ألآن بو عن صراع النفس مع الروح

إدجار ألان بو
إدجار ألان بو

تعد قصة القلب الذى كشف السر، واحدة من القصص البديعة للكاتب الأمريكى إدجار ألان بو، الذى لم يكن كاتبا عاديا ذلك لأنه لم يضبط متلبسا بقصة تهدف إلى  التسلية كما فعل الكثيريين، لقد كان أدغار ألان بو يغوص فى دواخل النفس البشرية ليستخلص السر ويستخرج الخفايا، التى لا يراها إلا فيلسوف حاذق.

 كما يعد ألان بو من أوائل الكتاب الذين جعلوا للقصة القصيرة بناء دراميا محكما، بأسلوب سلس برغم تعقيدات المحتوى الدرامى، كما أن ألان بو كان سابقا لعصره، فهو أول من كتب قصة الرعب بطريقة لا تخلو من الحكمة التى تحوم حول ٱفاق الروح، لذا يصنفه البعض بالكاتب الغريب أو الكاتب السوداوى.


تفاصيل القصة 

يحكى إدجار ألان بو فى قصته القلب الذى كشف السر عن مكنون الانسان الذى يجمع بين النفس الشريرة والروح الطاهرة. 
تبدأ الأحداث بالراوي البطل الذى يتحدث عن نفسه ووجهة نظر المحيطين به حيث يلقبونه بالمجنون، لذا اراد فى صدر القصة أن يؤكد انه ليس مجنونا كما يدعى البعض، فالمجنون لا يمكن أن يقوم بارتكاب جريمة منظمة.

حيث كان يريد الإنتقام من الرجل الطاعن فى السن صاحب العين الزرقاء المغطاه بغشاوة كبيرة، ولم يوضح لما ما هو لون العين الأخرى، وهل هى موجودة محجرها ام أنها فقأت من قبل، بين بطل القصة أن الشيخ كان مقيما معه فى نفس البيت، لكنه لم يبين  ماهى العلاقة بينه وبين صاحبه ولماذا يريد التخلص منه ؟.

صراع نفسى رهيب يعيشه البطل

ثم يأخذنا الكاتب إلى الصراع النفسى الرهيب الذى يعيشه البطل فى محاولة قتل صاحبه او غريمة، وبعد محاولات مصحوبة بكتم الأنفاس الهائجة تمكن القاتل من مراده، ثم قام بتقطيع الجثة ودفنها فى الغرفة، دون أن يعلم به أحد مؤكدا لنفسه أنه ليس مجنونا،فلو كان مجنونا لما استطاع أن يخفى جريمته بهذه الاحترافية، ثم ينتقل بنا الكاتب إلى بعض أفراد الشرطة الذين جاءوا للتحقيق مع المجنون وسؤاله عن اختفاء صاحبه، لكن المجنون كان هادئا وخفيف الظل   لدرجة جعلتهم  يتسامرون معه ونسوا قصة الشيخ المختفى وهنا تحدث المفارقة.

نهاية القصة

يفاجئنا إدجار ألان بو فى نهاية القصة حيث قدوم الشرطة للتحقيق مع المجنون حول فقد الشيخ المقيم معه بالغرفة. بهدوء القاتل وقدرته على ايهام المحققين معه بأنه رجل طيب، ولكن إدجار لم يكن كاتبا عاديا لذا كانت نهاية القصة مختلفة،  لقد دق قلب المجنون فتغلبت  روحه الطيبة على نفسه الخبيثة، فقال للمحققين أنتم تخادعوننى وتدعون أنكم لا تعلمون أن القتيل يقبع تحت أقدامكم.