رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مدير مكتبة الإسكندرية: متضامنون مع أهالى غزة وندعم الموقف الحاسم ضد التهجير

مدير مكتبة الإسكندرية
مدير مكتبة الإسكندرية

قال الدكتور أحمد زايد، رئيس مكتبة الإسكندرية، إن العالم يتجه للعنف وهدم جميع القيم الإنسانية، وما يحدث في غزة يعكس ذلك بوضوح، مؤكدًا تضامنه وجميع المثقفين الحاضرين مع أهالي غزة.

وذكر أن أي مثقف لا بد أن يدين العنف، مشيدًا بالدور الذي تقوم به الدولة في هذا الصدد، ووقوف الرئيس عبدالفتاح السيسي، ضد فكرة التهجير، وتصفية القضية الفلسطينية بشكل حاسم.

جاء ذلك خلال الجلسة النقاشية التي نظمتها مكتبة الإسكندرية بمركز التراث الحضاري والطبيعي، بالقرية الذكية التابع لمكتبة الإسكندرية تحت عنوان "أولويات العمل الثقافي في المستقبل".

وعقدت الجلسة الأولى من الجلسة النقاشية تحت عنوان "أولويات العمل الثقافي في المستقبل"، وأدارها الدكتور صابر عرب، وزير الثقافة الأسبق، بحضور الدكتور عبدالمنعم سعيد، عضو مجلس الشيوخ، وسلوى بكر، الروائية والناقدة، وأحمد الجمال، الكاتب الصحفي، والدكتور حامد عيد، أستاذ الكيمياء بجامعة القاهرة، ويوسف القعيد، الأديب والروائي، والدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب العربي الحديث بجامعة القاهرة.

 

التنمية ترتبط بالثقافة والتجربة الإنسانية

أكد الدكتور صابر عرب، إن مكتبة الإسكندرية تلعب دورًا مهمًا في حياتنا سواء في تلك المدينة الساحلية أو في مختلف أنحاء مصر من خلال الفعاليات الثقافية المهمة التي تنظمها.

وشدد على أن العمل الثقافي يرتبط بكل مجالات الحياة فلا توجد تنمية إلا بحضور الثقافة، والتجربة الإنسانية في كل الدول التي نهضت وخاصة في القرن التاسع عشر؛ كانت الثقافة والأدب والفن هما حجر الأساس بها، لأن الإنسان هو من يصنع الثقافة.
وأشار عرب، إلى أن الثقافة هي نمط حياة، وإذا أرادت مصر الإصلاح وتحقيق الثقافة الجادة لا بد من إصلاح التعليم، خاصة أن رأس مال مصر الحقيقي هو البشر، ولا بد من الاهتمام بهم، ومن ثم توظيفهم لخدمة المجتمع.

 

مكتبة الإسكندرية إحدى أدوات صناعة الثقافة

وأكد الدكتور عبدالمنعم سعيد، أن مكتبة الإسكندرية إحدي أدوات صناعة الثقافة، متحدثًا عن دور الثقافة في الحداثة، والتي تتضمن عددًا من الأبعاد؛ البعد الأول هو الهوية والتي لا بد أن يكون هناك وحدة تجمع المجتمع كله، والبعد الثاني هو البيئة المصرية، وهنا لا بد من إدراك أن مصر متنوعة الثقافات.
وأضاف سعيد، إن البعد الثالث هو تعبئة الموارد القومية، أما البعد الأخير فهو المشاركة ولا سيما بين الشباب، وهنا تظهر أهمية صناعة الثقافة لجمع الصورة بشكل كامل، مشددًا على ضرورة الاهتمام بالتنشئة.
وقالت سلوى بكر، إنه لا يوجد تصور واضح للدولة حول التنمية الثقافية حتى يترجم إلى سلوك عملي وفعلي، كما أن التساؤل عن الجدوى الثقافية غائب بشكل دائم، مشددة على أن التفكير في مستقبل العمل الثقافي يستلزم تقييم ما تم في السابق.

وأشارت بكر، إلى ضرورة ربط الثقافة بالتعليم، لأنه إذا كان التعليم في حالة تراجع فلن نصل إلى تقدم في المجال الثقافي.

وطرح أحمد الجمال، عددًا من التساؤلات حول الوضع الثقافي في مصر، لافتًا إلى أن الجهود تنصب على التشخيص، ورصد أسباب المشكلات مع العجز عن إيجاد حلول لهذه المشكلات، وغياب المتخصصين عن رصد مسار مشاريع الإصلاح الثقافي في مصر والسبب في انهيارها كليًا أو نجاحها جزئيًا، وكيفية عودة الجهد الفردي في صناعة الثقافة.

وأكد الجمال، إن مصر ليست مساحة معزولة وإنما تعيش في محيط تؤثر فيه وتأثر به، والقوة الناعمة لمصر كانت متفردة لسنوات طويلة، ولا بد من بحث أسباب هذا التراجع.

من جهته، أوضح الدكتور حامد عيد، إن الثقافة كيان حي تتطور مع الإنسان وتربط الأجيال بعضها ببعض، والأنشطة الثقافية هي حافز للابتكار، كما أن الالتزام بالعمل الثقافي هو استثمار في الإنسان، مشددًا على أن الثقافة عبارة عن أدوات دبلوماسية، ويجب النظر إليه على أنه قوة وليس مجرد رفاهية.

وتحدث يوسف القعيد، عن خطر الأمية على مصر، مشيدًا بتجربة مكتبة الإسكندرية في العمل على محو أمية، إلا أنها غير كافية، لأن من يتردد على القرى والأحياء الشعبية يدرك حجم الأزمة، داعيًا إلى الاستفادة من تجربة دولة كوبا في محو أمية شعبها.

واختتم الدكتور حسين حمودة، بطرح عدد من التوصيات، من بينها؛ العمل على حل مشكلة توزيع الكتب المكدسة على القرى والمناطق النائية، وإنشاء لجنة من المختصين في الأدب والسينما للمساهمة في هذا المجال، واستكمال المشروعات التي طرحت على مدار القرن الماضي من بينها مشروع طه حسين، واستكمال الأرشيف المصري في كل المجالات، وإنشاء مركز دراسات مستقبلية يجمع بين التخصصات المختلفة لصياغة خارطة مستقبل تحدد أبعاد الواقع الثقافي المصري.