رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى البار ثيوذوسيوس رئيس الأديار

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى البار ثيوذوسيوس رئيس الأديار، الذي ولد في قرية من أعمال الكبادوك سنة 424. واعتنق الحياة الرهبانيّة وهو فتى. وذهب إلى إنطاكية لينال بركة القدّيس سمعان العموديّ. حول سنة 475 بنى، بين بيت لحم ودير القدّيس سابا، ديرًا كبيرًا، كان في عهد القدّيس يضمّ أربعمئة راهب من مختلف العناصر واللغات، ومضافة ومأوى للفقراء والشيوخ، ومصانع مختلفة. وكان الرهبان منقسمين إلى ثلاث فئات بحسب لغة كل منهم، ولكل فئة كنيسة تقام فيها الفروض الطقسيّة بلغتها الخاصة.

إلا إن الذبيحة الإلهية كانت واحدة يحضرها الجميع في الكنيسة الكبرى، وكانت تقام باللغة اليونانية. انتشر صيت فضائله والعجائب التي أعطاه الله أن بجترحها، إلى جميع أطراف الإمبراطورية. وانتقل إلى الله شيخًا طاعنًا في السن في مثل هذا اليوم من سنة 529.

العظة الاحتفالية 

وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: إنّ الصلاة، من حيث طبيعتِها، هي حوارُ الإنسان مع الله واتّحادِه به، أمّا من حيث فعاليّتها، فهي حفاظٌ على العالم، ومصالحتُه مع الله. هي جسرٌ فوق التجارب، وحصنٌ أمام الضِّيقات، وهي انقراض الحروب، والفرح الآتي، والنَّشاط الّذي لا يتوقّف أبدًا، ونبع النِعم، ومُعطِيَةُ المواهب، وازدهارٌ لا منظور، وغذاء النفس، واستنارة الرُّوح، والفأس الّتي تقطع اليأس. هي طردُ الحزن، والحدّ من الغضب، ومرآة التقدّم، وتجلّي مقياسِنا، واختبار حالة نفسنا، وكشف الأشياء المستقبليّة، وإعلان المجد المؤكّد.

تحلّى بشجاعةٍ كبيرة، فيكون الله نفسه معلّم صلاة لكَ. إذ إنّه مِن المستحيل أن تتعلّم أن ترى بالكلمات، لأنّ النظر هو من فعل الطبيعة. لذلك يستحيلُ أيضًا أن تتعلّم جمال الصلاة عبر تعليم الآخرين. فالصلاة تتعلمّها حين تصلّي والله معلّمها، هو الّذي يعلّم الإنسان العلم…، والّذي يمنح الصلاة لمَن يصلّي، ويباركُ حياة الصدّيقين.