«متحولهاش لبرافدا».. محمود أمين العالم يتحدث عن اقتراح «ناصر» بتوليه رئاسة أخبار اليوم
تحدث الناقد الكبير الدكتور محمود أمين العالم عن قصة اقتراح الرئيس عبد الناصر له بتوليه مسئولية رئاسة تحرير دار أخبار اليوم، ورفض الأول لهذا الأمر في حوار قديم أجري معه على صفحات الأهرام العربي عام 1999.
يقول محمود أمين العالم:" كنا في سجن الواحات وسمعنا عن رفض أمريكا تمويل مشروع السد العالي وأحسسنا بأن عبد الناصر الذي قرر التوجه للاتحاد السوفيتي تنتظره معارك هائلة، كما سمعنا عن الميثاق والاتحاد الاشتراكي، فعقدنا عدة مؤتمرات داخل السجن، وقلنا هو يتبنى الاشتراكية غير العلمية وبالممارسة يتحسن أداؤه شيئا فشيئا ولا بد أن نسانده.
ويكمل:" عند خروجنا من السجن قابلنا أحمد حمروش وأحمد فؤاد كممثلين لعبد الناصر ودخل بعضنا الاتحاد الاشتراكي والبعض الآخر أعيد إلى وظائفه، فقد كنا اتفقنا على حل حزبنا باعتبار البلاد تحتاج في هذا الظرف إلى جبهة ثورية أكثر من حاجتها إلى حزب شيوعي.
ويواصل:" بعد فترة من خروجي من السجن اتصل بي مكتب عبد الناصر ليخبرني بأن الرئيس يريد مقابلتي، وعندما التقيته طلب مني أن أتولى "أخبار اليوم" فقلت له:" ماليش في الصحافة"، فقال:" بالممارسة تسير الأمور"، وأضاف ضاحكا:" بس إوعى تحولها لـ"برافدا"، وهي الصحيفة الرسمية الناطقة بلسان الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي آنذاك.
محمود أمين العالم الذي توفى في مثل هذا اليوم من عام 2009، هو مفكر يساري وأحد أقطاب اليسار في مصر، ولد في حي الدرب الأحمر بالقاهرة، وبدأ دراسته الأولى في كتّاب الشيخ السعدني في مدخل حارة السكري، ثم في مدرسة الرضوانية الأولية بحي القرية، ثم في مدرسة النحاسين الإبتدائية بحي الجمالية، ثم مدرسة الإسماعيلية الثانوية الأهلية بحي السيدة زينب، فمدرسة الحلمية الثانوية بالقرب من حي القلعة.
انتسب في شبابه للحزب الشيوعي المصري، درس الفلسفة في جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليا)، عمل بعد تخرجه في الجامعة حاصلا منها على درجتي الماجستير والدكتوراه، كما عمل في مجلة روز اليوسف.
فصل من عمله في عام 1954 مع عدد من زملائه اليساريين والشيوعيين، واعتقل مرارا في عهد الرئيسين جمال عبد الناصر وأنور السادات، غادر إلى باريس في فترة حكم السادات حيث عمل مدرسا للفكر العربي المعاصر في جامعة باريس..
