العمر مجرد رقم.. طالبة محو أمية زوجت 10 أبناء وحفظت القرآن بعد الـ 80
"العمر مجرد رقم" كلمات يرددها البعض ولكن عندما تسمع وترى قصة "السيدة عائشة" سوف تتأكد من صحة هذه الكلمات بل وستؤمن بها، وعندما ترى قصة نجاحها التي بدأت بعد الثمانين عامًا ستنبهر بها ويملكك الفضول لتعرف كيف فعلت هذا وفيما فكرت وكيف نفذت.
إنها عائشة السيد علي، ابنة قرية مؤنسة التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، والتي تبلغ من العمر 84عامًا، تزوجت في سن السادسة عشر من رجل يقربها ولديه بنتين من زوجته الأولى التي توفاها الله لتبدأ قصة كبيرة من الكفاح والأمل والقوة بعد الاستسلام والتحدي.
بدأت عائشة حياتها في بيت عيلة مع السلايف وحماتها، وبعد زواجها أنجبت بنتين، لتبدأ سلايفها في مضايقتها ومعايرتها لعدم إنجابها ذكور، ولكن بعدها رزقها الله بستة ذكور.
وأكدت "عائشة" أنها بعدها عكفت على مساعدة زوجها الذي توفي منذ 15عامًا، واشترت "ماكينة خياطة" بدأت تعمل عليها لتوفير متطلبات أبناؤها وأبناء زوجها العشرة، فتعمل طوال الليل حتى تمكنت من تربية وتعليم أولادها تعليم عالي.
وأضافت الحاجة عائشة، أنها تحب أبناؤها وهم أيضًا يحنون عليها ويقومون بزيارتها من حين للآخر وأيضًا أحفادها، الذين يبلغ عددهم 47، فهي تنتظر الإجازات حتى تلتقي بهم يتجمعون في منزل العائلة التي تعيش فيه، ودائمًا تنصحهم بالاهتمام بدروسهم وتحثهم على أهمية التعليم.
وأكدت الحاجة عائشة أن رحلتها من النور إلى الظلام بدأت عندما تعرفت صدفة على "فتحية" معلمة بفصول محو الأمية عندما قابلتها أمام منزلها وسألتها عن حالها وهل تريد أن تتعلم القراءة والكتابة فرحبت بها وقالت لها "نفسي اتعلم بس أنا ست كبيرة مش هقدر أجي تعالي انتي علميني"، وبالفعل رحبت مدرسة محو الأمية وبدأت في الانتظام بالذهاب إليها وكان هذا منذ أكثر من عام مضى حتى أصبحت الحاجة عائشة متمكنة في القراءة والكتابة.
وأكدت الحاجة عائشة أكبر طالبة محو أمية بالمنوفية، في حديثها لـا"لدستور"، أنها تنصح أي سيدة ترغب في القراءة والكتابة أن تذهب لفصول محو الأمية حتى تتمكن من العيش حياة صحية وتكون على دراية بكل ما يحدث حولها حتى لو كان عمرها مائة عام.
وأضافت السيدة عائشة أنها تحلم باستلام شهادة محو الأمية وسيكون هذا لديها أكبر إنجاز أنجزته في حياتها برغم كل الصعاب التي مرت بها، مؤكدة أنها لاقت دعم من أولادها وأحفادها عندما علموا أنها سجلت بفصول محو الأمية منذ عام مضى، وأصبحت الآن تجلس وسط أحفادها وتقرأ وتكتب وتتحدث معهم بكل ثقه وحب.
