رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل تنجح جولة بلينكن إلى الشرق الأوسط فى وقف حرب غزة؟

أنتوني بلينكن
أنتوني بلينكن

بدأ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن رابع جولاته إلى منطقة الشرق الأوسط منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023.

جولة الوزير الأمريكي إلى المنطقة تمتد عدة أيام وتشمل إلى جانب تركيا مصر وإسرائيل والأردن والضفة الغربية وقطر والسعودية والإمارات واليونان، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع بعد 3 أشهر من الحرب, وفشل إسرائيل في تحقيق أي هدف من أهداف الحرب وتعرضها لخسائر بشرية ومادية فادحة.

أهداف جولة بلينكن الرابعة إلى الشرق الأوسط

الضغوط الدولية التي تتعرض لها إدارة الرئيس جو بايدن بسبب دعمها المطلق لإسرائيل، دفعت أيضًا أنتوني بلينكن إلى بدء جولة جديدة على أمل تحقيق أي من أهداف جولته وتتمثل في سعي إدارة بايدن لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين وزيادة المساعدات لقطاع غزة وخفض التوترات في الضفة الغربية بسبب انتهاكات الاحتلال، وذلك على أمل تخفيف حدة الانتقادات التي تتعرض لها واشنطن.

ويسعى وزير الخارجية الأمريكي لتحقيق أي إنجاز في جولته لدعم دولة الاحتلال وأيضًا حماية المصالح الأمريكية في المنطقة من خلال ضمان عدم اتساع النطاق الجغرافي للحرب خارج غزة، والتعاون بشأن خطة ما بعد انتهاء الحرب في غزة، ويضاف لذلك البحث عن آلية للتعاون بشأن أمن البحر الأحمر خاصة بعد تضرر المصالح الأمريكية وتضرر الاقتصاد الإسرائيلي بسبب استهداف الحوثيين في اليمن للسفن المتجهة إلى إسرائيل ورفض دول المنطقة الانضمام إلى تحالف "حارس الرخاء" البحري الذي أعلنته واشنطن بشأن أمن الملاحة في البحر الأحمر، مؤكدين أن سبب التوتر في المنطقة هو حرب غزة التي يجب إنهاؤها.

صعوبات تواجه جولة بلينكن إلى الشرق الأوسط

ولعل أهم ما سيواجهه بايدن من صعوبات هو الموقف الإسرائيلي ذاته، حيث يريد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ضمان بقاء حكومته وعدم خروجه من السلطة خوفًا من الملاحقات القضائية بسبب فشله الذريع وهو ما يدفعه للتشدد نحو استمرار العدوان ورفض أي حل حتى يضمن استمرار دعم التيار اليميني المتطرف له.

وبحسب تقارير عبرية قد تسهل الانشقاقات في الحكومة والخلافات داخل جيش الاحتلال من مهمة بلينكن، واستغلال هذا الأمر في الضغط على حكومة نتنياهو لتقليل استهداف المدنيين داخل قطاع غزة والضفة الغربية مع استمرار عمليات الاغتيال والعمليات العسكرية ضد عناصر حركة حماس.

لكن عدم وضوح الموقف الإسرائيلي بشأن ما بعد الحرب قد يفشل جولة بادين، حيث تتمسك حكومة نتنياهو برفض أي دور للسلطة الفلسطينية في إدارة غزة بدلًا من حماس، حيث تتمسك بمقترح جديد طرحه وزير الدفاع يواف جالانت يتضمن احتفاظ جيش الاحتلال بالسيطرة العسكرية في غزة مع تشكيل إدارة مدنية من غزة تتولى إدارة القطاع تكون خاضعة لإسرائيل.

مصر.. المحطة الفارقة في جولة بلينكن إلى الشرق الأوسط

زيارة بلينكن الرابعة إلى مصر خلال ثلاثة أشهر ستكون المحطة الأهم في جولته للمنطقة، نظرًا لدور مصر البارز في دعم جهود وقف إطلاق النار وطرح مبادرات قوية مثل المبادرة الأخيرة لوقف الصراع، والتي حظيت بدعم وترحيب فلسطيني ودولي واسع رغم الرفض الإسرائيلي لها، لكنها ستكون أساسًا مهمًا نحو وقف الحرب ومنع اتساع دائرة الصراع إقليميًا، كما حذرت القاهرة منذ بدء العدوان على القطاع.

كذلك لعبت مصر دورًا مهمًا في صفقات الإفراج عن المحتجزين والأسرى، وهي قادرة على استكمال هذه الصفقات مجددًا بين فصائل المقاومة.

وبجانب دور مصر في إدخال المساعدات لقطاع غزة واستقبال الجرحى والمصابين منذ بدء العدوان، إلا أنها تتمسك بوقف شامل لإطلاق النار ورفض أي عمليات تهجير للفلسطينيين سواء من غزة أو الضفة أو القدس المحتلة، والأهم من هذا تؤكد مصر على ضرورة الحل الشامل للقضية الفلسطينية من خلال إطلاق مسار سياسي برعاية دولية بين إسرائيل والفلسطينيين، كما طرح الرئيس عبدالفتاح السيسي هذا الأمر في أكثر من مناسبة.