إعادة إنتاج الحرير من الوادي الجديد.. بدأ من قرية صغيرة ووصل إلى الصين

بدأت محافظة الوادي الجديد الإهتمام بالمشروعات الاستراتيجية والفريدة من نوعها وخاصة التي يتم إستيرادها من خارج البلاد وإعادة زراعتها وإنتاجها بالمحافظة لتقليل الاستيراد وتواجدها بالأراضي المصرية بتوجيهات حكومية أبرزها إعادة إنتاج الحرير الطبيعي مرة آخرى بعد توقف بات لعهود كثيرة.

البداية كانت من قرية أسمنت بمركز الداخلة عندما بدأ أحد المزارعين بزراعة أشجار التوت الهندي دائم الخضره في مزرعته والتي نجحت نجاح منقطع النظير، وعرضت الفكرة على اللواء محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد بزراعة أشجار التوت على مساحة كبيرة للبدء في مشروع إنتاج الحرير بواسطة دود القز.

وبدات محافظة الوادى الجديد بتطبيق التجربة على مساحة صغيرة لا تتجاوز 50 فدان بمركز الداخلة، وانطلقت منها لتصل مساحات المشروع حتي الأن إلي 2500 فدان ويرتفع عدد المشروعات إلى 33 مشروعات لإنتاج الحرير الطبيعى فى المحافظة، تأكيدا على تنفيذ توجيهات رئيس مجلس الوزراء بتوطين صناعة وإنتاج الحرير فى محافظة الوادى الجديد، حيث أعلن اللواء دكتور محمد الزملوط محافظ الإقليم عن مبادرة لإنتاج الحرير والتيسير على شباب الخريجين، عبر تقديم الأرض للشباب بأسعار منخفضة لتنشيط عملية زراعة أشجار التوت وإنتاج الحرير الطبيعي، وتم التوسع فى زراعة أشجار التوت في مراكز الخارجة والداخلة وبلاط، وإنشاء معامل لإنتاج معدات التي تستخدم في عمليات إنتاج دودة الحرير وإنتاج الشرانق، كما يجرى توريد ماكينة آلية لفصل خيوط الحرير من الشرانق وسيكون مقرها في مدينة الخارجة.

ومن جهته، أكد الدكتور مجد المرسي، وكيل وزارة الزراعة بالوادي الجديد، جرى التنسيق مع مركز بحوث ورابطة منتجى ومسوقى الحرير فى مصر من أجل الحصول على شجرة التوت الهندى لأنها الغذاء الوحيد لديدان الحرير، وبدأ بالفعل فى إنشاء مركز تربية ديدان الحرير، ومستلزمات المناحل للتوعية والإرشاد ونشر ثقافة تربية ديدان الحرير بالمحافظة حتى تمت الموافقة على التوسع في المشروع لكي يصبح منتجا كما جرى تنفيذ مشتل خاص لإنتاج شتلات التوت لتوزيعها على المشاركين في تنفيذ هذا المشروع ويقوم فريق رابطة عمل منتجي الحرير بتسويق الإنتاج من شرانق الحرير، بأى كمية ويتم عمل عقد رسمي مع مربي دودة الحرير لتأمينه لتحقيق الاستقرار، مع التزام الرابطة بتدريب المربين مجانا خلال عمل مشروع الإنتاج.

وأضاف المرسي أنه يتم زيارة الأماكن والمزارع التي تم بها زراعة أشجار التوت بقصد إحياء مشروع إنتاج الحرير الطبيعي في كافة مراكز المحافظة بصفة مستمرة بمساعدة المهندس عماد بحر مدير إدارة المكافحة بالقطاع الزراعى، والمهندس محمد عبدالوهاب خضر، مستشار المحافظ للحرير والصوب الزراعية، والدكتور محمد عبدالمنعم، مدير إدارة التشجير بالقطاع الزراعى للمرور على تلك المشروعات ومتابعتها أولا بأول وتقديم المساعدات والنصائح للمزراعين والمنفذين لهذا المشروع الذي يعد طفرة كبيرة وهائلة من ثروات مصر في الفترة القادمة.

كما نجحت مديرية التربية والتعليم بالمحافظة الوادى الجديد برعاية المهندس سيد عبد العزيز وكيل التعليم، فى تنفيذ خط إنتاج مشروع الحرير الطبيعى بمدرسة موط الثانوية الزراعية من منطلق الاهتمام بالتعليم الفني على أرض المحافظة وذلك وفقا لتوجيهات اللواء محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد، بالاهتمام بالتعليم الفنى وإحياء إنتاج وتصنيع الحرير الطبيعى بالمحافظة، كما تم إفتتاح قسم مدرسي بالمدارس الزراعية تحت مسمي " قسم الحرير" طبقا للبيئة المحيطة واحتياجات سوق العمل.

وأكدت اللواء محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد، عمق العلاقات الاقتصادية والتاريخية الثنائية بين مصر والصين، والتي تشهد تطورًا ملحوظًا بالتزامن مع انضمام مصر لتجمع "بريكس" العالمي، مُعربا عن ترحيب وتقدير المحافظة لانضمامها كأحد المدن المؤسسة لاتحاد طريق الحرير للمدن السياحية الذي أطلقته الحكومة الصينية في سبتمبر الماضي.

وشاركت محافظة الوادي الجديد، فى فعاليات مؤتمر الترويج والتبادل الاقتصادي والتجاري بدولة الصين، كأحد المدن المؤسسة لإتحاد طريق الحرير للمدن السياحية الذي أطلقته الحكومة الصينية، وذلك بحضور ومشاركة وفد رفيع المستوى من مسئولي المقاطعة والسفارة الصينية بمصر وممثلي وزارات الخارجية والزراعة والتخطيط والتنمية الاقتصادية وممثلي عدد من الشركات الصينية والمصرية.