رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد خيرت في حياة سعاد حسني.. حكاية مكتشف "سندريلا الفن"

سعاد حسني
سعاد حسني

السندريلا سعاد حسني، نجمة السينما المصرية عبر عقود، وفتاة أحلام الشباب حتى يومنا هذا، الفراشة التي حلقت حول النيران حتى احترقت بها، في حياتها مئات الحكايات والأسرار، ومن بين هذه الحكايات تلك التي تتعلق برقم “10”، فما القصة؟.

سر الرقم 10 

وحول حكايات رقم عشرة في حياتها، كواليسه وأسراره وطرائفه، كتبت السندريلا سعاد حسني بقلمها في مجلة الكواكب الفنية، بعددها الصادر في 17 نوفمبر من العام 1959: "أنا رقم 10 بين ذرية إحصاؤها 11، وكنت أدلل كما يدلل آخر العنقود، وكان أبي يسعى من أجلنا جميعا، وأمي تسهر على الباكي والشاكي ولا تسخط يوما ولا تثور على دنياها، وأنا في سن صغيرة وقع خلاف بين أبي وأمي، وعشت مع أمي مرة، وعشت مع أبي مرة، واليوم أطلب الاستقلال في ظل شقيقين هما عز الدين وسامي".

وتابعت: “أختي سميرة التي تكبرني طرقت على أول باب من أبواب المستقبل، إذ تزوجت أحمد خيرت وهو مفتش أناشيد وله صلة وثيقة ببرنامج (بابا شارو)، الذي يعد أكثر أناشيده، وكنت صغيرة و(غلباوية) ومولعة أشد الولع ببرنامج (بابا شارو)، وكان أحمد خيرت يترقب موهبتي وهي تتفتتح، فلما استطعت أن أنطق الحروف الأبجدية كاملة أخذني إللا بابا شارو كاكتشاف له شأن”.

 

السندريلا في فيلم حسن ونعيمة 

وتستعيد السندريلا سعاد حسني ذكريات أيامها الأولى مضيفة: “لعلني أردت اقتحام ميدان من ميادين الفن من باب الوراثة عن أبي الفنان الذي يعتبر خطه سلاسل من ذهب ومن باب التقليد لأشقائي وشقيقاتي فهذا خطاط ورسام، وتلك ــ نجاة ــ تغني، ورابع يعزف على الكمان، وكان أحمد خيرت يصنف الأغاني لي وأقولها أمام الميكرفون فيسمع ألوف الأطفال في مصر (أنا سعاد أخت القمر، بين العباد حسني اشتهر”.

وكتبت: “دخلت المدرسة في الفترة التي أنا فيها مع أمي، وكنت أحس أنني مسئولة عن نفسي، فأبي بعيد وأحمال أمي ثقيلة، ولهذا كنت دائما تلميذة شاطرة، في الوقت الذي كانت شقيقتي نجاة تلمع وتنجح ويحلق صوتها مع صيتها في آفاق واسعة”.

ومضن السندريلا سعاد حسني، في حديثها عن سنوات صباها الأولى: “لم أكن قد قطعت بعد ما بين بابا شارو وبيني حين بدأت تتسلل إلى صدري أحلام ناعمة بأن أكون ممثلة سينما، فقد كنت أرى (شيرلي تمبل) وهي صغيرة، وكنت أري (فيروز)، وأسمع أن فاتن حمامة بدأت التمثيل وهي في سن الخامسة، وكنت أسر بهذه الرغبة لأمي فتسكتني وتذكرني بدروسي، وتقول لي أن نجاة في الفن كفاية، وأن علي أن أتخرج في الجامعة لكي يكون في العائلة تشكيلة”.

أولي الخطوات نحو السينما وسر اعتراض نجاة

 أضافت السندريلا: “في السادسة عشرة لاحت في أفق حياتي بارقة أمل، فقد كان (علي بدرخان) يعد العدة لإخراج فيلم (غريبة) لشقيقتي نجاة، وكان يبحث عن وجه جديد يقدمه في الفيلم ورآني فقال لي أنني أصلح للدور، أما نجاة فقد اعترضت وقالت إنني (لسه صغيرة)، ولم أجادل شقيقتي فقد اعتدت طاعتها، وخرجت من الحجرة وسحب دموع تتجمع في عيني، وظللت أبكي حتى انتهي إخراج الفيلم، كنت أدفن رأسي بين الوسادتين وأتخيل نفسي واقفة أمام الكاميرا أمثل وأثير أعجاب الجميع،  وكان صديق الأسرة الأديب عبد الرحمن الخميسي، وكنت استمع بشغف إلى تمثيليته (حسن ونعيمة) وكان قد باعها إلى الأستاذ هنري بركات ليخرجها على الشاشة".

حسن ونعيمة

وعن أول أدوارها السينمائية والتي بدأت بفيلم حسن ونعيمة قالت سعاد حسني: “كان بركات يبحث عن وجه جديد يكون (نعيمة)، بحث كثيرا ولكنه لم يجد الفتاة التي إذا لبست فلاحة وتحدثت بلغة أهل الريف تكون نعيمة مائة في المائة، وذات ليلة قال لي عبد الرحمن الخميسي (غدا ستذهبين معي إلى بركات، فقد حدث بركات عني، وبركات كان يقابل كل فتاة تقدم إليه أو تتقدم إليه، ولم أنم من الفرحة ليلتها خصوصا وأن الأسرة تثق ثقة مطلقة فيما يقول الخميسي، وبالفعل وافقت على اقتراحه بإجماع رائع".

واختتمت: “في اليوم التالي، رآني بركات، كنت أهتز من أعماقي وهو يتأملني ويتظاهر بأنه شارد، وأجري لي اختبارا سريعا وكنت أقف أمام الكاميرا بثبات، فإن الذي لا شك فيه أن مراني عند بابا شارو أستاذي الأول، وأن وقفتي على خشبة المسرح في المدرسة علماني كيف أواجه الجمهور، وكان الجمهور في ذلك اليوم ثلاثين من الفنيين والعمال يحدقون في ويقولون (شايفين أخت نجاة، والله حلوة، طيب لما نشوف حاتعمل إيه)، وعلى الفور بدأت العمل في فيلم حسن ونعيمة”.