رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«العمل لن يتوقف».. 52 مليار جنيه لمشروعات المرحلة الثانية من «حياة كريمة»

المرحلة الثانية من
المرحلة الثانية من حياة كريمة

تسعى مبادرة «حياة كريمة» إلى تحقيق هدف أسمى هو تغيير وجه الحياة فى الريف وتنمية الإنسان المصرى بشكل متكامل، وتوفير كل الخدمات الأساسية له بشكل لائق، وقطعت المبادرة شوطًا كبيرًا فى تحقيق ذلك خلال مرحلتها الأولى.

وفى مرحلتها الأولى حققت المبادرة الكثير من أهدافها، ضمن خطة استراتيجية متكاملة للتنمية المستدامة، وتمكنت من إدخال كل المرافق إلى قرى المرحلة، التى كانت محرومة من مياه الشرب النظيفة والصرف الصحى والخدمات الصحية، فضلًا عن تغطيتها جانب الحماية الاجتماعية، بخلاف توفير كثير من الوسائل لتحقيق التمكين الاقتصادى للنساء والشباب والمزارعين، حتى أصبحت أكبر مبادرة من نوعها فى العالم، لتصفها الأمم المتحدة بأنها أكبر برنامج عالمى للحد من الفقر.

وتستعد المبادرة الرئاسية لإطلاق ثانى مراحل عملها، خلال النصف الأول من العام المقبل، بعدما تمكنت من الوصول بخدماتها لأقصى قرى الريف؛ بهدف توفير معيشة كريمة ومناسبة لكل مواطن.

وتشمل المرحلة الثانية من «حياة كريمة» أكثر من ١٦٠٠ قرية فى ٥٢ مركزًا، بتكلفة ٥٢ مليار جنيه، ويصل عدد المستفيدين إلى ٢١ مليون نسمة، وبلغ حجم الإنفاق فى المرحلة الأولى ٣٥٠ مليار جنيه، واستفاد منها ١٨ مليون شخص تغير شكل حياتهم بأكملها، من صرف صحى واتصالات وغاز لمنشآت صحية ومدارس ومجمعات حكومية ومراكز شباب وتبطين الترع.

ومن المقرر أن تشمل المرحلة الثانية محافظات: أسوان وقنا وسوهاج والأقصر والمنيا وأسيوط والوادى الجديد وبنى سويف والفيوم والإسكندرية ودمياط وكفرالشيخ والبحيرة والإسماعيلية والشرقية والمنوفية والجيزة والغربية، ويدلل ذلك على اهتمام الدولة بتنفيذ خطط التنمية المحلية، ورعاية الفئات الأكثر احتياجًا، وتقديم المساعدات اللازمة لهم للارتقاء بالمستوى الاقتصادى والاجتماعى والبيئى للأسر فى القرى الفقيرة، وتمكينها من الحصول على جميع الخدمات الأساسية.

ولتنفيذ المرحلة الثانية من «حياة كريمة» تم رصد مبلغ ٣٠ مليار جنيه مبدئيًا لتنفيذ ٦٢٠ مشروعًا، أهمها مشروعات المياه والصرف الصحى وتأهيل وتبطين الترع بطول ١٧٤٠ كم.

وتعليميًا، سيتم إنشاء وتطوير ٣ آلاف فصل مدرسة، وصحيًا، استكمال وتطوير ٦٦ مستشفى، إلى جانب توفير البنية الأساسية للقرى والخدمات العامة وتحسين الحياة ورفع مستوى المعيشة والتمكين الاقتصادى للمرأة، والحرص على عدم التسرب من التعليم والتوعية الشاملة بكل القضايا المجتمعية.

كما ستعمل المبادرة على تحويل القادرين على العمل فى الأسر الفقيرة إلى كيانات اقتصادية صغيرة للخروج من دائرة الفقر إلى العمل والإنتاج.

ومن المستهدف خلال المرحلة الثانية من «حياة كريمة» إنشاء وتطوير ٦٦ مستشفى باعتمادات ٢.٨ مليار جنيه، وبعد ذلك استكمال إنشاء وتطوير ١٨١ مستشفى أخرى، بجانب تطوير ٥٩ وحدة اجتماعية، وتطوير ١٨ مركزًا للإغاثة، وإنشاء ١٦٠ وحدة رعاية أولية.

كما سيتم خلال المبادرة تنفيذ ٤ مشروعات طرق رئيسية بتكلفة تصل لـ٣٩٠ مليون جنيه، أما عن الترع المستهدف تأهيلها وتبطينها، فتصل أطوالها لـ١٧٤١ كيلومترًا، كما يصل عدد المستهدف فى قطاع الصرف الصحى إلى ٥١٠ مشاريع.

ومن المستهدف إنشاء وتطوير ٨٦ محطة معالجة، و١١٠ مشروعات مياه شرب، و٩١ محطة مياه، و٣٠٠٠ فصل، و٤٨ معهدًا أزهريًا، كما تستهدف خطة العام المالى الجديد صيانة ١٣٠٣ مدارس، بالإضافة إلى استكمال تنفيذ ٦٥٠ مشروعًا لمياه الشرب والصرف الصحى.

كما تستهدف تلك المرحلة النهوض بمستوى معيشة المواطنين وتخفيف معدلات الفقر وتطوير البنية التحتية والخدمات الأساسية المقدمة إليهم، خاصة فى عدد من المجالات كالتعليم والمدارس والإسكان والكهرباء والصرف الصحى ومياه الشرب والغاز الطبيعى، وتدوير المخلفات وإقامة المناطق الصناعية لتعزيز المشروعات المتوسطة والصغيرة، وتطوير الوحدات الصحية، ورفع كفاءة شبكة الرى من ترع ومصارف، والتنمية الزراعية والخدمات البيطرية وإنشاء سلسلة مراكز تجميع الألبان المتطورة.

وتتضمن كذلك إنشاء عدد من المشروعات الخدمية الحكومية بالتعاون مع منظمات المجتمع المدنى، فضلًا عن توسيع شبكات الأمان الاجتماعى للمساهمة فى خفض نسبة الفقر، من خلال مساعدة الفئات الأكثر احتياجًا، بما يدعم مفهوم الحماية الاجتماعية الشاملة.

ويسهم ذلك فى توفير فرص العمل لأبناء الصعيد، وخفض معدلات الفقر والبطالة، وتحقيق جودة الحياة للمواطنين من حيث السكن والترفيه، وتقليل ظاهرة النزوح إلى المحافظات الحضرية، وتحقيق عنصر اللامركزية وخلق خريطة تكاملية بين المحافظات، وجعل الريف المصرى جاذبًا للاستثمارات كإقامة مستودعات تخرين وتعبئة وتغليف المنتجات الزراعية بما يؤدى إلى خفض تكلفتها، حيث يتم حاليًا نقلها إلى المستودعات خارج القرى، وإعادة توزيعها مرةً أخرى على المحافظات، ما يتسبب فى ارتفاع أسعارها.

من جانبه، قال الدكتور ولاء جاد الكريم، مدير الوحدة المركزية لمبادرة «حياة كريمة»: «ننهى حاليًا المرحلة الأولى من المبادرة، وفى نفس الوقت ننهى الأعمال التخطيطية والتصميمية اللازمة للمرحلة الثانية»، موضحًا أن الجهد فى المشروعات الضخمة يستلزم تخطيطًا جيدًا.

وأشار إلى أن مشروع «حياة كريمة» أكبر مشروع قومى يُغير وجه الحياة فى الريف المصرى، لافتًا إلى أن المبادرة فى المرحلة الأولى كانت تكلفتها ٣٦٠ مليار جنيه.

وشدد على أنه رغم الأزمات الاقتصادية لم يتم وقف أى أعمال، فهناك أكثر من ٢٧ ألف مشروع يتم تنفيذها، ولم يتم تضييق نطاق المبادرة.

وأشار إلى أن المرحلة الأولى من المبادرة شملت ١٤٧٧ قرية يعيش فيها ١٨ مليون مواطن مصرى، موضحًا أنه تتم تغطية القرى بخدمات الصرف الصحى بشكل متكامل، وإحلال كامل لشبكات الكهرباء وتوصيل الغاز لأكثر من ٥٠٪ من القرى، وإحلال خطوط الاتصالات بخطوط فايبر فائقة السرعة، ثم أعمال الطرق إلى جانب المنشآت، وإضافة ١٤ ألف فصل جديد، وأكثر من ١١٠٠ منشأة صحية، وتطوير ١٠٠٠ مركز شباب، ومنشآت التضامن الاجتماعى ومجمعات الخدمات الحكومية والمجمعات الزراعية.

وتظل المبادرة أكبر إنجاز حققته الدولة المصرية على مدار عقود، حيث استطاعت أن تنتشل أعدادًا كبيرة من الفئات الفقيرة والمهمشة من دائرة الفقر ومنحهم معيشة كريمة.