رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبر كاذب.. "الدستور" تكشف مسار أنباء "عملية إسرائيل البرية" على حدود غزة مع مصر

معبر كرم أبو سالم
معبر كرم أبو سالم

نفت مصادر مصرية مطلعة ما أورده إعلام إسرائيلي حول بدء الدبابات الإسرائيلية عملية برية من كرم أبو سالم لمحور فيلادلفيا على حدود قطاع غزة مع مصر.

وكذلك، نفت هيئة المعابر الفلسطينية في قطاع غزة المحاصر أيضًا رصد تحرك أي دبابات إسرائيلية على محور فيلادلفيا بالقرب من حدود القطاع مع مصر.

نفى هيئة المعابر الفلسطينية

وأصدرت الهيئة تصريحًا رسميًا كذبت خلاله الأنباء الصادر عن شبكة "قدس" الفلسطينية حول الحدود الفلسطينية المصرية.

وقالت هيئة المعابر الفلسطينية بغزة، في بيان، منذ قليل:"الجانب المصري نفى لنا أي معلومات لديه عن نية العدو التحرك عسكريا في محور الحدود الفلسطينية المصرية".

وشددت على أن كل المعلومات الميدانية عن تحركات عسكرية على الحدود مع مصر انطلاقا من كرم أبو سالم "غير صحيحة".

وأضافت هيئة المعابر الفلسطينية: "بعض وسائل الإعلام يؤدي أدوارا مشبوهة قصدا أو جهلا في نقل الأخبار والمعلومات، وندعوها الالتزام بالخط الوطني والمصلحة العليا لشعبنا".

وكانت وسائل إعلام مختلفة تداولت أنباء كاذبة عن بدء تحرك الدبابات الإسرائيلية تنفيذًا لعملية برية من معبر كرم أبو سالم لمحور "فيلادلفيا" لحدود قطاع غزة المحاصر مع مصر.

بداية الكذبة.. مصادر شبكة "قدس"

وبدأ تداول الخبر من شبكة "قدس" الإخبارية الفلسطينية، حيث كتبت عبر حسابها على منصة إكس -تويتر سابقًا- أن الاحتلال أبلغ بأنه سيقوم بعملية برية عبر مسار معبر كرم أبو سالم لمحور فيلادلفيا على حدود قطاع غزة مع الحدود المصرية.

ونشرت شبكة "قدس" تلك الأنباء غير الصحيحة عبر حسابها على منصة إكس في تمام الساعة 1:37 ظهر اليوم، السبت، زاعمةً أن هناك عملية سيقوم بها الاحتلال على محور فيلادلفيا وأنه أبلغ مصر بذلك لإخلاء المنطقة.

منشور شبكة قدس الإخبارية

إعلام إسرائيل.. خطوة خبيثة لتضخيم الجدل

واستغلت وسائل الإعلام الإسرائيلية ما نشرته وكالة "قدس" الفلسطينية، وبدأت في تناقله عبر عدة وسائل إعلامية منها صحيفة "معاريف"، التي نشرته في تمام الساعة 2:16 مساءً، وكذلك نقله موقع “والا” الإسرائيلي.

وتحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنه "وفق تقارير عربية" فإن الجيش الإسرائيلي يقوم بعملية على حدود غزة من معبر كرم أبو سالم لمحور فيلادلفيا.

“معاريف” تقول إن الأنباء وفق تقارير عربية

ولم تذكر وسائل الإعلام الإسرائيلية اسم "التقارير العربية" في خطوة خبيثة لتضخيم الجدل حول وجود عملية برية إسرائيلية على حدود غزة مع مصر.

الجزيرة تسير على نهج الإعلام الإسرائيلى

وبعد نقل وسائل الإعلام الإسرائيلية للمعلومة الكاذبة مما سمته "التقارير العربية"، لجأت قناة "الجزيرة" القطرية إلى أسلوب "القص واللزق" ليس نصًا فقط، ولكن للجدل الذي تبنته وسائل الإعلام الإسرائيلية.

ونشرت قناة الجزيرة، نبأ عاجلًا عبر منصاتها، في تمام الساعة 3:33 مساءً، أن وسائل إعلام  إسرائيلية تقول إن دبابات إسرائيلية بدأت عملية برية من كرم أبو سالم لمحور فيلادلفيا على حدود القطاع مع مصر.

ولم تذكر الجزيرة أن وسائل الإعلام تلك ناقلة في الأساس عن "تقارير عربية فلسطينية"، كما أنها لم تلتزم بأي ميثاق مهني بأن تبحث عن أصل الخبر ومدى صحته.

ما نشرته قناة الجزيرة

 

حسابات مجهولة وحملة ممنهجة

الأمر ذاته اتبعته شبكة "مزيد" إحدى الشبكات التابعى لحركة الإخوان الإرهابية، حيث نقلت، عبر حسابها على منصة إكس، ما نشرته وكالة "قدس" الفلسطينية، لكنها زادت عليه من أكاذيبها أن تلك المعلومات جاءت بالتزامن مع بدء إسرائيل عملية برية على حدود قطاع غزة مع مصر.

ونشرت "مزيد" تلك المزاعم في تمام الساعة 4:16 مساءً، أي بعد نحو 3 ساعات من موعد نشرها الأصلي في شبكة "قدس"، لكن اللافت هنا أنها تعمدت نشره بالتزامن مع صدور النفي المصري والفلسطيني لتلك المزاعم، وهو النفي الذي لم تتناقله الشبكة.

حساب منصة مزيد على “إكس”

في ذلك السياق، بدأت حسابات مجهولة على منصة إكس، نشاطها المشبوه، في البناء على تلك الأنباء غير الصحيحة، بكذبات جديدة، حيث كتب حساب يحمل اسم "أبو حيدر": "وسائل إعلام إسرائيلية: دبابات إسرائيلية بدأت عملية برية من كرم أبو سالم لمحور فيلادلفيا على حدود القطاع مع #مصر".

حساب مجهول الهوية

ولم يكتف ذلك الحساب بنقل الأكاذيب فقط، لكنه زاد عليها، زاعمًا أن "وزارة الدفاع المصرية تؤكد أن هذه العملية ضمن التعاون الأمني بين البلدين لمكافحة الإرهاب"، في حين أن وزارة الدفاع المصرية لم تصدر أي بيانات أو تصريحات حول تلك الأنباء العارية تمامًا من الصحة، كما أن الجانب الإسرائيلي ذاته لم يعلن أي شيء من جانبه حول هذا الأمر.

وجاءت تلك المنشورات التي تحتوي على معلومات ليس لها أي أساس من الصحة في التوقيت الذي أُعلن فيه النفي من جانب المصادر المصرية، وهيئة المعابر الفلسطينية.

وكذلك، روجت عدة حسابات مجهولة تلك الأكاذيب، وسط محاولات لتضخم الجدل حولها، دون وجود سند أو دليل حول تلك الأنباء.