رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"ماتت مرتين".. الاحتلال يبتر حلم طبيبة المستقبل الطفلة الفلسطينية دنيا أبو محسن (فيديو)

الطفلة الشهيدة دنيا
الطفلة الشهيدة دنيا أبو محسن

أثار فيديو انتشر على بعض وسائل التواصل الاجتماعي، عن حديث طفلة فلسطينية قبل استشهادها بساعات، تفاعل كثير من المتابعين، إنها الطفلة  "دنيا أبو محسن" التي بترت قدميها على يد الاحتلال الإسرائيلي، إلا أنها امتلكت من الأمل ما جعلها تحلم بأيام أفضل في المستقبل.

 

الفيديو أظهر حديث الطفلة دنيا التي فقدت قدمها الأيمن في القصف الإسرائيلي على غزة كما فقدت أمها وأبيها واثنين من أشقائها إلا أنه وبعد أيام قليلة أُعلن خبر استشهادها بعد استهداف الاحتلال الإسرائيلي مستشفى مبارك للأطفال والولادة وقصفها ما أثار تعاطف الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

 

كانت قد ظهرت الطفلة دنيا في الفيديو على فراش المرض وعلى الرغم من بتر قدمها الأيمن إلا أن ابتسامة الأمل لم تفارق وجهها الصغير، وعند سؤال المصور عن حلمها كان حلمها كائنًاـ وليس مبتورًا كما بترت قدمها لترد قائلة: "نفسي أكون طبيبة".

 

علاج آلاف المرضى الذين قصفهم الاحتلال الإسرائيلي كان هو هدف الطفلة الصغيرة صاحبة الأمل الحي، إلا أن القدر لم يمهل هذا الجسد النحيل أن يحقق حلمه ويعالج ما سببه الشيطان، وكما تسبب في بتر قدمها بتر الحلم الذي كبر معها.

"الدستور" تواصلت مع المصور الفلسطيني محمد إسماعيل الحداد، صاحب اللقاء الأخير مع الطفلة الشهيدة "دنيا"، وهو الذي نشر فيديو اللقاء معها بعد ارتقائها معلقًا “كانت تحلم وفقد الحلم”.

 

يقول الحداد لـ"الدستور": عندما علمت بإصابتها لم أستطع إلا وأن أزورها كل يوم في المستشفى، وصممت على إجراء حديث معها ليكون مثالًا في الصبر والقوة والأمل الذي تولد في هذا الجسد الصغير.

 

وأوضح الحداد، أن الطفلة كانت لا تدري في البداية عن موت أسرتها شيئًا، فقد أخفى أقاربها عليها هذا الأمر لكي لا ينتابها الحزن والأسى إلا أن سقطة لسان من أحد أقاربها جعلتها تعلم بحقيقة الأمر.

 

حالة من كسرة القلب والحزن الشديد انتابت الطفلة الصغيرة، جعلتها تدخل في نوبة اكتئاب حادة، بعد أن فقدت عائلتها وقدميها، إلا أنه ومع محاولات عدة من الأطباء لتحسين نفسيتها أصبحت أفضل حسبما يقول حداد.

 

وأوضح المصور الفلسطيني، أن دنيا كانت متفوقة في دراستها والأولى على مدرستها، وكان حلمها منذ الصغر هو أن تصبح طبيبة إلى الدرجة التي كان يناديها أقربائها من من استشهدوا ومن ما زالوا أحياء "الطبيبة دنيا".

 

وبعد بتر قدميها ووفاة أسرتها لم تفقد دنيا الأمل في تحقيق حلم الطفولة، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي قصف هذا الحلم، عندما قصف مستشفى مبارك للتوليد مثلما قصف آلاف الأطفال وقصف معهم آلاف الأحلام التي لم ترى النور بعد.

 

انضمت الطفلة "دنيا" بذلك إلى صفوف آلاف شهداء الأطفال في حرب الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، والذين كانوا الفئة التي دفعت الثمن الأكبر في أمر ليس لهم ذنب فيه، إذ اقترب عدد الشهداء من الأطفال فى الحرب على قطاع غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلى من النصف، حيث بلغت حصيلة الشهداء أكثر من 18 ألف شهيدا من بينهم 7875 طفلًا، بحسب وزارة الصحة فى غزة.