رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم.. رابع أيام تساعية الميلاد استعدادًا للاحتفال به

شيحان
شيحان

تحتفل الكنيسة المارونية بحلول اليوم الرابع من تساعيّة الميلاد، والتي تصلي بها الكنيسة صلاتها الشهيرة استعدادًا لعيد الميلاد المجيد.

نص الصلاة

يا خمرَ العذارى وسوسنَ النقاوة، الَّذي من لمسِ جسمكَ فقط تطهرُ الأجسادُ وتتعفَّفُ النفوسُ، يا منْ بحلولكَ في حشا والدتكَ جعلتها أطهرَ البتولاتِ والبتولين، نسألكَ بحقِّ ميلادكَ الطاهر وبشفاعةِ والدتكَ والقديس يوسف صفيِّكَ أنْ تمنحنا عفَّةَ النفسِ والجسدِ ونقاوةَ الأعمالِ والأفكارِ معاً، لكي نخدمكَ بقلبٍ نظيفٍ وجسمٍ عفيفٍ جميعَ أيَّامِ حياتنا، آمين.

العظة الاحتفالية

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها : ما هذا! ألم يأتِ وقت الرّب يسوع المسيح بَعد؟ إذًا، لماذا أتى إن كان وقته لم يأتِ بعد؟ ألم نسمع أنّه قيل للرسول: "فلَمَّا تَمَّ الزَّمان، أَرسَلَ اللهُ ابنَه مَولودًا لامرَأَةٍ"؟ إن كان الرّب يسوع المسيح قد أُرسِل في مِلء الزمن، فقد تمّ ذلك في وقته؛ وقد جاء المسيح عندما كان عليه أن يأتي. فما هو إذًا معنى هذه الكلمات: "لم يَأتِ وَقْتي بَعْد". دعونا نفهم جيّدًا، يا إخوتي، ما كانت نوايا أولئك الرجال الذين كانوا يتحدّثون إليه، علمًا أنّ قلّة منهم كانوا يعطونه النصائح كما لأخ. كانوا يحثّونه على اكتساب المجد؛ كانوا يطلبون منه الخروج من الظلام وطّي النسيان، وهم خاضعين لمشاعر دنيويّة وأرضيّة. 

عندما قال "لم يأتِ وقتي بعد" لأشخاصٍ كانوا يناشدونه بالتفكير في المجد، إنّما كان يقول لهم "لم تأتي الساعة التي أتمجّد فيها بعد". لاحظوا ما أعمق معنى هذه الكلمات: كانوا يحدّثونه عن اكتساب المجد لنفسه، لكنّه أراد أن يسبِق تواضُعه الارتفاعَ، وأراد أن يسلك بتواضع الطريق المؤدّي إلى العظمة. أمّا تلميذاه اللذان أرادا الجلوس، واحد عن يمينه والآخر عن يساره، إنّما كانا يسعيان خلف المجد: هما إنّما نظرا إلى الهدف، لكن فاتهما النظر إلى الطريق المؤدّي إليه. وكي يتمكّنا من الوصول إلى الوطن السماوي وفقًا لقواعد العدالة، أعادهما المخلّص إلى الطريق المؤدّي إليه. فالوطن مرتفع والطريق المؤدّي إليه متواضع؛ الوطن هو حياة الرّب يسوع المسيح: الطريق المؤدّي إليه هو موته. قيامة الرّب يسوع المسيح هي الوطن وآلامه هي الطريق المؤدي إليه. 

لماذا نتظاهر بدخول الوطن إذا كنّا نرفض اتّباع الطريق المؤدي إليه؟ أخيرًا، كان هذا جوابه لأولئك الذين كانوا يبحثون عن العظمة: "أَتستطيعانِ أَن تَشرَبا الكأَسَ الَّتي سَأَشرَبُها؟". ها هو الطريق الذي يؤدّي إلى العلوّ الذي تريدونه. أمّا الكأس التي تحدّث عنها، أنّما هي كأسُ الذلّ والمعاناة.