رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم.. ثالث أيام تساعية الميلاد استعدادًا للاحتفال به

الكنيسة المارونية
الكنيسة المارونية

تحتفل الكنيسة المارونية بحلول اليوم الثالث من تساعيّة الميلاد، والتي تصلي بها الكنيسة صلاتها الشهيرة استعدادًا لعيد الميلاد المجيد.

نص الصلاة

يا قائدًا عجيبًا قد اقتادَ الشعوبَ إلى طاعتهِ، بعذوبةِ محبَّتهِ، نسألكَ بحقِّ ميلادكَ الطَّاهرِ وبشفاعةِ والدتكَ والقديس يوسف صفيِّك، أنْ تعلمنا الطاعةَ الكاملةَ لوصاياك المقدَّسة، وتجعلنا نطيعُ رؤساءَنا بإقناعِ العقلِ وتسليمِ القلب وبكلِّ نشاطِ الرُّوح وفرحِ النَّفس، آمين.

العظة الاحتفالية

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها إنه لا نعرف إلا القليل القليل عن حياة القدّيس يوسف. فالإنجيل لا يروي إلا ثلاثة أو أربعة من أفعاله؛ وقد لاحظ مؤلّفٌ قديمٌ أننا لا نجد فيه كلمة واحدة له. لرُبّما...أراد الرُّوح القدس من خلال ذلك التوكيد لنا على صمت القدّيس يوسف وتواضعه، وحبّه للوحدة والحياة الخفيّة. مهما كان من أمر، لنا في ذلك خسارة كبيرة. ولو سمح الرّب أن ندرك تفصيل حياة هذا القدّيس العظيم، لوجدنا من دون شك أمثلة جميلة، وقواعد جميلة، خاصة للذين يعيشون في حالة الزواج.  

إنّ حياة القدّيس يوسف كلّها يمكن أن تُقسم إلى جزأين: الأوّل هو الذي سبق زواجه؛ والثاني هو الذي تَبِعَه. لا نعرف شيئا مطلقا عن الأوّل ولا نعرف إلا أشياء قليلة عن الثاني. ومع ذلك أُأَكِّد أن الواحد والآخر كانا في غاية القداسة: الأوّل بما أنّه تُوِّج بزواج مُفيد إلى حد بعيد؛ والثاني كان أكثر قداسة بما أنّه جرى برمّته ضمن هذا الزواج.  

يا للفائدة التي اكتسبها القدّيس يوسف على مدى سنوات وسنوات من أحاديث تناولها مع العذراء القدّيسة على وجه شبه مستمر!.. لا أشك البتّة بأنّ حتى صمت مريم كان مُنوِّرًا للغاية والنّظر إليها كاف للشعور بالميل إلى حب الله واحتقار كلّ شيء آخر. ولكن يا لأحاديثِ نفسٍ أقام الرُّوح القدس فيها، وسكب الله ملء النِّعم فيها، وقد نبضت بالحب أكثر من السيرافيم كافة! يا للنار التي كانت تخرج من هذا الفمّ عندما كان يفتح لينطق بمشاعر قلبها! يا للبرودة ويا للجليد اللّذين لا بدّ أن بدّدتهما هذه النار! يا للأثر الذي أحدثته بيوسف هو من كان يحوي على كمّ من الاستعداد إلى الالتهاب!.. هذه النار الهائلة القادرة على إضرام الأرض كلّها لم يكن لديها إلاّ قلب يوسف لتُحمّيه وتلتهمه خلال عدد كبير كهذا من السنين.. إنِ اعتقَدَت أن قلب القدّيس يوسف جزء من قلبها، فيا لِحرصها، الذي لا بدّ منه، على إلهابه بحبّ الله!