رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"إرادة الأجيال"

كنت حريصًا عند الإدلاء بصوتى فى دائرتى الانتخابية أن ألتقى بعض المترددين على اللجنة للوقوف على توجهاتهم الموضوعية فى اختيار مرشحهم والاعتبارات التى على أساسها تم هذا الاختيار.. كما كنت حريصًا أن أستهدف أهم فئتين مشتركتين فى العملية الانتخابية من وجهه نظرى وهما فئة الشباب والمرأة والبعض من كبار السن ولكل فئة من تلك الفئات أهمية خاصة وفكر يختلف عن الآخر.
فالشباب يميلون دائمًا إلى العزوف عن المشاركة فى الانتخابات بقدر أقل من المواطنين الأكبر سنًا من منطلق اهتمامهم الأكثر بدراستهم أو ممارسة هواياتهم المختلفة.. إلا أن المتابع للأحداث الجارية فى مصر خلال السنوات العشر الأخيرة يجد أن هذا المفهوم قد اختلف تمامًا وأصبح اهتمام الشباب بممارسة العمل السياسى والحزبى واضحًا تمامًا بل مؤثرًا فى هذين المجالين، حيث رأينا ذلك الكيان القوى الذى يضم نخبة من خيرة شباب الوطن وأقصد هنا «تنسيقية شباب الأحزاب» الذى كان له أكبر الأثر فى تغيير نمط تفكير الشباب واهتمامهم للانضمام لهذا الصرح الشاب المؤثر الذى تحرك فى البلاد طولًا وعرضًا وشمالًا وجنوبًا لتحفيز الشباب على المشاركة فى الانتخابات الرئاسية الحالية وهو ما ظهر جليًا فى احتشاد الشباب من الجنسين أمام اللجان الانتخابية للإدلاء بأصواتهم فى مشهد يعكس قيمة الشباب المصريين وإهتمامهم بالمشاركة فى رسم صورة لمستقبل البلاد.
وذلك من خلال اختيارهم مرشحهم الأفضل من وجهه نظرهم والقادر على إدارة شئون البلاد خلال المرحلة القادمة بالشكل الذى يحقق لهم الأمل فى مستقبل أفضل رغم تلك الضغوط التى نعيشها جميعًا.. وهنا يظهر أن وعى الشباب أصبح هو الدافع لهم وراء تلك المشاركة وهو ما يحمل العديد من الرسائل للداخل والخارج فى اهتمام الشباب بمستقبلهم ومستقبل بلادهم.
وتمثل شريحة الشباب فى مصر النسبة الكبرى فى المجتمع، حيث تبلغ حوالى 60% من إجمالى هذا المجتمع وقد كانت الدولة المصرية فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى بصفة خاصة حريصة كل الحرص على تفعيل المشاركة الحقيقية لهم فى الحياة السياسية من خلال تطوير علاقتهم بالوزارات والهيئات المختلفة وكذلك تعزيز علاقاتهم بالمؤسسات الشبابية والأحزاب السياسية.. وهنا تجدر الإشارة إلى أنه قد تم خلال السنوات الأخيرة تعيين نماذج شبابية فى منصب معاونى وزراء كذلك تم تعيين 39 قيادة شبابية فى منصبى المحافظ ونائبه فى عام 2019 كما تم ترشيح وإختيار 124 نائبًا شابًا فى مجلسى «الشعب» و«الشيوخ» كما حرص قانون الإدارة المحلية الذى تم وضعه ولم يتم إقراره على تعيين ما يقارب من ثلث عدد أعضاء المجالس المحلية من الشباب وهو ما يؤكد على تغير نظرة الدولة بكل أجهزتها التنفيذية والتشريعية على مشاركة الشباب المؤثرة والفاعلة بها.. ولعل إيمان القيادة السياسية بأهمية الشباب والاقتناع بدورهم فى المجتمع قد انعكس إيجابيًا على انفتاح الشباب على المشاركة الفاعلة والمؤثرة بشكل إيجابى فى الحياة السياسية من خلال إتاحة حرية التعبير عن آرائهم فى قضايا مجتمعهم ورؤيتهم التى قد تكون مختلفة عن الحلول التقليدية لبعض المشاكل.
والتى من الممكن أن تكون أكثر ملائمة طبقًا للمتغيرات والتطورات الطبيعية التى يشهدها المجتمع المصرى حاليًا وقد رأينا هذا واضحًا فى منتديات الشباب التى أحتضنتها مصر والتى تم اعتمادها كمنتديات دولية نظرًا للنتائج الإيجابية التى تحققت خلالها فى وضع تصورات ورؤى لحل العديد من المشكلات الداخلية والإقليمية والدولية، حيث كانت تلك الآراء والأفكار يتم طرحها فى ظل مناخ آمن يرعى الحريات ويدعم الديمقراطية.
ومن هنا جاءت مشاركة الشباب فى الانتخابات الرئاسية الحالية لتعلن عن مرحلة جديدة فى تاريخ الوطن من المؤكد أن هؤلاء الشباب سوف يكون لهم الدور المؤثر الإيجابى فيها بإذن الله، ومن هنا فقد جاء اختيار جميع من التقيت بهم فى الدائرة الانتخابية للرئيس عبدالفتاح السيسى قائدًا لتلك المرحلة مبنيًا على تلك المعطيات الموضوعية المنطقية دون أى تأثير أو ضغوط مورست عليهم.
جاءت مشاركة المرأة المصرية فى الانتخابات الرئاسية كما عودتنا فى السنوات الأخيرة لتؤكد انها من أهم عناصر المجتمع المصرى، إن لم تكن أهمها على الإطلاق، خاصة خلال تلك الظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها البلاد.
فهى الأم والزوجة التى تستطيع إدارة شئون حياة الأسرة بكل ما تمتلكه من حكمة وصبر فى مواجهة أزمة ارتفاع الأسعار.. وهى التى تشارك زوجها على ذلك دون امتعاض أو شكوى طالما كانت حياة أسرتها تنعم بالأمن والاستقرار بعد تلك السنوات الصعبة التى مرت بالبلاد منذ عام 2011 وحتى عام 2014 إلى أن أسهمت فى ثورة 30 يونيو 2013 حيث دفعت بأبنائها على المشاركة فى تلك الثورة ونزلت معهم فى الميادين والمحافظات المختلفة ولم تعد إلا بعد سقوط حكم الإخوان وإنتهاء تواجدهم المشئوم.. جاءت مشاركة المرأة المصرية فى تلك الانتخابات لتؤكد أنها تبحث عن الأمان والاستقرار ولتؤكد أيضًا على وعيها العميق والمتكامل بكل ما يحيط بالساحة السياسية ومن ثم أصبحت لديها القدرة على حسن الاختيار وعلى المشاركة فى العديد من المجالات السياسية والحزبية والنقابية وكذلك فى التمثيل البرلمانى والوصول إلى مراكز صنع القرار ورسم السياسات العامة والتمثيل الخارجى للدولة.
ومن هنا فقد جاء تتويج المرأة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى بالمكانة التى تستحقها فى العمل العام مؤشرًا لتعزيز مكانتها وقدرها بما يساعد فى شراكتها الأصيلة لبناء وتنمية ونهضة الدولة.. ومن هنا فقد كان رهان القيادة السياسية الواعية على دور المرأة فى المرحلة الحالية صائبًا تمامًا للحفاظ على كيان الدولة لمقدرتها على توجيه أفراد أسرتها نحو طريق البناء والبُعد عن كل الطرائق التى تستهدف النيل من مقدرات وثروات الدولة المادية والبشرية، ولذلك جاءت مشاركتها فى الانتخابات الرئاسية فرض عين لتؤكد من خلال اختيارها على حقوقها فى رسم صور التمكين المستقبلية والريادة التى تستهدف المستقبل القريب.
وجاء مسك الختام فى لقاءاتى مع تلك الفئة التى تذكرنا بالزمن الجميل، حيث كان رتم الحياة يسير بواقع هادئ وبسيط دون مشاكل اقتصادية أو جشع للتجار أو تهديدات على حدود الدولة.. فئة أهلنا من كبار السن الذين رأيت مدى اهتمامهم الحقيقى بالمشاركة فى تلك الانتخابات وكانت لهم أيضًا أسبابهم الموضوعية فى اختيار الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى رأونه وهو يكرم أم الشهيد ويشد من أزرها ويقبل جبهة والد الشهيد ويهتم بالصغير قبل الكبير ويحمل هموم الفقير ويجتهد لرفع المعاناة عنه بقدر الإمكان.
كانت كل أم وأب من كبار السن أمام اللجنة الانتخابية يشعران بأن الرئيس ابن لهما وقبل أن يقوما بانتخابه يقومان بالدعاء له وأن يعينه الله على ما يتحمله من ضغوطات لم يتعرض لها أى رئيس مصرى من قبل سواء من الخارج أو من الداخل بهذا الحجم من التحديات المختلفة وكانت الدعوات الصادقة تسبق أياديهم وهم يؤشرون على اسم مرشحهم عبدالفتاح السيسى ليقود المسيرة خلال الفترة القادمة.
هكذا جاءت إرادة ثلاثة من الأجيال الذين تقابلت معهم، حيث أجمعوا على أن الرئيس عبدالفتاح السيسى هو رجل المرحلة القادمة بإذن الله.
وتحيا مصر.