سر الحرب المعقمة.. كيف يرى الإسرائيليون الوضع الكارثى فى غزة؟
تجري حربان في غزة الآن تلك التي يراقبها الشعب الإسرائيلي والأخرى التي يراقبها بقية العالم، فكل مساء، يجلس مواطنو دولة الاحتلال الإسرائيلي لمشاهدة برامجهم الإخبارية التلفزيونية في أوقات الذروة ليروا ما حدث في ذلك اليوم من الحرب، ويكون النمط نفسه هو تقريبًا كل يوم، حيث تتضمن النشرات الإسرائيلية جنود يسيرون في شوارع غزة ليلة بعد ليلة؛ الدبابات الإسرائيلية تمر عبر الحقول في غزة؛ مقابلات مع عائلات المحتجزين لدى حماس في 7 أكتوبر؛ تحديث للتقدم العسكري من قبل الأدميرال الإسرائيلي دانييل هاجاري.
كيف ضللت الحكومة الإسرائيلية شعبها بشأن حرب غزة؟
وبحسب شبكة "إي بي سي نيوز" الأسترالية، فإنه نادرًا ما تكون هناك صورة للفلسطينيين في النشرات الإسرائيلية، وإذا توافرت تكون لأحد عناصر حركة حماس، فالفلسطينيون الذين يتم تصويرهم في التليفزيون هم إرهابيون، وليسوا ضحايا مدنيين.
وتابعت أن وسائل الإعلام الإسرائيلية بأكملها، وليس التليفزيون فقط وحتى الصحف باستثناء صحيفة هآرتس لديها تقريبًا نفس التغطية، حتى وسائل التواصل الاجتماعي داخل إسرائيل توفر فقط المواد التي ترغب الحكومة في الترويج لها.
وأضافت أن هذا يعني أن النسبة الأكبر من الإسرائيليين لا يرون صور النساء والأطفال الفلسطينيين أو تدمير البنية التحتية لقطاع غزة لدرجة يستحيل معها إعادة الإعمار، فنادرًا ما يرون طفلًا محاصرًا تحت الأنقاض، أو أمًا تحمل طفلها الميت، إنهم لا يرون الأطفال الذين يصرخون، أو الأطفال الصغار الذين لا يستطيعون فتح أعينهم.
وأشارت إلى أن الإسرائيليين يراقبون حربًا معقمة، فهم لا يشاهدون نفس الحرب مثل أي شخص آخر في العالم، فهم في حيرة من أمرهم بسبب عدم ارتياح العالم بشكل متزايد إزاء ارتفاع معدل الوفيات بين المدنيين.
وأوضحت أن تحكم الحكومة الإسرائيلية في وسائل الإعلام يكشف السر وراء تفكير الشعب الإسرائيلي في هذه الحرب بشكل مختلف تمامًا عن معظم دول العالم، إنهم لا يستطيعون رؤية الصورة الكاملة لمأساة هذه الحرب، والأعداد الهائلة من الضحايا والمصابين، فنادرًا ما قتلت أي دولة هذا العدد من النساء والأطفال بالسرعة التي تقوم بها إسرائيل اليوم.
وتابعت أن الإسرائيليين يعيشون في فقاعة من الأخبار المعقمة التي يقوم فيها الجيش الإسرائيلي بعملية عسكرية دقيقة في غزة.
