قبل ساعات من الصمت الانتخابى.. المرشح الرئاسى حازم عمر يوجه رسائله للمصريين فى حواره لـ«الدستور»

<< بدأنا تجهيز أنفسنا للحكم منذ 8 سنوات.. وتوجهنا في البرنامج الانتخابي وفلسفته قائمة على «يسار الوسط»

<< 3 سنوات لتطبيق برنامجى الانتخابى لإصلاح الاقتصاد ودعم الطبقات الضعيفة

<< أهتم بوضع الأعباء على القادرين لكى يكفلون من هم ليسوا قادرين

<< برنامجنا الانتخابى فى الملف السياسى يعتمد على تخفيف حدة الاستقطاب

<< رسالتي للمواطن: «أنزل وشارك بشكل إيجابى حرصًا على مصلحة ومستقبل الدولة وحاول أن تختار رجل دولة»

حاورت "الدستور"، المرشح الرئاسي حازم عمر، رئيس حزب الشعب الجمهوري، قبيل ساعات قليلة من بدء عملية الصمت الانتخابي، والتصويت في انتخابات الرئاسة بالداخل.

واستعرض المرشح الرئاسي، طبيعة تكوينه السياسي وبرنامجه الانتخابي وموقفه من التحديات التي تواجه الدولة المصرية في قطاعات الاقتصاد والسياسة.

وإلى نص الحوار،،،

بخلاف السيرة الذاتية.. ما هي طبيعة تكوين ونشأة حازم عمر التي تؤهله للترشح رئيسا للجمهورية؟

حينما ينشأ الفرد في كنف عائلة سياسية، تصبح السياسة لها جزء كبير من تكوينه ومن شخصيته، وبالأخص في مرحلة المراهقة ومرحلة النشأة، فمثلا كنت الوحيد من أصدقائي الذي قرأ تاريخ مصر المعاصر بأكمله خلال الدراسة، وهي كتب كبيرة للغاية على طلبة المدرسة.

بالمناسبة، تلقيت تعليمي في مدرسة خاصة في المعادي بالقاهرة، فقد ولدت في القاهرة ونشأت وترعرعت في المعادي، ولكن جذور العائلة في الشرقية، من مركز الحسينية ومركز منشأة عمر.

وقتها كان أصدقائي يبدون استغرابهم من قراءة كتب محمد حسنين هيكل التي تجاوز أحدها الـ700 صفحة، في حين كنت أنا أستمتع للغاية بذلك، وهذا الأمر تسبب في انجذابي ناحية السياسة في مرحلة المراهقة.

وفي مرحلة العشرينات تقربت من دوائر صناعة القرار في الدولة، وكنت أستقي الخبرات وأستلهم الدروس، فكنت أجالس متخذي القرار وأستمع منهم وأتعلم، ومنهم على سبيل المثال الدكتور أسامة الباز والدكتور محمد عبدالله، واللواء زكي بدر. 

تعرفت بشخصيات مؤثرة للغاية وجالستها.. ما الذي تعلمته منهم؟

 خلال الجلسات كنت أصب اهتمامي على التعلم وفهم تفاصيل وخبايا معترك السياسة، لكن دون ممارسة.

ومتى بدأ مشوارك السياسي الفعلي؟

كنت أجالس زوجتي رحمها الله، في يوم 28 يناير 2011 فيما كان يسمى جمعة الغضب، وعند مشاهدتي ما يحدث استشعرت القلق والآثار السلبية الاقتصادية على الدولة، وتحدثت معها أن ما يتم سوف يسبب خسائر لفترة لا تقل عن 15 عامًا، وبهذا القلق على مستقبل مصر، قررت التحرك، أو على الأقل تكونت لدي الرغبة في ذلك، فالسياسي الحقيقي هو من يستشف المستقبل وتكون قراءته المستقبلية مقاربة للحقيقة، لكني طردت فكرة تأسيس الحزب في مطلع 2012 بعد مشهد سيطرة الإخوان والسلفيين على مجلس الشعب والسلطة التشريعية، خاصة وأن مسألة نمو الدولة تعتمد أساسا على السلطة التنفيذية فالتشريعية.

لكن حينما رأيت في التليفزيون الرئيس الأسبق محمد مرسي، يحلف اليمين في 2012، قررت اتخاذ مسار وطني فعلي بتأسيس حزب سياسي.

هل كان رد فعل عاطفي أم رؤية سياسية؟

كانت رؤية سياسية مستقبلية، أن جماعة الإخوان لن تستطيع أن تصمد أو أن تدير دولة ضخمة بحجم جمهورية مصر العربية لأسباب موضوعية، فعناصرها لا تمتلك الخبرات المتراكمة، وغير مرتبطين بدولاب الدولة، وليس لديهم فقه التعامل مع مؤسسات الدولة؛ نتيجة عدم وجود الخبرات والكوادر، كما أن لديهم استقطابا شديدا، وهنا كانت رؤيتي المستقبلية أنهم لن يصمدوا ولن يدوموا، وقررت تأسيس الحزب، وحينما جاء وقت اختيار اسم حزب معارض، لم أختره بشكل موسيقي أو سهل، فجاء اسم طويل وهو حزب الشعب الجمهوري، لكن الاختيار جاء عن دراسة، خاصة وأن مسمى حزب الشعب الجمهوري هو الحزب الذي أسقط الفاشية الدينية في الدولة العثمانية وأسس وحكم الدولة التركية، وأسس لدولة مدنية حديثة، واختيار الاسم لاستلهام هذه التجربة وتبركا بها، وإشارة إلى أن حزبنا حزب يعارض حكم الفاشية الدينية.

وما هي طبيعة التجاوب على تأسيس الحزب؟

شخصي مؤمن بالخبرات، وجمعت كل الخبرات الموجودة في مصر في كل القطاعات، وللأسف الشديد، دولة مصر على مدار عقود طويلة كانت معتمدة على نظام الحزب الواحد، بمعنى أنه يجمع في عضويته أفضل عقول وأفضل كوادر، وفي نفس الوقت أسوأ كوادر، لذا في تكوين حزب الشعب الجمهوري اعتمدت على معيار اختيار الكفاءات، وقد صدر قرار مزاولة العمل السياسي 12 سبتمير 2012، وكان لنا مجهود مضن في الإطاحة بحكم جماعة الإخوان.

بعد عامين تقريبًا من تاريخ التأسيس، أعلنت عن تقديم مرشح رئاسي في 2024.. على أي أساس تم ذلك؟

حينما بنينا هذا الحزب، كان هدفنا أن يكبر الحزب وينمو، ويكون مساهمًا في تغيير الحياة السياسية المصرية، بالشكل الذي يجعلنا نتجنب أخطاء الماضي، وأهمها انغلاق الأفق السياسي الذي كلف الدولة الكثير، لذا كان من ضمن أهدافنا أن يكون لنا مرشح رئاسي بعد فترتين رئاسيتين، وهي الفترة التي قدرناها مناسبة لاستعادة الاستقرار واستعادة الأمن، والتغلب على التحديات الأمنية، ففقه الأولويات بعد 2013 كان للتحديات الوجودية والأمن، بالتالي المزاحمة في هذا الوقت هي عبارة عن انتهازية سياسية، كما أن الوقت لم يكن مناسبًا لنا كحزب وليد لديه 12 نائبًا فقط في مجلس النواب يمثلون 9 محافظات فقط، للمنافسة، لذا عملنا على تحسين وضعنا بشكل كبير بحيث نكون من أكبر الكتل البرلمانية وحققنا هذا الهدف الاستراتيجي في الجدول الزمني الذي وضعناه، والآن نحن في حجم يؤهلنا ويسمح لنا بالمنافسة بعد تأهيل طويل لنصبح قادرين على تولي المسئولية، لذا جاء قرار الحزب بتقديم مرشح في الانتخابات الرئاسية.

هل الحزب جاهز ليحكم؟

منذ 2015 إلى 2023، نعمل على تجهيز أنفسنا للحكم، بالاشتباك مع جميع الشواغل والتحديات التي تهم المواطن والدولة، خاصة من خلال لجان مجلسي النواب والشيوخ، وعملنا على صقل كوادرنا بالقدرات حتى يكونوا قادرين على تحمل المسئولية.

كيف أعددت برنامجك الانتخابي لمنصب رئيس الجمهورية؟

توجهنا في البرنامج وفلسفته قائمة على توجه "يسار الوسط"، ومعني أساسًا بوضع الأعباء على القادر لكي يكفل من هو ليس قادرًا، بالتوجه السياسي وبالبرامج.

ولا يخفى على أحد أن التحديات الاقتصادية هي التحدي الأول للدولة، وفي الحقيقة التحديات الاقتصادية التي تواجهنا ضخمة، تتطلب آليات لزيادة الإنتاج وتخفيض الفقد والهادر في جميع شرايين الاقتصاد المصري، بجانب رفع كفاءة استخدام الموارد المتاحة وصولًا للاستخدام الأمثل لها.

 وبرنامجنا ملامس لكل مشكلات الدولة، ومدرسة يسار الوسط في الإصلاح تهتم بالحفاظ على الطبقات الضعيفة، ودعم الطبقة المتوسطة، خاصة مع تآكلها، بالإضافة إلى إلقاء أعباء على المؤسسات الغنية، كنوع من العدالة الاجتماعية، كما أن البرنامج يشير إلى أهمية تملك الدولة قطاعات الصناعات الاستراتيجية من غاز ومياه وكهرباء وصناعات عسكرية، وما دون استراتيجي فيجب تركه للقطاع الخاص خاصة مع الإيمان بدوره في التنمية وأهمية دعمه.

البرنامج الانتخابي له محاور في القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وتم نشره على مختلف وسائل الإعلام ومواقع التواصل، وتم استعراضه في المؤتمرات الانتخابية، وملزم بعد 3 سنوات بالانطلاق بالدولة إلى مرحلة أفضل، من تطوير تعليم وصحة واقتصاد ووضع اجتماعي وسياسي وكل ذلك في 3 سنوات بآليات مخددة.

البعض يتحدث عن أن الإصلاح السياسي له الأولوية عن الإصلاح الاقتصادي.. ما موقفك؟ 

هذا توجه صحيح، خاصة مع توظيف السياسة لمصالح الاقتصاد، فهما وجهان يخدّمان بعضهما البعض بشكل كبير، وكلما نجحنا في تقليل حالة الاستقطاب السياسي فسيكون لذلك تبعات إيجابية على الاستثمار، خاصة إن أخذنا في الاعتبار اهتمام المستثمر بنسبة المخاطر والاستقرار، لذا فبرنامجنا السياسي يعتمد على تخفيف حدة الاستقطاب السياسي. 

الاستقطاب السياسي دائمًا ما يتم تفسيره بالعلاقة مع جماعة الإخوان.. هل هذا ما تقصد؟

مشكلة جماعة الإخوان كبيرة وسوف تأخذ أكثر من 3 سنوات، خاصة وأن الدولة المصرية واجهتهم أمنيًا، لكن لم تواجههم فكريًا، وهو أمر ضروري إلا أن إجراءاته معقدة وطويلة وتبدأ أول خطوة فيها بقرار داخل الجماعة بحل التنظيم يتبعه مراجعات فكرية، في ظل أن فكرة الجماعة لم تكن وطنية قط، وتوجهي يستهدف الأجيال القادمة فعلى مدار التاريخ، وما استلهمته من دراسته، فإن الجماعة نشيطة في العمل السري، لذا فالحل يجب أن يبدأ من داخل الجماعة ذاتها إن رغبت في المصالحة الوطنية.

دعنا نختم برسالتك للمواطن المصري قبل ساعات قليلة من التصويت في انتخابات الداخل؟

أقول له انزل وشارك وحط صوتك بشكل إيجابي حرصًا على مصلحة ومستقبل الدولة، ولكن دائمًا وأبدًا وأنت تختار وتضع صوتك، حاول أن تختار رجل دولة.