رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منال رضوان: أطالب بإعلان مبادرة لتناول طبيعة أدب المقاومة أدبيا ونقديا

منال رضوان
منال رضوان

قالت الكاتبة منال رضوان في تصريحات لـ " الدستور"، إن طبيعة القضية الفلسطينية، باعتبارها قضية القضايا، ألقت بظلالها على مختلف الأجناس الأدبية؛ فظهر الشعراء الذين يتكلمون عن القضية، ويدافعون عن حق الشعب الفلسطيني في الحياة على أرضه، وعدم استباحتها على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي، في تخاذل يندى له الجبين.

 الشعراء تناولوا القضية الفلسطينية حاولوا إبراز وجهة النظر العربية

 

وأضافت، من أوائل هؤلاء الشعراء في تناول القضية الفلسطينية، كان الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود، وشاعر القضية الأشهر محمود درويش وغيرهما، كذلك من أهم الأدباء والمفكرين الذي تعاطوا مع إشكالية الاحتلال وحاولوا إبراز وجهة النظر العربية بعين مختلفة وإن كانت واعية فاحصة ثاقبة الراحل الخالد إدوار سعيد، كذلك الشهيد غسان كنفاني وغير هذه الأسماء هناك الكثير.

 مطالبة بمبادرة لتناول طبيعة أدب المقاومة أدبيا ونقديا

وقالت  الكاتبة أؤكد أن طبيعة الأهوال التي رأيناها عبر الشاشات، قد جعلتنا نتجاوز مرحلة مهمة مضت كان التوثيق فيها رفاهية اختيارية، واستوجبت ضرورة إعادة صياغة للكلمة التي تتناول ما حدث، ومن خلال جريدتكم الموقرة أطالب بإعلان مبادرة لتناول طبيعة أدب المقاومة أدبيا ونقديا من دون الدخول في أي تفاصيل سياسية؛ فلهذا المجال أربابه الذين يقومون بعملهم بالذمة والصدق التي عاهدوا الله عليها ونحن نقوم بالدور التحليلي والنقدي؛ فهذه هي مهمتنا الأولى ورسالتنا التي لا يجب الحياد أو التغافل عنها.

طبيعة القضية الفلسطينية استوجبت بزوغ نجم أدب المقاومة

واستدركت الكاتبة منال رضوان، لكن هل يتوقف متغير الأدب عند ذلك الحد؟… قولا واحدا، لا، فطبيعة القضية الفلسطينية وما يلم بها من أزمات بين الحين والآخر؛ استوجبت بزوغ نجم أدب المقاومة أو أدب الأسرى: وهو ذلك الطيف الأدبي الذي أشرق وسط ظلام سجون الاحتلال، وهو الأدب شديد الخصوصية والمكاشفة.

 وتابع لا يقتصر على أدب السيرة الذاتية الذي يكتبه الأسير ليوثق أيامه بغياهب المعتقلات، وإنما يعكس ثقافة وقناعة صلدة لا تلين؛ إذ يمتد بمنحنيات تصاعدية تشير إلى مدى تنظيم ذلك اللون الملحمي والذي يكتبه الأسرى تخليدا لهذه الملحمة المستمرة من الفداء والتضحية، فالأدب لا يمر بهذه الهزات السريعة والتي تنشأ فور الحدث، كما أنه وبحسب (أرنست بيكر 1924- 1974) ليس وثيقة سيكولوجية توثق لما يعتمر بصدر المبدع من نوازع وأحاسيس مهما تعاظمت في آثارها؛ وإنما هناك مرحلة الاختمار للفكرة؛ حيث تمتلئ جعبة الكاتب الإبداعية بالأحداث، وتعاونه الحصيلة اللغوية من مفردات؛ كي لا يكون العمل انفعاليا يزول بزوال المؤثر.

أدب المقاومة مكتوب بدماء أسرى سجون الاحتلال

وأوضحت حول القضية الفلسطينية  لذا، فأنا أثمن جميع الإبداعات التي ظهرت، وتظهر في هذا الصدد، لكنني وللأمانة المهنية يجب أن أشير بإجلال واحترام إلى أدب المقاومة، المكتوب بدماء أسرى سجون الاحتلال؛ فهو الأدب الذي عاين التجربة، واختبرها، وتجرع آلامها، وصدح صوته بالأمل وحب الحياة، ورفع شارة الانتصار من وراء قضبان السجون الإسرائيلية التي احتجزت بعض هؤلاء الأدباء عشرات الأعوام بلا محاكمات أو مراعاة لأي مواثيق دولية أممية تحفظ لهم الحق في الحياة، لكن هؤلاء الأدباء أطلقوا حروفهم موشاة بالإيمان بعدالة قضيتهم.

أبرز الروايات التي تناولت طبيعة القضية الفلسطينية

ومن أهم الروايات التي تناولت طبيعة القضية الفلسطينية رواية "معبد الغريب" لرائد الشافعي، ورواية "حكايات صابر" للأسير المقدسي محمود عيسى، والتجربة الفريدة التي تحتاج -بلا شك- إلى تناولها نقديا؛ وأقصد بها "أمير الظل مهندس على الطريق" للأسير مهندس عبد الله غالب البرغوثي، وهي تجربة صادقة شديدة الخصوصية؛ لعل فكرتها بدأت برسالة البرغوثي إلى ابنته "تالا" وهي الرسالة التي عجت بعلامات الاستفهام عن أحوال الابنة: (من أنتِ؟.. كيف أنتِ؟.. لماذا أنتِ؟)

ويبدو أن صعوبة الإجابة عن السؤال، أخرجت لنا هذا البوح الموجع والكاشف في آن واحد، ومن هذه التجارب أيضا والتي يتسع المجال لذكرها، "ستائر العتمة" وهي رواية وليد الهودلي، والذي أضم صوتي إلى صوت عائلته في مبادرتها حول وجوب الاهتمام بأدب المقاومة؛ بوصفه المرآة العاكسة لحقيقة كل ما يحدث.