رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خالد إسماعيل: المقاومة الفلسطينية ألغت حقبة العولمة الثقافية الأمريكية

خالد إسماعيل
خالد إسماعيل

حول أثر حرب غزة في الأدب تحدث الكاتب الروائي خالد إسماعيل، في تصريحات خاصة لـ “الدستور”، مؤكدا أن المستقبل للأدب المنحاز للشعوب.

 

المستقبل للأدب المنحاز للشعوب

 

وقال “إسماعيل”،: كانت حرب إسرائيل على غزة فى ظل ثورة الاتصالات فرصة لفضح العصابة المتحكمة فى العالم منذ انهيار الاتحاد السوفييتى فى تسعينيات القرن الماضى، وهى عصابة أرادت محو الثقافات المحلية والوطنية وفرض النموذج الصهيو أمريكى الذى دشنه بوش الأب وبوش الابن وفريق تجار البترول والسلاح فى واشنطن، ولكن مع إصرار القوى الغربية على عدم قبول الهيمنة الصهيو أمريكية على العالم وإصرار القوى المناضلة فى الشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية وإفريقيا، تصدع هذا المعسكر الصهيو أمريكى وكانت ذروة المواجهة فى السابع من أكتوبر، وقدرة المقاومة فى فلسطين مدعومة من قوى المقاومة فى الشرق الأوسط على كسر أنف إسرائيل، وهو الأمر الذى جعل بايدن يحرك الأساطيل والفرقاطات وحاملات الطائرات لإرهاب الشعوب الرافضة لهذه الهيمنة.

 

وتابع: ظهر منذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب تشكل محور مقاومة ثقافية فى أوربا وأمريكا نفسها ومختلف القارات، وظهرت القصيدة المناصرة للشعب الفلسطينى فى غزة، واختفت فيالق وجحافل المبدعين المعولمين الذين رضوا بالخضوع للتصور الثقافى الصهيو أمريكى، لم يعد لهم صوت أو وجود، تصاعد الصوت الإبداعى المؤيد للشعب المناضل والرافض للصهيونية التى تخوض حربا غير عادلة فى غزة ضد شعب يرغب فى التحرر والاستقلال واسترداد وطنه المسلوب منه منذ سبعين عاما وأكثر.

 

ولفت خالد إسماعيل إلي أن الحرب نجحت فى تشكيل حركة مقاطعة اقتصادية للمنتجات الأمريكية وتصاعدت فكرة الدعوة لتشجيع المنتج الوطنى المصرى وهذا يصب فى نهر ثقافة الوطن، حتى لو كانت فكرة المقاطعة اقتصادية وسياسية لكنها تصب فى نهر ثقافة الوطن المقاوم الرافض للتبعية الثقافية للصهيونية وحلفائها فى واشنطن وغيرها.

 

وكان من آثار ـ حرب غزة ـ ظهور إبداعات سردية من غزة نفسها، كتبتها كاتبات فلسطينيات تحت القصف الصهيونى، ونشرت على مواقع التواصل الاجتماعى، واستدعى المثقفون قصائد محمود درويش شاعر المقاومة الفلسطينية.

 

وشدد خالد إسماعيل علي: فى المستقبل القريب، سيكون الأدب معبرا عن الثقافات الوطنية، وقضايا الحرية والعدل الاجتماعى والدفاع عن الثقافة العربية والحضارات القديمة التى كادت الخطة الصهيو أمريكية أن تمحوها طوال ما يزيد على الثلاثين عاما، ومن المهم أن نعرف أن الحرب لم تنته، والمقاومة فى الشرق الأوسط لم تمت، وستظل فى خندق المعارك حتى تعيد الميزان السياسى والثقافى لوضعه الصحيح، ولنا فى بريطانيا العظمى المثل، خرجت من الشرق الأوسط فى خمسينيات القرن القرن الماضى، وورثت أمريكا دورها، الآن نستطيع القول إن أمريكا وإسرائيل يعيشان المشهد ذاته، والإبداع سوف يستعيد زخمه وانحيازه للشعوب التى أدار ظهره لها طوال العقود الثلاثة الماضية، ستعود قصيدة المقاومة، ورواية المقاومة، وفيلم المقاومة، ستنحسر مشروعات العولمة الثقافية الصهيو أمريكية وتندثر تماما.