رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اتفاق الهدنة يكشف مفاجأة.. من يُسيطر على شمال غزة حماس أم إسرائيل؟

الإفراج عن المحتجزين
الإفراج عن المحتجزين لدى حماس

سلطت مجلة "ذا كريدل" الهندية، الضوء على عمليات تبادل المحتجزين لدى حركة حماس مع الأسرى الفلسطينيين في المعتقلات الإسرائيلية ضمن بنود اتفاق الهدنة في غزة، حيث تمت عملية تسليم المحتجزين إلى الصليب الأحمر الدولي في وسط مدينة غزة بشمال القطاع في ظل عرض أمني وعسكري، من خلال وصول مقاتلوا حركة حماس في سيارات الدفع الرباعي وانتشروا حول الموقع وهم يرتدون الزي الرسمي الكامل ويحملون الأسلحة، ووسط حشد من المدنيين الذين يهتفون للمقاومة، تمت عملية نقل المحتجزين الإسرائيليين بسلاسة وهدوء، في تحدي كبير وإعلان لهزيمة إسرائيل في القطاع.

أسباب انهيار جيش الاحتلال الإسرائيلي أمام حماس 

وأضافت المجلة أن هذا الحدث جرى في ساحة فلسطين بمدينة غزة شمال القطاع خلال اليوم الثالث من الهدنة التي أعقبت حرب استمرت 49 يوما، وطوال فترة الحرب، تعرضت مدينة غزة لحصار خانق وهجوم جوي ومدفعي إسرائيلي غير مسبوق، لم يسبق له مثيل منذ عام 1982 على الأقل.

وتابعت أن عملية التسليم جرت في ساحة فلسطين بعد أكثر من شهر من بدء جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليته البرية، التي يهدف من خلالها إلى احتلال مدينة غزة وكافة مناطق شمال القطاع وتدميرها وتهجير سكانها بشكل دائم، لكن مشهد مقاتلي القسام وهم يقفون بثقة للحراسة في ساحة فلسطين يوم 26 نوفمبر، أوحى لجميع الحاضرين أنهم لم يلحق بهم أي أذى من الحرب الإسرائيلية.

وأضافت أن المقاتلين نقلوا المحتجزين الإسرائيليين من مخابئهم المختلفة ومواقع التجمع المتفق عليها إلى الساحة، مع التأكد من عدم اكتشاف هذه البيوت الآمنة، حيث أصدر أحدهم الأمر، ونفذه آخرون بسلاسة، في منطقة جغرافية واضحة للغاية تقل مساحتها عن 150 كيلومترًا مربعًا، لتنهار أكبر وكالات للاستخبارات الدولية في العالم أمام قدرة الفصائل الفلسطينية، حيث خصصت كل من إسرائيل والولايات المتحدة موارد استخباراتية هائلة على مدى الأسابيع الستة الماضية للكشف عن الشبكة الواسعة من أنفاق حماس، واكتشاف أماكن وجود المحتجزين ولكن دون جدوى.

وأشارت إلى أن مشاهد تسليم المحتجزين في شمال غزة تكشف عن نتائج العملية البرية الإسرائيلية وهي مذابح للمدنيين وتدمير وافر للبنية التحتية، ولكن مع ضرر بسيط للبنية العسكرية للمقاومة الفلسطينية، والنتيجة الأخرى هى فشل الاحتلال الإسرائيلي على اختراق كامل شمال غزة دون عوائق. 

وتسبق إسرائيل تحركاتها البرية بغارات جوية مكثفة، ثم قصف مدفعي. بعد تدمير كل شيء في طريقها، تبدأ دباباتها في التقدم. ويكاد يكون من المستحيل مواجهة الدبابات عند دخولها، لأن النيران الجوية تطهر مساحات على بعد 500 متر أمامها، فيما تمهد القذائف المدفعية الطريق على بعد 150 مترًا أمام الوحدات البرية.

أشباح المقاومة الفلسطينية يبثون الرعب في إسرائيل

وأوضحت المجلة، أن بعد وصول دبابات الاحتلال الإسرائيلي إلى هدفها المحدد في غزة، يخرج مقاتلو حماس كالأشباح من تحت الأرض أو بين الركام ويطلقون عليها قذائف مضادة للدروع، عادة ما تكون قذائف الياسين محلية الصنع، يصل مداها المؤثر إلى أقل من 150 مترًا أو بدلا من ذلك، يقترب مقاتل من الدبابات الإسرائيلية ويزرع قنبلة لاصقة تنفجر بنفس الطريقة التي تنفجر بها قنبلة يدوية والتي اشتهرت بـ "المسافة صفر".

وتابعت أن عمل المقاومة لا ينتهي عند هذا الحد، فإذا لم تتراجع الدبابات، واستقر جنود الاحتلال، فسيتم مهاجمتهم بنيران الرشاشات أو العبوات الناسفة، ويقوم المقاتلون الفلسطينيون بتصوير العديد من هذه العمليات، ويتم تسليم اللقطات إلى غرفة العمليات، التي تقرر ما سيتم نشره، ومن الواضح أن منظومة القيادة والسيطرة في المقاومة لا تزال تعمل بفعالية.