رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اتصالات وزيارات مكوكية.. جهود قامت بها مصر وصولُا إلى هدنة غزة

غزة
غزة

عشرات من الاتصالات الهاتفية والزيارات المكوكية وكذلك الاستقبالات للوفود الدولية رفيعة المستوى تلك هي بعضًا من جهود الدولة المصرية الدبلوماسية في سعيها لحل أزمة قطاع غزة منذ بدء الاحتلال الإسرائيلي قصفها حتى النجاح أخيرًا في الإعلان عن هدنة إنسانية بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي تضمن حقن الدماء.

في التقرير التالي نستعرض بعضًا من هذه الاتصالات والزيارات وتلك الاستقبالات والتي اشتركت جميعها في هدف واحد وهو السعي الجاد والحقيقي لحل أزمة القطاع ووقف نزيف الدم الذي يسيل خاصة من نساء وأطفال فلسطين الأبرياء.

اتصالات مع الجانب الفرنسي والأمريكي

مع بدء الاشتباكات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالًا هاتفيًا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تناول فيه التشاور والتنسيق بشأن جهود وقف التصعيد الجاري في قطاع غزة بين الجانبين وأعرب الرئيسان عن القلق البالغ تجاه التدهور المتلاحق والخطير للأحداث، مع التشديد على ضرورة أن تتركز جميع الجهود الدولية والإقليمية في الوقت الراهن على وقف التصعيد والعنف، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس.

كذلك قد تلقي سامح شكري وزير الخارجية اتصالًا من 'أنتوني بلينكن' وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، تناول الأزمة، والجهود المطلوب القيام بها دوليًا وإقليميًا لاحتواء الموقف وكذلك ما يتطلب لوضع حد للعنف الدائر وما يرتبط به من إزهاق للأرواح وتعريض حياة المدنيين للمخاطر.

وقد ركزت محادثات الوزيرين على ضرورة الدفع بمواقف دولية منسقة لحث الأطراف على تغليب مسار التهدئة، وكذا أهمية ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والنأي عن التصعيد الأمني.

إلى جانب ذلك تلقي وزير الخارجية سامح شكري اتصالات هاتفية بين كل من وزراء خارجية دولة اسبانيا وفرنسا وروسيا وألمانيا وتركيا تناولوا فيه الأمر ذاته، مع الدعوة في كل مرة إلى ضرورة وقف إطلاق النيران وحماية المدنيين.

اتصالات ومباحثات مع الدول العربية لوقف الأزمة

وتلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي الكثير من الاتصالات الهاتفية الأخرى بين الدول العربية لبحث الوضع داخل قطاع غزة وحل أزمة الأشقاء الفلسطينيين، وكان بين تلك الدول المملكة العربية السعودية، والمملكة الأردنية الهاشمية، والإمارات العربية المتحدة، ودولة قطر، وكذلك تم الاتصال بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن لبحث سبل حل هذه الأزمة.

 وفي إطار جهود مصر لوقف الأوضاع المتدهورة في قطاع غزة، تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي كذلك اتصالًا هاتفيًا من أنطونيو جوتيريش، سكرتير عام الأمم المتحدة، تناول فيه التباحث حول التطورات المتصاعدة للأزمة الراهنة في القطاع وكذلك الأوضاع الإنسانية المتدهورة به.

وفي الاتصال توافق الرئيس وسكرتير عام الأمم المتحدة بشأن ما تمثله الأزمة من خطورة على السلم والأمن في المنطقة، وضرورة التوصل لوقف العمليات العسكرية على مختلف الجبهات، وحماية المدنيين من خلال إجراءات فورية لمنع المزيد من التدهور في الأوضاع الإنسانية.

كما استقبل وزير الخارجية سامح شكري تور وينسلاند منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، وفيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، في إطار المتابعة لتطورات وتداعيات التصعيد العسكري الإنسانية الخطيرة بين كل من الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس.

وركزت المناقشات على تبادل الرؤى والتقييمات تجاه سبل التخفيف من وطأة المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني تحت نيران القصف الإسرائيلي العنيف والمستمر، كما حذر وزير الخارجية سامح شكري من مغبة التوسع في تنفيذ سياسات العقاب الجماعي والتجويع والحصار بالمخالفة لأحكام القانون الدولي الإنساني.

اجتماع مجلس الأمن القومي

كما ترأس الرئيس السيسي اجتماعًا لمجلس الأمن القومي وتناول الاجتماع استعراض تطورات الأوضاع الإقليمية، خاصةً ما يتعلق بتطورات التصعيد العسكري في قطاع غزة، وصدر عن هذا الاجتماع عدد من القرارات الآتية:

من بينها مواصلة الاتصالات مع الشركاء الدوليين والإقليميين من أجل خفض التصعيد ووقف استهداف المدنيين ، وكذلك تكثيف الاتصالات مع المنظمات الدولية الإغاثية والإقليمية من أجل إيصال المساعدات المطلوبة.

وأيضًا التشديد على أنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا حل الدولتين، مع رفض واستهجان سياسة التهجير أو محاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار، وكذلك إبراز استعداد مصر للقيام بأي جهد من أجل التهدئة وإطلاق واستئناف عملية حقيقية للسلام ، وأيضًا التأكيد على أن أمن مصر القومي خط أحمر ولا تهاون في حمايته، وكذلك توجيه مصر الدعوة لاستضافة قمة إقليمية دولية من أجل تناول تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية.

المشاركة في اجتماع اليونان لعرض الأزمة

كما شارك السفير عمر عامر، سفير جمهورية مصر العربية في أثينا، في الاجتماع الذي دعا إليه وزير خارجية اليونان George Gerapetritis، بمشاركة سفراء دول المجموعة العربية والقائمين بالأعمال، بهدف عرض الموقف اليوناني من التصعيد الاسرائيلي الفلسطيني الراهن، واستعراض ملامح المبادرة التي يطرحها وزير الخارجية لاحتواء هذا التصعيد. 

و من جانبه، قام السفير عمر عامر، نيابة عن دول المجموعة العربية، بعرض محددات موقف الدول العربية من هذا التصعيد الخطير، مؤكدًا أهمية الوقف الفوري لكافة الأعمال العسكرية في غزة، وحماية المدنيين، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية، وكذلك مراعاة مبادئ القانون الدولى.

قمة القاهرة السلام 

وقد عقدت قمة القاهرة للسلام التي دعا إليها الرئيس عبد الفتاح السيسي بمشاركة دولية واسعة من المجتمع الدولي إذ سعت مصر من خلال دعوتها إلى هذه القمة إلى بناء توافق دولي عابر للثقافات والأجناس والأديان والمواقف السياسية توافق محوره قيم الإنسانية وضميرها الجمعي ينبذ العنف والإرهاب وقتل النفس بغير حق ويدعو إلى وقف الحرب الدائرة التي راح ضحيتها الآلاف من المدنيين الأبرياء على الجانبين واحترام قواعد القانون الدولي والقانون الإنساني.

مؤتمر صحفي مع الرئيس الفرنسي

أعقب هذه القمة عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون لمؤتمر صحفي اتفقا فيه على أهمية حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، وأكدا ضرورة العمل على إحياء عملية السلام، واعتبرا أن ما يحدث الآن في قطاع غزة ناتج عن فقدان الأمل في إقامة الدولة الفلسطينية.

المشاركة في مؤتمر باريس لعرض الأزمة

كما توجه سامح شكري وزير الخارجية إلى العاصمة الفرنسية باريس لرئاسة وفد مصر المُشارِك في مؤتمر باريس حول الأوضاع الإنسانية في غزة، نيابةً عن رئيس الجمهورية، والمُقرَّر انعقاده ٩ نوفمبر الجاري، من المقرَّر أن يُلقي الوزير شكري كلمة مصر أمام المؤتمر، والتي ستركز على تناول الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة، والجهود المصرية للتعامل مع الوضع الإنساني في القطاع، فضلًا عن التأكيد على ضرورة حشد الجهود الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى غزة.

الوصول إلى  اتفاق الهدنة

وأتبع ذلك بالعديد من الاتصالات العربية والدولية الأخرى لحل أزمة قطاع غزة حتى وصل الأمر إلى الجهود الثلاثية بين كل من مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية التي انتهت بعقد هدنة إنسانية تضمن وقف نزيف الدم الذي استمر أكثر من أربعين يومًا وخلف عنه آلاف من الشهداء الآبرياء.